رغم الحاجة الماسة والملحة لإنتاج وفير… إنهاك الأرض تدمير للإنتاج الزراعي 

حماة – محمد فرحة: 

كل الدراسات والباحثين يؤكدون أن إنهاك الأرض بزراعات متكررة دون منحها فترة راحة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بزراعة محصول دون سواه على مدار عدة سنوات كالقمح مثالاً، يؤدي إلى تدمير الإنتاج الزراعي، وفي أحسن الأحوال قلة المردود في وحدة المساحة.

رغم أن كل المعنيين في الشأن الزراعي اتهموا الظروف المناخية عند قلة المردود الإنتاجي، ولم يتطرقوا إلى إنهاك الأرض وتدميرها، دون محاولة تعويض ما تفقده من عناصر غذائية للمحصول المزروع بها.

ووفقاً لذلك، سنرى اختلالاً للتوازن بين ما هو منتج وبين حاجة السكان. وبعبارة أخرى قد تكون أكثر وضوحاً، لا بد من تحقيق التوازن بين حاجة السكان والموارد الطبيعية الاقتصادية وبين المنتج، وإلا هذا يعني الاعتماد على استيراد المواد الغذائية بالقطع الأجنبي، في الوقت الذي يمكن الاستغناء عن هذه العملية بالتركيز على الزراعة من أجل إنتاج وفير وكافٍ.

مدير زراعة حماة المهندس الزراعي أشرف باكير، أوضح أنه لا بد اليوم من التركيز على جبهة أزمة الغذاء كما في كل دول العالم، فإن مجرد الحديث عن الأزمة و أسبابها دون الولوج في إيجاد الحلول يعني تفاقمها.

إذاً ما الحل؟

يجيب باكير: الحل بأنه لا بد من اتخاذ تدابير شجاعة على نحو ما تقتضيه الظروف الراهنة، فسورية بلد زراعي، وجلّ اقتصادها محوره الزراعة، في الوقت الذي  كان فيه ما قبل الأزمة متعدد المصادر  صناعة وسياحة ونفطاً وتجارة.

أما اليوم، أن نستورد ما كنا نصدره، فهذا يتطلب أكثر من وقفة مراجعة. فمنذ سنوات والتركيز على زراعة القمح، حسناً لكن أي محصول يزرع في مكان واحد لعدة سنوات لن يعطي مردوداً  كما أول مرة.

فالأرض تنهك وتفقد عناصرها الغذائية للمحصول، في وقت نعاني من ضعف وجود الأسمدة .

منوهاً بأنه كما التركيز على القطاع الزراعي، لا بد من التركيز أيضاً على الشقّ الحيواني، وخاصة أنه هو الآخر مرتبط بالمتغيرات المناخية وليس بمنأى عنها.

ويستدرك مدير زراعة حماة: لا بد من أخذ الحيطة من الأمراص العابرة للحدود والمرتبطة بتغير المناخ دون ذكر اسمها.

خاتماً حديثة بأن قطاعنا الزراعي يعاني اليوم، رغم كل محاولة وزارة الزراعة والحكومة النهوض به ودفعه إلى الأمام والواجهة، لكن هذا يتطلب تحفيز المزارعين وتوفير كل ما يحتاجونه ولو في حدّه الأوسط، وهذا ليس صعباً أبداً.

بالمختصر المفيد:  لا توجد قضية اليوم يتجسد فيها القبح أكثر من أزمتي الغذاء والماء، ونحن كما كل شعوب العالم، علينا أن ننتج كي يزدهر اقتصادنا، وهذا يتطلب مواءمة جهود الزارعين مع جهود المعنيين لتحقيق الأهداف المنشودة، وبالتالي إنعاش المواطن وازدهاره.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار