«مياه طرطوس».. مشاريع استثمارية لحل أزمة العطش في ريف المحافظة

تشرين – ثناء عليان:

بالرغم من كتابة الكثير من المقالات والتحقيقات الصحفية التي تناولت أزمة العطش وشح المياه في ريف محافظة طرطوس، إلا أن الأزمة قائمة ومستمرة، إذ تردنا يومياً الكثير من الشكاوى التي تتحدث عن معاناة سكان ريف طرطوس وبانياس والقدموس من قلة المياه وانقطاعها لفترات طويلة، قد تتجاوز في الكثير من الأحيان 15 يوماً.

اختناقات فرضتها الطبيعة
المدير العام المكلف بتسيير شؤون المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في طرطوس المهندس عماد ديوب، أكد لـ”تشرين” أن الواقع المائي في المحافظة مقبول رغم الظروف الحالية الصعبة وما رافقها من انخفاض كبير في مصادر الطاقة /كهرباء – مازوت/، حيث وصلت ساعات التقنين الكهربائي إلى 20 ساعة يومياً، وأصبح اعتماد المؤسسة الرئيس في تشغيل المشاريع على مجموعات التوليد الاحتياطية.

انخفاض كبير في موارد الطاقة (كهرباء – مازوت) انعكس على التغذية

رغم محدودية كمية المازوت المسلّمة للمؤسسة، إلا أنه ورغم هذه الظروف استطاعت المؤسسة وبجهود كوادرها كافة “إداريين وفنيين”، تأمين مياه الشرب لمناطق المحافظة بما يتناسب مع الظروف الحالية، بحيث تحقق استقراراً مائياً في مراكز مدن المحافظة وتأمين التغذية بمياه الشرب يومياً كمدينة طرطوس وبانياس، ومن 1-4 أيام في “مشتى الحلو، الدريكيش، الشيخ بدر، الصفصافة، مدينة القدموس”، لافتاً إلى أن الواقع الحالي أدى إلى ظهور بعض الاختناقات، ولاسيما في قرى ريف المحافظة، فرضتها طبيعة المحافظة الجبلية وتعدّد مراحل الضخ وأطوال الشبكات الطويلة.

اختناقات فرضتها طبيعة المحافظة الجبلية

تخفيض مدة أدوار المياه
ولحل الاختناقات، قامت المؤسسة – حسب ديوب – باستثمار عدة مشاريع جديدة خلال هذا العام، كان لها أثر كبير في تحسين الواقع المائي في القطاعات المستفيدة، كاستثمار مجموعات الضخ الأفقية المقدمة من المنظمات في المحطة الأولى لمشروع “جسر الحاج حسن” بدلاً من مجموعات الضخ الغاطسة، ما زاد من الغزارة المستجرّة من 150 إلى 250 م3/ساعة، وحقق استقراراً في قطاع القرى المستفيدة، كما تم ربط كامل محطات “مشروع مرقية” الخمس /قديم وجديد/، بخط كهربائي معفى من التقنين بطول 6.5 كم، حيث تم استثمار المشروع بكامل غزارته البالغة 290 م3/ساعة، ما حسّن من الواقع المائي للقرى المستفيدة مباشرة بتخفيض أدوار المياه في القطاع بشكل ملموس.

أصبح الضخ متواصلاً

كما تم توريد وتركيب مجموعة توليد استطاعة 1250 ك ف، في مشروع “الشماميس” تغطي كامل الأحمال الكهربائية في المحطة، بحيث أصبح الضخ متواصلاً باتجاه محوري الضخ إلى مدينة صافيتا وقرى الدريكيش، إضافة إلى تركيب مجموعة ضخ غاطسة غزارة 300 م3/ساعة في بيارة المشروع، ما حسّن من واقع التغذية للقطاعات المستفيدة.

تركيب عشر مجموعات
وفي مشروع خط الجرّ الثاني، أوضح أنه تم في بداية الشهر الحالي تركيب عشر مجموعات ضخ أفقية في محطات خط جر القدموس الثاني، خمس منها مقدّمة مجاناً من المنظمات المانحة عن طريق الوزارة، ما أمّن وارداً مائياً يقارب 300 م3/ساعة إلى القدموس، وهذا أدى إلى تخفيض مدة أدوار المياه بشكل كبير في مدينة القدموس، وفي الريف القريب من القدموس، وسيساهم أيضاً في تخفيض الأدوار في قرى الريف الشمالي الغربي للقدموس خلال الأيام القادمة.

خط كهربائي مستقل
كما قامت المؤسسة -حسب ديوب- بربط كل من بئر تل الترمس التابعة للصفصافة، ومشروع الكشفة في صافيتا بخط كهربائي مستقل، وشمل الأول تلة الخضر، تل الترمس، الطليعي، أما الثاني فشمل الكشفة، بيت غية، الكناس، والدعتور، وقريباً سيتم ربط المحطة الثانية في الدلبة التابعة للدريكيش، ومحطة المشروع في مزرعة الحنفية في ريف طرطوس وهما قيد التنفيذ الآن.

استبدال الشبكات القديمة
وأكد ديوب أنه تم استبدال شبكات قديمة للتقليل من الهدر، حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى لخط رديف داعم للقطاع الشمالي الغربي للقدموس، وهذا الخط بالعقد رقم 20/2022بقيمة 795 مليون ليرة لدعم قرى “الحاطرية، الطواحين، شمسين، الدّي، النواطيف، باب النور، جارة الوادي”، وتتم حالياً إجراءات التعاقد مع الشركة العامة للمشاريع المائية فرع طرطوس لتنفيذ المرحلة الثانية بطول 3.9 كم من قرية الحاطرية حتى قرية الطواحين، بقيمة 4.6 مليارات ليرة.
كما تم تنفيذ شبكات جديدة في قرى “بطابا- البكرية –مرسحين”، بقيمة 707 ملايين ليرة، ما حسن من الواقع المائي فيها، إضافة إلى استبدال وتوسيع شبكات متفرقة بطول حوالي 25 كم في قطاع الوحدات الاقتصادية للتخفيف من الهدر وتحسين واقع الخدمة، كما تم توريد مجموعات ضخ أفقية لمشاريع، “الهرمل، بمحصر، المحاني”، بقيمة 1.3 مليار ليرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار