من قديمه الجديد.. أزمة مواصلات خانقة في حماة لم تكتفِ بتخفيض عمل نصف الآليات يومياً بل حتى تكامل لا تمنح مخصصات البطاقة
تشرين- محمد فرحة:
يسعى المعنيون لتوفير كل ما من شأنه ألا يخلق لدينا أزمة مواصلات، من خلال تأمين التوريدات بما يكفي من دون انقطاع ومن دون خلق أزمة نقل بين المحافظات، بل في المحافظة الواحدة، لكن دائماً ما تأتي إشكالية في وقتها غير المناسب، وتصبح مدعاة للتساؤل.
فلو دققنا على سبيل المثال، مرت محافظة حماة قبل أشهر من الآن بتخفيض مخصصاتها إلى تسعة طلبات في اليوم، وهي الكمية الأقل التي تصل للمحافظة منذ بداية الأزمة، ومع ذلك لم يتم تخفيض عدد الآليات من على كل الخطوط لدرجة خمسين بالمئة، ولم تولد أزمة النقل ليشعر بها المواطن، في حين مخصصات المحافظة من المازوت تصل إلى خمسة عشر طلباً في اليوم.
لكن السؤال الأهم الذي يطرحه المواطن اليوم مؤداه: لماذا يوجد المازوت والبنزين بوفرة وبكميات كبيرة جداً لكل مقتدر إن أراد أن يشتري، في حين تغيب هذه المخصصات من محطات الوقود؟
فمن أين يحصل باعة الطرقات على كل هذه الكميات وفي وسط مدننا ومداخلها وخارجها وعلى طول الطرقات العامة؟ هل لهم مورداتهم الخاصة بهم؟
فما الذي يجري ولماذا لم يوضح مسؤول للمواطن تفاصيل ما يجري من أسباب و تداعيات، بل يكتفي بإخطار المحافظين بإجراء اللازم وتخفيض نسبة السرافيس العاملة على الخطوط ووصلت إلى خمسين بالمئة؟ وبعبارة أوضح يوم عمل ويوم عطلة، مع الإشارة إلى أن يتقاضى سائق السرفيس كامل مخصصات البطاقة في اليوم المخصص له بالعمل.
غير أن التوقيت الذي يتم اختياره دائماً لهذا الإجراء غير مناسب أبداً، فطلاب المدارس القادمون من الريف إلى المدينة يأتون سيراً على الأقدام ويتغيبون عن مدارسهم، فإن أتوا صباحاً لا يستطيعون أن يعودوا ظهراً بذريعة أن مخصصات السرافيس انتهت من خلال نقلة أو نقلتين وعلى من أتى إلى المدينة أن يتدبر أمره.
فما بالك بالموظفين الذين يضطرهم دوامهم أن يذهبوا من مكان سكنهم إلى المحافظة من الساعة الثامنة وحتى الساعة الثالثة وفي هذا التوقيت لم تعد تتوافر أي وسيلة نقل. فلماذا لا يتم تخفيض عدد الموظفين بالتناوب أسوة بتخفيض عدد وسائط النقل التي تعمل يوماً وتعطل يوماً آخر ؟
عضو المكتب التنفيذي في محافظة حماة- مسؤول النقل الدكتور أمين أسعد عبد الله، أوضح لـ”تشرين” أن قضية النقل اليوم تشغل كل مواطن سوري، وعلى الجميع أن يتدبروا أمورهم، فلا حل لدينا طالما التعليمات مركزية بالمطالبة بتخفيض عدد الآليات على كل الخطوط للنصف.
وتقاطعه “تشرين” لتسأل: لكن حتى المخصصات وفقاً للكمية الإجمالية المخصصة في بطاقة تكامل لكل سرفيس ووفقاً لأجهزة التتبع /جي بي اس/ لم ينلها صاحب السرفيس، حيث يتم اقتطاع أكثر من نصفها، وهذا ما حدث أمس الثلاثاء بالنسبة للسيارات العاملة على خط مصياف- دمشق، حيث تم اقتطاع أربعين لتراً من إجمالي مخصصات البطاقة وفقاً لحديث رئيس هيئة الخط وائل الشناتا لـ”تشرين”.
فيجيب د. عبد الله: هذه مسؤولية بطاقة تكامل، ومن المفترض أن توصل مخصصات كل آلية وفقاً لكامل مخصصات البطاقة في اليوم المحدد للسرفيس أن يعمل.
عدد من أصحاب السرافيس أوضحوا أن سائق سرفيس مخصصاته ١٦ لتراً على كل نقلة من مصياف إلى حماة وعندما ذهب لتعبئة مخصصاته وجدها ٨ لترات فقط.
وكذلك اشتكى عدد من سائقي سرافيس حمص مصياف من أن المخصصات اليومية المحددة بكامل مخصصات البطاقة وفقاً لعدد النقلات لم يتقاضوها عند التعبئة ودائماً ما يتم اقتطاع كمية منها، أي ليس هناك ضابط ثابت لكل هذه الإجراءات.
بالمختصر المفيد: ما يجري لوسائط النقل أو قطاع النقل ليس موضوعياً أبداً، وكل يوم ستتفاعل الأزمة كما المتوالية الحسابية، ولاسيما أن أياماً تفصلنا عن بدء دوام التعليم الجامعي وتنقل الطلبة من محافظاتهم إلى محافظة جامعاتهم.
فلماذا لا يأخذ المعنيون بعين الاعتبار كل هذه المسائل؟ ولماذا فترات التقطع بين كل توريدة وأخرى، وعلى المواطن أن “يقلع شوكه” بيده ويتدبر أمره؟
فمن يرى “التدفيش” والتسابق من أجل الحصول على مقعد في سرفيس ويحظى به كأنه ربح الجائزة الكبرى، غير من لا يشعر بالأزمة إطلاقاً.