يعاني من نقص الكوادر والمستلزمات.. مشفى الأطفال مازال يستقبل جميع الحالات الصعبة والمعقدة من كل أنحاء سورية

تشرين- زينب خليل: 

يقدم مشفى الأطفال الجامعي خدمات جليلة لآلاف الأطفال، ويعمل في ظل ظروف تعاني منها أغلب المشافي العامة، من نقص في المستلزمات والكوادر الطبية التمريضية والفنية…

22 أستاذاً مدرساً من أعضاء الهيئة التدريسية يعملون ضمن المشفى فقط ورغم هذا النقص فإن الأطباء يعملون بشكل يفوق طاقاتهم

أثّر سلباً

في حديث مع معاون مدير مشفى الأطفال الجامعي بدمشق للشؤون الطبية الأستاذ الدكتور بشير خليل, بيّن آثار قرار الاستجرار المركزي على تأمين الاحتياجات اللازمة وواقع العمل ضمن المشفى، إذ أكد أن قرار الاستجرار المركزي أثّر بشكل سلبي في واقع العمل في المشفى, بالنسبة لكميات الأدوية التي لا تلبي احتياجات المشفى, والمستلزمات الإسعافية الأساسية مثل القساطر والكفوف الجراحية وغيرها من الأدوات البسيطة غير المتوفرة, ما يضطرهم لطلب شرائها من أهالي الأطفال.

“بالقطارة”

وأضاف: قبل قرار الاستجرار المركزي كانت هيئة مشفى الأطفال تحصي الاحتياج وتشتري الأدوية والمستلزمات اللازمة, أما الآن فترسل الاحتياج بشكل دائم إلى وزارة الصحة، ولكن التزويد أصبح بـ«القطارة» ناهيك بالبطء الشديد في تلبية هذا الاحتياج.

وتساءل الدكتور خليل عن كيفية تأمين الأدوية في القطاع الخاص، في الوقت الذي لا نستطيع تأمينها للقطاع الحكومي الذي يعاني بشكل دائم من نقص في الأدوية والأجهزة والمستلزمات الإسعافية الأولية، لافتاً إلى أن تطبيق الآلية نفسها في القطاعين هو ضرورة ملحة لتغطية احتياجات المشافي من الأدوية.

وسطياً كل ممرضة في الفترة الصباحية تعتني بحوالي 10 إلى 15 طفلاً في كل الأقسام وفي قسم الحواضن فهي تعتني بـ7 إلى 8 أطفال

ضغط ونقص كوادر

وعن الكوادر الطبية وكادر التمريض في مشفى الأطفال، يجيب الدكتور خليل: هناك ضغط كبير بسبب نقص الكوادر والذي يعود إلى التسرب وترك العمل والسفر خارج البلاد, حيث إن 20 إلى 22 أستاذاً مدرساً من أعضاء الهيئة التدريسية يعملون ضمن المشفى فقط, ورغم هذا النقص فإن الأطباء يعملون بشكل يفوق طاقاتهم, أما بالنسبة لكادر التمريض فيوجد على ملاك المشفى حوالي 400 ممرضة، وهذا العدد غير كافٍ لتغطية كل أقسام المشفى, أما العدد الفعلي للممرضات الموجودات ضمن المشفى فهو أقل بكثير, وتختلف نسبة عدد الممرضات مقابل الأطفال حسب الأقسام, ولكن وسطياً كل ممرضة في الفترة الصباحية تعتني بحوالي 10 إلى 15 طفلاً في كل الأقسام ماعدا قسم الحواضن فهي تعتني بـ7 إلى 8 أطفال وتقوم بالإرضاع وتغيير الحفاضات للطفل، إضافة إلى عملها التمريضي, أما في الفترات المسائية فمن الممكن أن تكون الممرضة مسؤولة عن طابق كامل.

وأضاف: نحن ملزمون باستقبال جميع الحالات في قسم الإسعاف وقسم الإقامة المؤقتة، خلافاً للمشافي الخاصة التي تستطيع رفض استقبال المرضى، ما يزيد الضغط على عمل الممرضة, حيث يمكن أن نجد على السرير الواحد في الإقامة المؤقتة ثلاثة أو أربعة أطفال, أي إن المشفى يستقبل أكثر من طاقته الاستيعابية في هذين القسمين, مشيراً إلى أن ضغط العمل الكبير وضعف الأجور هما السبب الأساسي لتسرب الممرضين وسعيهم للعمل في المشافي الخاصة كدوام إضافي برواتب أعلى وضغط عمل أقل.

الإلغاء غير المبرر لنظام الحوافز الذي كان سارياً في المشفى سابقاً ساهم في زيادة التسرب للممرضات

إلغاء الحوافز ساهم في زيادة التسرب وأوضح معاون المدير أن نظام الحوافز، الذي كان يسري في المشفى سابقاً, عمل على جذب الممرضات للعمل في فترة معينة, ولكن قرار إلغائه غير المبرر ساهم في زيادة التسرب والبحث عن فرص أفضل في المشافي الخاصة.

وتابع: قرار إلغاء الحوافز الذي أقره مجلس الوزراء ونفذته وزارة المالية, لم يلغِ الحوافز فقط وإنما أجور الأطباء العاملين في القسم الخاص لمشفى الأطفال, وهذا ليس من ضمن الحوافز وإنما هو أجر من حق الطبيب, فبأي حق يتم إلغاؤه؟ إذ إن عمل الطبيب في قسم خاص لمشفى حكومي يعد كعمل إضافي للطبيب، ومن حقه أن يتقاضى الأجر مقابله, وإلا يجب تحويل القسم الخاص إلى عام أسوةً بباقي الأقسام.

التخدير ليس أفضل حالاً

واقع التخدير في المشفى ليس أفضل حالاً من التمريض- حسب د. خليل- حيث إن ثلاثة أطباء تخدير فقط يغطون كل العمليات التي تجرى داخل المشفى وهي حوالي 15 عملية يومياً (جراحة عامة, عصبية, عظمية, وثلاث عمليات إسعافية), ومن 9 إلى 12 عملية في قسم جراحة القلب للأطفال شهرياً.

غير متوافرة

أيضاً يوجد نقص في قسم الأشعة من كوادر وأجهزة, فكل المستلزمات الشعاعية غير متوافرة, وجهاز الطبقي المحوري معطل منذ مدة, وجهاز الرنين المغناطيسي أصبح في نهاية عمره الافتراضي، ويعود تعطل العديد من الأجهزة المخبرية والشعاعية إلى عدم إمكانية تأمين قطع التبديل، إضافة إلى قِدم بعض الأجهزة وعدم القدرة على تجديدها.

طب الأطفال بين أيادٍ أمينة

وختم د. خليل حديثه بأنه رغم كل هذه النواقص والصعوبات التي تواجه مشفى الأطفال، إلا أنه مازال يستقبل جميع الحالات الصعبة والمعقدة من كل أنحاء سورية، ودائماً توجد لدينا عمليات نوعية ونقوم بتشخيص حالات نادرة ومعقدة، وتتم معالجتها ومتابعتها بشكل جيد جداً, منوهاً إلى أن طب الأطفال بين أيادٍ أمينة من ناحية العقول والكوادر الطبية، ولكن الأدوات والمستلزمات غير كافية ويجب تأمينها.

كما لا يخفى على أحد أن النظام الصحي ليس بأفضل حالاته حالياً, وأصبحنا بعيدين جداً عن التطور الحاصل في دول العالم بعد أن كنا بمرتبة متقدمة نوعاً ما.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار