متفوقو الثانوية العامة في طرطوس: الثقة بالنفس والاعتماد على الكتاب المدرسي وتنظيم الوقت أسباب رئيسية للتفوق
طرطوس – ثناء عليان:
يحتاج التفوق إلى الكثير من الإرادة والتصميم، والاستثمار الكامل والمنظم للوقت من قبل الطالب، وإلى بذل الكثير من الجهد والتعب، وهو ما جسده المتفوقون في امتحانات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024 في محافظة طرطوس، حيث نال أربعة طلاب المرتبة الأولى على مستوى سورية بعد حصولهم على العلامة التامة في الثانوية العامة الفرع العلمي، فيما حصلت طالبة على المرتبة الأولى على مستوى طرطوس في الفرع الأدبي والخامسة على مستوى سورية، فكانت الأسرة كشريك لا يقل أهمية عن الدور الملقى على عاتق المدرسة ومساهمتها في صناعة هذا التفوق، هذا ما أكده الطلاب الخمسة في حديثهم لـ “تشرين”.
الطالب خضر رافع ونوس الحاصل على العلامة التامة من مدرسة الشهيد يوسف عباس، أكد أن الطريق إلى التفوق والتميز ليس بالصعوبة الكبيرة التي قد يعتقدها البعض، ولكنه يحتاج إلى الثقة بالنفس والعمل بجدية حتى يستطيع الطالب أن يحقق جميع أهدافه، معبراً عن سعادته البالغة لاجتيازه المرحلة الثانوية بتفوق.
وأضاف: بدأت التحضير للبكالوريا منذ بداية الفصل الثاني من الصف الحادي عشر ببعض مواد المنهاج، ومع بداية العام الدراسي عملت على تنظيم الوقت ووضع برنامج خاص بالدراسة والالتزام به، وكنت أسعى دائماً لمتابعة واجباتي المدرسية أولاً بأول، وأحاول أن أفهم كل شيء في المنهاج، وخاصة أنني وضعت هدف التفوق نصب عيني، منوهاً بدعم والده ووالدته لتحقيق هذا الهدف والحصول على العلامة الكاملة.
الطالب علي محمد حسن صاحب المجموع 2900 علامة من ثانوية الشهيد أيمن ديب، روى لـ “تشرين” قصة عام دراسي منظم ومتابعة يومية، لم يترك مجالاً لأي تراكم أو ثغرة في مادة ما، فكان الانتباه داخل الصف وسؤال المدرسين عما يصعب فهمه ثم المتابعة الجادة في البيت عملية يومية، ساعدته في التمكن من المنهاج والإحاطة به.
وبيّن حسن أنه وضع برنامجاً يعتمد على تحديد عدد الدروس التي يجب أن يدرسها خلال اليوم، بالاعتماد على نفسه، وأكد أنه اتبع دورات في بعض المواد الأساسية صيفاً، لافتاً إلى أن مدرسته وأسرته كانوا المصدر الأساس لكل شرح وتوضيح وتوجيه، وأنه بالعزيمة والإصرار والاجتهاد يستطيع كل طالب تحقيق حلمه بالتفوق.
وقطفت الطالبة هبة دروبي من الفرع الأدبي، ثانوية الشهيد محمد خليل حرفوش ثمرة جهدها وتعبها بعد ساعات دراسة طويلة قضتها وكثفتها، خصوصاً في شهر المراجعة لتحصل على المرتبة الأولى على مستوى المحافظة بمجموع وقدره ٢٦٦٠، ولتكون أيضاً من الأوائل في الفرع الأدبي على مستوى القطر.
وأكدت أن تنظيم الوقت شرط أساس لكل إنسان ناجح، إذ استطاعت من خلال تنظيم وقتها أن تعطي كل جانب من جوانب حياتها حقه الكامل، منوهة بدور أسرتها في توفير الجو الملائم للدراسة بهدوء وسكينة، وأنها تطمح لدراسة الأدب العربي والحصول على درجة الدكتوراه، لتكون مدرسة في الجامعة.
أما الطالبة المتفوقة نسرين مصطفى الحائزة على 2900 علامة من ثانوية أمين دبرها في الدريكيش، فأكدت أن الاجتهاد الشخصي هو العامل الأساس للتفوق، لافتة إلى أن الدراسة الطويلة لم تكن أمراً جديداً عليها، فقد اعتادت على ذلك في السنوات السابقة، وخاصة لجهة قيامها بتنظيم الوقت والمواظبة على الدراسة والمتابعة اليومية.
وبيّنت أنها كانت حريصة على الاستفادة من الحصص الدراسية بشكل كامل وتبيان أي غموض أو شك يحيط بأي مادة بالاستفسار وسؤال الأساتذة، مشيرة إلى أن طموحها لا حدود له، وأن تفوقها في هذه المرحلة لا يعني التوقف عند حد معين، بل المتابعة في التحصيل العلمي لترفع اسم الوطن عالياً.
الطالب جمال الدين عجيب الحاصل على العلامة التامة من مدرسة المتفوقين الأولى، أكد أن التفوق ليس وليد اللحظة، بل هو حصيلة إنجازات سابقة، لافتاً إلى أنه حصل سابقاً على العلامة التامة في الشهادة الاعدادية، وهذا عزز ثقته بنفسه وجعله مصرّاً على التفوق في الثانوية العامة أيضاً.
وأكد عجيب أن التصميم والإرادة القوية والاعتماد على الكتاب المدرسي وتنظيم أوقات الدراسة من الأسباب الرئيسية للتفوق، ولفت إلى أنه بدأ التحضير للشهادة الثانوية من بداية فصل الصيف، حاول خلاله التركيز على المواد العلمية، باعتبارها مواد تراكمية وبحاجة للتكرار، وبعد افتتاح المدرسة كثف دراسته أكثر وكان يدرس بشكل يومي كي لا تتراكم عليه بعض الدروس، مؤكداً أن التفوق يحتاج إلى جد ومثابرة وصبر ومتابعة مستمرة، لذلك كانت نتيجته متوافقة مع الجهد الذي بذله، وشكر في ختام حديثه أساتذته ووالديه وإخوته الذين كانوا داعمين له من خلال النصائح التي قدموها له لتدارك أي خطأ قد يقع فيه أثناء الامتحان.