من إعلام العدو.. ضابط إسرائيلي سابق: نحن عالقون في غزة وجيشنا ينزف ولا حل إلا بوقف الحرب والانسحاب في أسرع وقت ممكن
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في إطار اعتراف قادة كيان الاحتلال بفشل الحرب على قطاع غزة، قال الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، وقائد فرقة قطاع غزة، الجنرال يسرائيل زيف، إن “إسرائيل” عالقة في قطاع غزة وتنزف هناك، داعياً إلى الخروج من القطاع في أسرع وقت ممكن. وأضاف في مقال نشرته “القناة 12” العبرية: إن الحرب على غزة أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لسلطة نتنياهو وحكومته.
مشدداً على ان نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب من أجل الحفاظ على بقائه السياسي، وتعطيل محاكمته في تهم تتعلق بالفساد منذ 2019، ويمكن أن تؤدي إلى دخوله السجن، فضلاً عن تحميله مسؤولية الإخفاق في السابع من تشرين الأول الماضي، واتهامات على المستوى الدولي بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
ووصف زيف، الحرب على غزة بأنها أطول حرب وأكثرها إنهاكاً للجيش الإسرائيلي، فيما تجد “إسرائيل” نفسها عالقة في دوامة أمنية، حيث تتوالى الأحداث وتتبعها ردود أفعال خطيرة في جميع الساحات المحيطة بـ”إسرائيل”. يضاف إلى ذلك، أن وضعنا من الناحية الأمنية، لم يتحسن، بل يزداد تعقيداً، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه للخروج من هذا الوضع الصعب.
من جانبه، عبّر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” عاموس بدلين، عن مخاوفه من المسار الذي تعتمده “إسرائيل” في حربها المستمرة في الشرق الأوسط، في ظل غياب الرؤية الاستراتيجية لتحقيق أهداف الحرب، مشيرآ إلى أن “إسرائيل” تواجه عدة تحديات رئيسية لم تستطع التعامل معها بشكل فعّال حتى الآن.
وأقر يدلين بأن المقاومة لم تُهزم، ولم تتم إعادة الأسرى الإسرائيليين، فيما يواصل حزب الله استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي في الشمال، الأمر الذي يزيد من تعقيدات المشهد الأمني الإسرائيلي.
واعتبر يدلين، أن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق متزايد إزاء هذا الوضع.
ومن وجهة نظر واشنطن، تبدو “إسرائيل” متورطة في حرب لا نهاية لها، تُضعف موقفها الاقتصادي والدبلوماسي دون تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية الواضحة، وعلى الرغم من التزام الولايات المتحدة بأمن “إسرائيل”، إلاّ أنها لن تدعم أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى انفجار إقليمي، خصوصاً في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة.
ورأى يدلين، أن “إسرائيل” في ظل هذا الوضع الصعب، بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم أهدافها الاستراتيجية، والتوصل إلى رؤية واضحة لإنهاء الصراع، ومحاولة حفظ مصالحها الأمنية والسياسية، لأن استمرار الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة سيؤدي إلى ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لإنهاء القتال، حتى لو كان ذلك على حساب بعض الأهداف الإسرائيلية، مثل إعادة الأسرى.
وختم يدلين قائلاً: إن غياب الرؤية الإسرائيلية الواضحة للمرحلة المقبلة، يُضعف قدرة “إسرائيل” على التعامل مع التحديات الإقليمية.