عمليات التخزين الفنّي الآمن بدأت.. استمرار استلام القمح عبر مركز واحد فقط في الحسكة
الحسكة – خليل اقطيني:
مع بدء انخفاض وتيرة تسويق القمح إلى مراكز الشراء الحكومية في المحافظة، وتوافر الظروف الجوية المناسبة للتخزين، اتخذ فرع القامشلي لـ(السورية للحبوب) في محافظة الحسكة قرارين اثنين؛ القرار الأول استمرار استلام إنتاج القمح من الفلاحين عبر مركز شراء واحد فقط، وتوقيف عمليات الاستلام في المركزين الآخرين. أما القرار الثاني فهو الشروع بإجراءات تخزين الكميات التي تم شراؤها حتى الآن.
مركز شراء واحد فقط
مدير الفرع عمار الأحمد، ذكر لـ”تشرين” أن القرار الأول جاء نتيجة لتراجع كميات القمح الواردة إلى مراكز الشراء إلى ما دون الألف طن يومياً. مبيناً أن إدارة الفرع ستعمد إلى تحديد مركز واحد كل يوم من مراكز الشراء الثلاثة التي تم إحداثها لاستلام إنتاج القمح من الفلاحين خلال الموسم الحالي، من أجل استلام الكميات التي ترد من الفلاحين.
وأوضح الأحمد أن كميات القمح التي تم استلامها من الفلاحين منذ بداية موسم التسويق الحالي وحتى الآن بلغت 126970 طناً. وستستمر عمليات الاستلام مادامت هناك كميات من القمح ترد إلى الفرع، وفق التعليمات الصادرة عن مؤتمر الحبوب لعام 2024، ومقاييس الشراء المعتمدة من الإدارة العامة للمؤسسة السورية للحبوب.
الأحمد: تحويل 450 مليار ليرة إلى فروع المصرف الزراعي في المحافظة من قيم فواتير الشراء
مضيفاً: إن عمليات تسويق القمح سارت بكل أريحية وسلاسة خلال الموسم الحالي، ولم تحدث أي مشكلة خلال جميع مراحل العملية التسويقية. الأمر الذي ترك ارتياحاً واضحاً لدى الفلاحين. ناهيك بأن فواتير الشراء كانت تصرف للفلاحين بسرعة ومن دون أي تأخير. فقد بلغت قيمة فواتير الشراء التي تم تحويلها إلى فروع المصرف الزراعي التعاوني في المحافظة نحو 450 مليار ليرة حتى الآن. حيث كانت السيولة النقدية لشراء إنتاج الفلاحين من القمح متوافرة، وتصل إلى المحافظة تباعاً بشكل متواتر.
التخزين الفني الصحيح
وأكد الأحمد أن الكوادر العاملة في مراكز الشراء الثلاثة التي تم إحداثها لاستلام إنتاج القمح من الفلاحين خلال الموسم الحالي، وهي “جرمز والطواريج والثروة الحيوانية”، بدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار الثاني المتعلق بتخزين الكميات التي تم شراؤها بطريقة فنية صحيحة، بما يضمن سلامة الأقماح المخزنة وحمايتها من الظروف الجوية والقوارض والأمراض والآفات الزراعية. مشدداً على أن الظروف المناخية ودرجات الحرارة الحالية وسطوع الشمس المثالي خلال هذه الفترة، تعد أجواء مثالية للوصول إلى درجة رطوبة مناسبة لتخزين القمح، وضمان عدم الإصابة بالحشرات.
وأشار الأحمد إلى الشروط الواجب توافرها لحفظ القمح وتخزينه لفترة طويلة قبل تداوله واستهلاكه، ومن هذه الشروط الرطوبة المناسبة ودرجة الحرارة الملائمة. حيث تؤدي الرطوبة ودرجة الحرارة المرتفعة إلى زيادة معدل تنفس الكائنات الدقيقة الموجودة في القمح، ما يتسبب في زيادة النشاط الأنزيمي للحبوب، وبالتالي نمو الميكروبات وظهور الحشرات. ومن شروط التخزين الجيد أيضاً – حسب الأحمد – توافر عوامل الوقاية من الميكروبات والفطريات، وتتم عن طريق إفراغ الأوكسجين آلياً من مخازن القمح لتثبيط تكاثر تلك الكائنات الدقيقة، وذلك بملء الفراغات العلوية للمخازن بغاز آخر غير غاز الأوكسجين مثل النيتروجين. يضاف إلى ذلك شرط توافر مستلزمات الوقاية من الحشرات، وذلك لأنها تتسبب في تلف حبات القمح.
