تنعقد قمة «ناتو» في واشنطن والرئيس الأمريكي جو بايدن يبحث حوله عن عقله، بينما رئيس فرنسا مانويل ماكرون «ملدوع» من نتائج الانتخابات التي هزمته، ويعيش حالة اكتئاب وقهر، وبذلك تجد قمة الـ«ناتو» نفسها مصابة برأسيها الأمريكي والفرنسي، ما سيفتح المجال أمام النميمة بين الأعضاء للتندر على توَهان بايدن، وللتقول والتهامس على اكتئاب ماكرون، وهذا ربما ما سيجعل من هذا الحلف العسكري «ناتو» أكثر عدوانية وهمجية مما هو عليه لأن عقل الأول بايدن ضائع وتائه، وعقل الثاني ماكرون موسخ بالقهر ومعمي بالخيبة.
القمة الاطلسية في واشنطن صحيح أنها تنعقد بعكازتين منخورتين «بايدن وماكرون» إلا أنها تواجه وتتحضر لتحديات هامة وخطيرة، حرب أوكرانيا، تحالف روسيا وكوريا الشمالية الدفاعي، أمن الممرات الدولية، حرب غزة، أزمة اللاجئين، أزمة المناخ، أمن الطاقة، والأسلحة السيبرانية، كلها قضايا عالمية خطيرة تحتاج إلى عقول حكيمة، تستطيع أن تقدر بتعقل كل خطوة تقرر خطوها، ولكن وفوق الطبيعة الاستعلائية التكبرية للغرب الأطلسي، وعلاوة على الطبيعة العدوانية لهذا الحلف العسكري الأمني، فإننا اليوم أمام أطلسي أضيف لعدوانيته قيادة بعقلين، أحدهما تائه مضيع والثاني مكتئب مقهور وخائب.
المشكلة تفاقمت عند باين لأن زوجته «جيل» وبمجرد انتهاء المناظرة الكارثة قالت له: «كنت رائعاً يا جو، أجبت على كل سؤال، وكنت تعرف كل شيء، وعبرت بوضوح عن كل شيء» وهذا ما جعل بايدن يقتنع بقدراته العقلية وبضرورة استمراره بالسباق الانتخابي، وهذا ما دفعه ليقول في مقابلة:«لن انسحب حتى ينزل الله ويقول لي انسحب يا جو، وحتى الآن لم يقل لي الله ذلك».. يعني فوق التوهان هبل.
أما مصيبة ماكرون فإن زوجته «بريجيت» التي درسته المسرح وهو صبي، لم تستطع أن تخفف عنه ما فعلته ماري لوبان به، ولم يستطيع أن يهضم حقيقة أن دواءه ضد لوبان باليسار، فطاش حجره ورد على لوبان عندما طالبته بالاستقالة، بأن صرخ في وجه الجميع «سأبقي في الإليزيه لآخر لحظة» يعني فوق الاكتئاب والقهر والخيبة جنون صبياني يغذيه وجود بريجيت إلى جانبه والذي يذكره بحقيقته الصبيانية التي قهرته وأصابته بالخيبة.
حلف شمال الأطلسي «ناتو» القوة العسكرية والأمنية العظمى في العالم، والتي تؤمن أن وظيفتها ترجمة التفوق الغربي الأطلسي على العالم بالسيطرة على مقدراته، وبالهيمنة على مصائره، هذا الحلف اليوم يضع قوتة وقيادته بين يدي عقل تائه، وعقل مكتئب صبياني مقهور، وهذا ما يزيد من خطورة هذا الحلف على العالم وعلى الإنسانية، وليس على الأمن والسلم الدوليين فقط، لأن القوة بيد المجانين لا تؤذي فقط، بل تدمر وتخرب كل شيء ونفسها أولاً.!!
د. فؤاد شربجي
132 المشاركات