في عيد التمريض العربي.. ممرضو مشافينا ينتظرون تحقيق مطالبهم

تشرين – محمد زكريا:

لطالما ينظر إلى الكوادر التمريضية في المشافي والمراكز الصحية على أنها العمود الفقري للنظام الصحي في المؤسسات الصحية، سواء في المشافي أو المراكز الصحية، ولطالما يقدمون التضحيات والخدمات التي تضاهي في بعضها أعمالاً مجهدة ومتعبة أحياناً، وهم الفئة الأكثر عرضة للأخطار المهنية، على اعتبار أنهم الأكثر احتكاكا بالمرضى وفي مواجهة مباشرة ومتواصلة ودائمة مع الأمراض المعدية والفتاكة، والأمثلة على ذلك حاضرة، منها جائحة كورونا، حيث عرّضوا أنفسهم لمخاطر الجائحة اللعينة، ومن هنا تنطلق قدسية وسمو ونبل القطاع التمريضي. وبالتأكيد أمام هذا الكم الهائل من العمل الملقى على عاتقهم، لا بد من إنصافهم بأبسط حقوقهم ومطالبهم، ولاسيما أنهم اليوم يحتفلون بعيد التمريض العربي، بعد أن احتفلوا منذ أيام بعيدهم العالمي لأنهم «الجيش الأبيض» بمهمتهم الإنسانية.
احتفالات ولكن..؟!
وأمام توارد الاحتفالات العالمية والعربية بيوم التمريض، فإن ممرضينا وممرضاتنا يترقبون إنصافاً من الجهات الوصائية ” وزارتا الصحة والمالية ” وغيرهما بصدور طبيعة العمل 100% ، ولاسيما أن الموضوع تمت إثارته في إحدى جلسات مجلس الوزراء، وذلك بعد إقرار طبيعة عمل الأطباء المقيمين 100%، وكما أن من مطالبهم تفعيل نقابة التمريض السورية المحدثة بموجب المرسوم التشريعي رقم 38 لعام 2012، إلى جانب بعض الحقوق الأخرى، مثل التوصيف الوظيفي وتفعيل قانون الأعمال المجهدة رقم 346 لعام 2006 والاستفادة منه السنة بسنة ونصف السنة ومنحهم الوجبة الغذائية إلخ.. وربما إذا حصلوا على بعض من هذه الحقوق، تكون الهجرة والتسرب والاستقالات وترك العمل ليست بالأعداد الكبيرة كما هي الآن.

مكملة
وحسب رئيس دائرة المهن الصحية في مديرية صحة حمص الدكتور أسامة خرما، فإن مهنة التمريض مكملة للعمل الطبي، حيث إنها تتمتع بمرونتها في التأقلم والتكيف مع كل الظروف واستمراريتها رغم الصعوبات والتحديات التي تعوق عمل هذه المهنة، فخلال الحرب الغادرة على سورية وخلال انتشار جائحة كوفيد، إضافة إلى الكوارث الطبيعية (الزلزال)، استمرت مهنة التمريض بتقديم أفضل ما عندها ضمن الإمكانات المتاحة من دون التوقف عن هدفها في التغطية الصحية الشاملة والتنمية المستدامة.
وأوضح خرما أن المعاناة المتمثلة في نقص الكوادر الصحية لمهنتي التمريض والقبالة، والذي أدى إلى زيادة تفاقم هذا الموضوع، هي الظروف التي خضعت لها البلاد، ما زاد نسبة تسرّب الممرضين من أماكن عملهم، مشيراً إلى أنه لابد من اتخاذ بعض الإجراءات التي تهدف إلى تحسين وضع مهنة التمريض من خلال دعم الكوادر التمريضية بدورات تدريبية تخصصية بتمويل من عدد من المنظمات الدولية كــ(اليونيسيف – صندوق الأمم المتحدة للسكان – منظمة الصحة العالمية…)، إضافة إلى تحديد المهام والواجبات للتمريض من خلال الوصف الوظيفي الذي يضمن عدم إغراقهم بمهام منهكة ليست من مهامهم، وضمان حمايتهم من المساءلة القانونية في حال تعرضهم لأي مشكلة خلال ممارسة المهنة.

ليس بالمثالية
رئيسة قسم التمريض في مشفى دمشق” المجتهد ” الممرضة مها صيبعة أشارت إلى أن الواقع التمريضي للأسف ليس بالمثالية المعهودة، فحجم ونقاط العمل لا يتناسبان مع عدد عناصر التمريض الموجودين، ما يشكل تحديّاً أكبر ويصعّب مهمة تقديم أفضل خدمة وجودة على الممرض وبالتالي يكون هناك تقصير غير مقصود.
وأضافت: نحاول بأقصى ما نستطيع دائماً سدّ هذه الثغرة وترك بصمة خير، موضحة ضرورة تفعيل نقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة، وإجراء انتخابات للنقابة نظراً للحاجة إلى نقابة فاعلة، يكون أول أهدافها المطالبة بكل حقوق التمريض، بحيث تكون السند الحقيقي لكوادر التمريض، كما أن من المطالب أيضاً تعديل طبيعة العمل التمريضي أسوة بباقي الاختصاصات كالتخدير والأشعة والمعالجة الفيزيائية، وضرورة وضع التوصيف الوظيفي لكل الفئات ودعم كل الاختصاصات التي تسهم في تطوير التمريض، واعتماد أسس ومعايير لتسهيل نقل الممرضة المتزوجة القاطنة في المحافظة البعيدة عن مكان عملها، وتفعيل البطاقة الصحية للتمريض للمتقاعدين لكونهم أصبحوا بحاجة إليها أكثر من قبل التقاعد، وتسهيل إجراءات التقاعد المبكر الخاص بالأعمال الشاقة والخطرة، وإتاحة فرص التوظيف للخريجين بإحداث الشواغر الخاصة بعملهم وشهاداتهم في كل المشافي والمؤسسات الطبية والصحية

عصب المشافي
مجموعة من الكوادر التمريضية في مشفى المواساة أشاروا إلى الظلم الذي تتعرض له مهنة التمريض في المشافي، حيث لا طبيعة عمل ولا حوافز ولا تمثيل نقابي فاعل على الأرض يطالب بحقوق التمريض. بالمقابل هناك بعض الاختصاصات مثل التخدير والأشعة والمعالجة الفيزيائية لديها طبيعة عمل تصل إلى 100%، معتبرين الجهاز التمريضي هو عصب و”دينامو” المشافي، حيث يعتمد عليه ولاسيما أنه يشكل نسبة 50% من كوادر المشافي، موضحين أن التعويضات عن الأخطار المهنية وطبيعة العمل التي يحصل عليها الممرضون لا تتعدى 3% شهرياً، في حين أن فئات أخرى من العاملين في قطاع الصحة، كالأطباء وفنيي الأشعة والتخدير والأطراف الصناعية ومشافي الأورام والصيادلة تصل تعويضاتهم إلى 100% شهرياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار