حلب تحيي الذكرى ١٠٩ للإبادة الجماعية للأرمن على يد العثمانيين
رحاب الإبراهيم:
يواظب أبناء الطائفة الأرمنية في مدينة حلب كل عام على إحياء الذكرى السنوية للإبادة الجماعية بحق أجدادهم على يد العثمانيين، في محاولة لإدانتها دولياً والحصول على حقوقهم المسلوبة واسترجاع أراضيهم، التي ينكرها نظام أردوغان، الذي يعيدها اليوم بصورة أخرى من خلال جرائمه بحق السوريين واحتلال أراضيهم، ومساندته الكيان الصهيوني في قتل الفلسطينيين.
وفي هذه الأيام يصادف الذكرى التاسعة بعد المئة على الإبادة الأرمنية، حيث بدأ أبناء الطائفة الأرمنية في حلب إحياءها عبر تنظيم مسير إلى المقبرة الخاصة بالأرمن الأرثوذكس، حضره رؤساء الطوائف والفعاليات والجمعيات والنوادي الأرمنية، مع حمل الشموع على أرواح شهداء المجزرة، ووضع الورود على النصب التذكاري وسط حضور عدد كبير من أرمن حلب، وخاصة الأطفال والشباب في تأكيد منهم على أن قضيتهم العادلة لن تنسى أبداً مهما طال الزمان، مع بذل كل الجهود الممكنة لانتزاع اعتراف من جميع دول العالم بإبادة العثمانيين لقرابة مليون ونصف مليون أرمني خلال الفترة الممتدة بين 1915 إلى 1923.
وتتضمن ذكرى إحياء الإبادة حملة تبرع بالدم في صالة كنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس، مع قداس إلهي أمام النصب التذكاري للإبادة في مقبرة الأرمن ووضع أكاليل الزهور على هذا النصب من قبل الجهات المشاركة، يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، الذي يجسد ذكرى الإبادة الجماعية.
المطران ماكار اشكاريان مطران أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس أكد لـ«تشرين» أن إحياء السوريين الأرمن الذكرى التاسعة بعد المئة لإبادة الجماعية هدفه المطالبة في الحقوق المسلوبة والمحقة أمام الأتراك العثمانيين ودول العالم، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل عادل ليس للقضية الأرمنية فقط وإنما القضية الفلسطينية وكل الشعوب التي لديها حقوق وتتعرض للإبادة والمجاوز، مبيناً أن السوريين يحيون هذه الذكرى بقلب ويد واحدة.
«تشرين» التقت أيضاً عدداً من أبناء الطائفة الأرمنية للحديث عن ذكرى إحياء الإبادة الجماعية وأسباب الاستمرار في إقامتها رغم مرور فترة طويلة على حدوثها، حيث أكد رئيس كشاف اليرموك هوفيك هاييشيان أن إحياء ذكرى الإبادة سنوياً يهدف إلى المطالبة بالحقوق المسلوبة واسترجاعها، من الدول العثمانية، التي ارتكبت المجزرة المروعة بحق الأرمن، الذين يحق لهم العيش على أرضهم والمحافظة على هويتهم كما كل شعوب العالم، علماً أن أرمن سورية، يعيشون على أراضي الجمهورية العربية السورية بكل كرامة ويتمتعون بكامل الحقوق، لكن من حقهم أيضاً العيش على أراضيهم المسروقة من قبل نظام أردوغان، مطالباً جميع دول العالم بالاعتراف بالإبادة الأرمنية التي ينكرها رئيس النظام التركي أردوغان، ليكون ذلك مقدمة لاستعادة كامل الحقوق.
واعتبر أن ما يحصل في فلسطين اليوم هو امتداد لمجازر العثمانيين بحق الأرمن قبل أكثر من مئة عام، فلو أدان المجتمع الدولي هذه الجرائم، لما تجرأ الكيان الصهيوني على ارتكاب الجرائم بحق أهل غزة على مرأى من المجتمع الدولي.
وتوجه هاييشيان بالشكر إلى القيادة في سورية وخاصة السيد الرئيس بشار الأسد للسماح للأرمن في إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية كل عام، وإعطاء أبناء الطائفة الأرمنية حقوقهم كاملة دون تفريقهم عن باقي السوريين.
بدوره زيرون قهواجيان رئيس لجنة متابعة القضية الأرمنية في سورية أكد أن الغاية من إحياء ذكرى الإبادة سنوياً التأكيد أن للشعب الأرمني حقوقاُ مشروعة، وتركيا تنكر الإبادة المروعة، لذا نعمد بصورة دائمة للمطالبة بهذه الحقوق وغرسها في عقول الجيل الجديد لنصرة هذه القضية العادلة واسترجاع الأراضي المسلوبة.
وأكد أن الكيان الصهيوني والنظام التركي وجهان لعملة واحدة، علماً أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما حصل سابقاً بحق الأرمن وما يحصل اليوم بحق السوريين والفلسطينيين وجميع الشعوب التي تتعرض لحروب ومجازر، فلو تحمل مسؤولياته وأدان هذه الجرائم سابقاً لما تكررت اليوم، مشدداً على أن لجان المتابعة في جميع دول العالم ترفع تقارير بصورة دائمة لمطالبة المجتمع الدولي بإدانة مجازر العثمانيين بحق الأرمن.
واعتبر أن لسورية التي احتضنت الأرمن ومنحتهم كل الحقوق وتحمي حقوق الأقليات، معروف لن ينساه الأرمن، فهم والسوريون شعب واحد، وهو ما أثبتته الحرب الإرهابية اليوم على بلادنا سورية، حيث قدم الأرمن شهداء من العسكريين والمدنيين، وساهموا في إعمار الأبنية والمدارس والكنائس التي دمرتها المجموعات الإرهابية بالوقت ذاته.
ت- صهيب عمراية