تعقيم المخازن وحمايتها من الحيوانات والطيور
لافتاً إلى ضرورة تعقيم المخازن للحصول على تخزين فني جيد للقمح، على أن تتوافر في هذه المخازن عوامل ومستلزمات الوقاية من الحيوانات الفقارية والطيور، لأنها تسبب تلفاً للقمح عن طريق بقاء مخلفاتها المحتوية على الكائنات الدقيقة الممرضة للإنسان، كـ”السالمونيللا والتيفوئيد وحمى عضة الفأر”. كما تتلف القوارض أساسات المخازن والحاويات وأنابيب المياه والكابلات الكهربائية. أما أعشاش الطيور، فتتسبب بتلف مصارف المياه وانسداد الأنابيب، ما يؤدي إلى ظهور البرك المائية التي ليس لها تصريف جيد.
وبين الأحمد أن كوادر فرع القامشلي لـ(السورية للحبوب) اتخذت كل الإجراءات الضرورية لحماية مخازن القمح من الآفات الفقارية والطيور بتوفير إجراءات نظافة جيدة مثل التخلص من الحبوب المتناثرة، وتنظيف الأماكن المحيطة بها. مؤكداً أن جميع مخازن القمح في مراكز الشراء الثلاثة محمية من رطوبة الطقس أو مصادر الرطوبة الأخرى والكائنات الدقيقة والحشرات والقوارض والطيور والروائح الغريبة والملوثات.
علماً أن كل مستلزمات العمل الضرورية للتخزين من شوادر ومعقمات وحبال وشرائح النايلون وغيرها، تم توفيرها في مستودعات الفرع منذ بداية موسم التسويق، وبالكميات التي تكفي الكميات التي من المتوقع استلامها من الفلاحين.
الأقماح السائبة
أما بالنسبة للأقماح السائبة غير المعبأة في أكياس التي تسمى (الدوكمة)، والتي اشتراها فرع القامشلي للسورية للحبوب من الفلاحين والبالغة نحو 10700 طن، فبيّن الأحمد أن الفرع خزّنها في الصويمعة المعدنية الموجودة في مركز شراء الطواريج، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 12 ألف طن.
مشيراً إلى أن فرع القامشلي للسورية للحبوب قام بدعم من برنامج الأغذية العالمي بصيانة وإعادة تأهيل هذه الصويمعة، وذلك بعد دحر بواسل الجيش العربي السوري للمجموعات المسلحة التي سيطرت عليها وعاثت فيها خراباً وتدميراً. وشملت أعمال الصيانة وإعادة التأهيل؛ تصفيح الفتحات والثقوب، وتركيز مساند أسفل الجرارات، وقشط وإصلاح البوابات والخلايا التخزينية، إضافة إلى تزويد الصويمعة بمجموعة توليد احتياطية للتيار الكهربائي، ومركز تحويل للكهرباء، وجهاز تعقيم للحبوب، وبذلك أصبحت جاهزة تماماً لاستقبال تلك الأقماح من إنتاج الفلاحين والمزارعين.
وأوضح الأحمد أن هذه الصويمعة المعدنية تتكون من هيكل تخزين مصنوع من الألومنيوم، ومثبت على قواعد من الإسمنت. وهي مزودة بمجاري هواء وشفاطات لسحب الرطوبة، حتى لا تنمو فيها الفطريات التي تؤدى إلى تعفن القمح. كما أنها مزودة بحساسات لمراقبة كميات القمح المخزنة فيها، ومعرفة المدى الذي وصلت إليه طاقتها الاستيعابية، والمجال المتاح لاستيعاب كميات إضافية. وتتميز بأنها محكمة الغلق.لافتاً إلى أن مدة تخزين القمح في الصوامع تصل إلى فترة طويلة/ ويكون مخزناً فيها بجودة عالية، مع الحفاظ على درجة الرطوبة ودرجة الحرارة وفقاً للنظم الآلية المتبعة داخل الصومعة.