بعد توقف خطوطها… الصناعة تضع خطة إنتاجية لـ”دهانات أمية” بغية تصحيح سير العملية الإنتاجية
تشرين – محمد زكريا:
بعد أن كانت من الشركات الرابحة، وخطوط إنتاجها لا تتوقف ليلاً ونهاراً، ومبيعاتها السنوية تفوق عشرة مليارات ليرة سورية، ولديها من الميزات التنافسية الكثير، إلا أن الشركة العامة للدهانات “أمية”، لم تستطع خلال السنوات الثلاث الماضية استثمار كل ذلك، وبدأت بالتراجع لجهة الإنتاج والتصريف.
يبدو كما يقولون في العامية “أصابتها عين الحسد”، حيث تراجعت مبيعاتها وتوقفت خطوط إنتاجها مع بداية العام الحالي، وبالتالي مخزون ومبيع وإنتاج صفر، على الرغم من وجود خطة إنتاجية وضعتها اللجنة الإدارية للشركة منذ بداية العام. والغريب في ذلك أنه لا وجود لأي عوائق فنية، ولاسيما أن خطوط الإنتاج جاهزة فنياً، وحسب بعض التقارير التي حصلت “تشرين” عليها، فإن لدى الشركة المذكورة بعض الانحرافات والتي أدت إلى نتائج سلبية على سير العمل، ولعل من أبرزها تردّي الواقع الإنتاجي للشركة، حيث تم إيقاف خطوط الإنتاج عن العمل بسبب ضعف التسويق وهو مبرر غير قانوني، وبالتالي تتحمل الشركة التبعات المترتبة على ذلك، إضافة إلى عدم الاستفادة من الطاقات المتاحة للشركة، بالرغم من الجهوزية الفنية لخطوط الإنتاج، إلى جانب عدم استثمار نقاط القوة التي تمتلكها الشركة، لكونها الجهة العامة الوحيدة لإنتاج مادة الدهانات.
المدير الفني في الوزارة المهندس خلدون البرشا، أشار إلى أنه نظراً للتعثر الحاصل في إنتاجية الشركة، وعدم قدرتها على تحقيق الخطة الإنتاجية السنوية، وبغية النهوض بالشركة من حيث العملية الإنتاجية والتسويقية، فإن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات، منها التعميم على كافة الجهات العامة بأن الشركة على استعداد لتأمين كميات الدهانات المطلوبة، وبالتالي تم استلام الشركة لعدة طلبات استجرار من الجهات العامة بالكميات المطلوبة لتأمينها، كما تمت مخاطبة محافظة دمشق وبقية المحافظات بجاهزية الشركة لتأمين احتياجهم من الدهانات الطرقية بالجودة والكمية، واستعدادها لتقديم كمية من المنتج بقصد التجربة والتحقق من الجودة، كما أنه تم الطلب من الشركة مراسلة الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت “عمران”، لبيان إمكانية تنشيط بيع الدهان من خلال فروع عمران في المحافظات، وتوجيه الشركة للمشاركة في المعارض لترويج منتجاتها وآخرها معرض “كيم إكسبو” معرض الصناعات الكيميائية.
وبيّن البرشا لـ”تشرين” أن الشركة باشرت بالإنتاج خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تم إنتاج دهانات بلاستيكية 4355 غالوناً ودهانات صناعية 349 غالوناً ومنتجات ثانوية تنر صناعي 555كيلو، و نفط معدني 640 كيلو، في حين بلغ إنتاج الشركة من الدهانات في العام الفائت 77 ألف غالون و32 طناً من المنتجات الثانوية، كما تم فتح منفذ بيع في الشركة لزيادة نسبة المبيعات، إضافة إلى أنه تم التعاقد من قبل الشركة مع موزعين لبعض المناطق في المحافظات، حيث تتم المتابعة للتعاقد مع المزيد من الموزعين في باقي المحافظات.
يذكر أن الشركة تمتلك ثلاثة خطوط إنتاج دهانات، وهي بحالة فنية جيدة، خط إنتاج دهانات زيتية بكافة أنواعها بطاقة إنتاجية 2 طن يومياً، وخط إنتاج آخر خاص بالدهانات الصناعية بكافة أنواعها بطاقة إنتاجية 1 طن يومياً، وخط إنتاج ثالث يعنى بالدهانات البلاستيكية بكافة أنواعها بطاقة إنتاجية 4 أطنان يومياً، كما تتميز الشركة بالعلامة التجارية “أمية”، ولديها من الطاقات الكبيرة المتاحة، إضافة إلى الكوادر الفنية والخبرة في التصنيع، وهي الشركة الوحيدة على مستوى القطر في إنتاج الدهانات الطرقية بنوعيها الحراري والبارد.
وأمام هذه الميزات، فلا بد من العمل على الاستفادة من نقاط القوة التي تتميز بها الشركة لزيادة القدرة التنافسية مع المنتجات الأخرى في السوق المحلية من ناحية الجودة والسعر، ولتنشيط المبيعات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الواقع الإنتاجي في الشركة، وبالتالي الاستفادة القصوى من الطاقات المتاحة.