تردّي واقع النظافة في مدينة طرطوس نقص كبير في العمالة و الآليات.. والحل التعاقد مع الخاص
طرطوس ـ وداد محفوض:
تعاني شوارع وأحياء مدينة طرطوس تردياً في واقع النظافة منذ بضع سنوات، لكنه ازداد بشكل واسع ولافت هذا العام، ما أدى إلى انتشار القوارض والحشرات كـ(الجرذان والبعوض والصراصير وغيرها)، وكذلك القطط بأعداد كبيرة في مكبات القمامة، ما يستدعي معالجته بشكل فوري وسريع لما له من تأثيرات كبيرة على الصحة العامة لسكان المدينة والمنظر الحضاري لها.
“تشرين” في جولة لها على شوارع وبعض أحياء المدينة لمست استياء المارة، فاشتكى أبو أسعد، وهو متقاعد سبعيني، سوء المنظر الذي وصلت إليه شوارع المدينة من النفايات الملقاة على زوايا الحارات والشوارع وكيف شوّهت المنظر الحضاري للمدينة الذي افتقده منذ سنوات، كما عبّر.
وبيّن أنه وجميع أبناء حيّه، لا يستطيعون الجلوس على شرفات بيوتهم من الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة، هذا غير عبث الجرذان والقطط بها وأنها تبقى أياماً من دون قدوم عمال النظافة لجمعها، وإن أتوا، فيبقى أكثرها على الطريق، مضيفاً: ناهيك بالبعوض الذي يقض مضاجعنا مع أننا لم ندخل فصل الصيف بعد.
وتساءل كيف سيكون حالهم في حال استمرّ واقع النظافة على ما هو عليه خلال الشهرين القادمين؟.
وعبّرت أحلام وهي أم لطفلين عن حزنها لما وصل إليه حال أحياء المدينة بكاملها، مبينة أنها لا تستطيع ترك طفليها يلعبان في الحي لخوفها من الأمراض التي قد تصيبهما من التلوث المنتشر من القمامة، والخوف أيضاً من القطط والكلاب الشاردة المنتشرة في الشوارع، متحسرة على السنين السابقة التي كانت طرطوس فيها مثالاً للنظافة والنظام في مواعيد رمي القمامة وجمعها من قبل عمال النظافة، وأضافت: كان صوت سيارة القمامة الحديثة القادمة للحي التي تكبس القمامة، تشعرها بالرقي والحضارة التي تفتقدها الآن.
مدير النظافة في مجلس المدينة المهندس مدحت زيدو، أكد أنهم غير مقصرين و يعملون أقصى ما يستطيعون، وبالإمكانات المتاحة وبوردية عمل صباحية وأخرى مسائية، حيث يقومون بكنس وتنظيف الشوارع والأحياء في المدينة وجمع القمامة وترحيلها، و تبلغ كمية القمامة يومياً 350 طناً، وأضاف: إن هذه الكمية تزداد خلال الموسم السياحي الذي بدأ حالياً في المدينة.
وعن الصعوبات التي تواجههم، كمديرية نظافة، بيّن زيدو أن المديرية تعاني نقصاً حاداً في عدد العمال والآليات، وأن آلياتها الموجودة قديمة وأعطالها متكررة وهناك صعوبة في إصلاحها، مع ضعف الاعتمادات المالية المخصصة لصيانتها، وهذه الاعتمادات الضئيلة لا تمكننا من شراء آليات جديدة تخدم عملنا وتخدم نظافة المدينة.
ولفت إلى أن من الأسباب وراء تكدّس وازدياد كميات القمامة في أحياء وشوارع المدينة المتشعبة والواسعة هو النقص الحاد الذي تعانيه المديرية في أعداد عمالها، والذي زاد منذ بداية العام بعد أن فقدت المديرية أكثر من 30 عاملاً، ولم تتمكن من تعويض هذا الفاقد إن كان بالعقود الموسمية أو حتى بالمسابقات في تعيين عمال نظافة.
ورأى زيدو أن عدم التزام المواطنين بمواعيد رمي القمامة المحدد من الساعة 6 إلى 8 مساء، يزيد الطين بلة، لأن كل مواطن يرمي نفاياته حسب مزاجه الخاص ووقت خروجه من منزله، والسبب الأهم في انتشار الأوبئة والحشرات انتشار ظاهرة نبّاشي القمامة وبأعداد كبيرة، ما يرهق عمال النظافة ويؤثر سلباً في واقع النظافة في المدينة.
وأردف: تسعى المديرية لنشر ثقافة العمل التطوعي والسعي من خلال لجان الأحياء والمجتمع المحلي والجمعيات والمنظمات الشبابية للحفاظ على النظافة العامة في المدينة، لأن المديرية بإمكانياتها الحالية غير قادرة على النهوض بواقع النظافة إلى المستوى الذي يليق بهذه المدينة السياحية.
ولحل هده المعضلة الصعبة، أشار إلى أن المدينة حالياً تقوم بإجراءات التعاقد بشكل خاص على استئجار سيارات مع عمال لجمع وترحيل القمامة من المدينة، والتي هدفها المساعدة للقيام بالأعمال الموكلة إليها، لتظهر طرطوس بمظهر لائق ونظيف مع بدء الموسم السياحي .