السجائر الإلكترونية.. أضرار لا حصر لها على الجسم.. وخاصة الأطفال

تشرين:
انتشرت عدة تقارير حول الترويج للتدخين الإلكتروني كبديل «أفضل» للسجائر العادية بهدف الإقلاع عن هذه العادة السيئة، ولكن أضرار السجائر الإلكترونية على الصحة لا حصر لها أيضاً.

تأثير فوري
وكشفت التقارير أن التدخين الإلكتروني يسمح للجسم بامتصاص النيكوتين بسرعة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم على الفور، وإن اندفاع النيكوتين المفاجئ يحفز إطلاق الدوبامين، ما يخلق شعوراً بالمتعة اعتماداً على مستوى النيكوتين في السائل الإلكتروني، قد يشعر مدخنو السجائر الإلكترونية بحالة من الاسترخاء أو اليقظة ويمكن أن يسبب أيضاً تهيجاً فورياً للحلق وبطانة الرئة، ما قد يؤدي إلى السعال أو جفاف الفم، وأن السجائر الإلكترونية تطلق أيضاً دخاناً يحوي مواد ضارة، مثل الجزيئات متناهية الصغر والمركبات العضوية المتطايرة.

يعيق وظيفة الرئة
أما بالنسبة للسيجارة العادية، فالعواقب المباشرة تختلف قليلاً وعلى الرغم من أن النيكوتين يصل إلى الدماغ بسرعة، ما يوفر إحساساً بالإدمان والراحة لكن أول أكسيد الكربون «CO» يبدأ أيضاً في الارتباط بالهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء، ما يقلل من قدرة الدم على نقل الأكسجين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القطران «بقايا لزجة» يغطي المسالك الهوائية والرئتين، ما يضعف الوظيفة الهدبية ويعزز إنتاج المخاط، ما يمكن أن يعيق وظيفة الرئة ويزيد من القابلية للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، لكن بعد 10- 30 دقيقة من استخدام السجائر الإلكترونية، قد تشعر بـ«الارتعاش أو القلق»، ولكن معدل ضربات القلب وضغط الدم سيستقران خلال هذه الفترة، وإن استنشاق الجزيئات المتطايرة الموجودة في السجائر الإلكترونية قد يسبب تهيجاً حاداً في الرئة.
إلى ذلك، فإن التأثيرات الحادة للتدخين الإلكتروني بعد 30 دقيقة من الاستخدام، لم تتم دراستها بشكل مكثف، ولكنها قد تؤدي إلى تغيرات قصيرة المدى في وظيفة القلب والأوعية الدموية وفسيولوجيا الرئة، والاستجابة الالتهابية الناجمة عن الجسيمات المتطايرة قد تساهم في تهيج مجرى الهواء وأعراض الجهاز التنفسي، على الرغم من أن العواقب طويلة المدى لا تزال غير مؤكدة.
ويحذر الأطباء من الرغبة في التدخين مجدداً بعد ساعة واحدة من استخدام السجائر الإلكترونية، بسبب ظهور أعراض الانسحاب فإن الآثار المتبقية للنيكوتين تستمر في إحداث تغيرات مستمرة في معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وفي عام 2022، بيّن الخبراء بأنه على المدى القصير والمتوسط، يشكل التدخين الإلكتروني جزءاً صغيراً من مخاطر التدخين، وتشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية «NHS» بأن التدخين الإلكتروني لم يكن موجوداً منذ فترة طويلة، فمن الصعب معرفة مخاطر الاستخدام على المدى الطويل، وهناك بعض الأدلة تشير إلى مخاطر صحية محتملة مرتبطة بالاستخدام المزمن للسجائر الإلكترونية، بما في ذلك تلف الرئة المزمن ومشاكل في الجهاز التنفسي.

تأثيرها على الأطفال
وقارن الباحثون مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4- 12 عاماً، يتعرضون لدخان السجائر الإلكترونية التي يستخدمها والداهم يومياً، مع مجموعة من الأطفال لا يتعرضون لآثار هذه السجائر، واستخدم الفريق اختبار لعاب الأطفال وأنفاسهم لتحديد المواد الكيميائية التي تعرضوا لها.
ووجد أن التدخين الإلكتروني بجانب الأطفال يؤدي إلى رفع مستويات المستقلبات التي تنتجها أجسامهم استجابة للمواد الكيميائية الموجودة في بخار السجائر الإلكترونية، ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية التهاباً في الجسم، وتؤدي إلى تلف الخلايا المرتبطة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.
وإن تحول العديد من الأشخاص المدخنين إلى استخدام السجائر الإلكترونية، معتقدين أنها أكثر أماناً لهم وللآخرين القريبين منهم، ومع ذلك، هناك مواد كيميائية في السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية تشكل خطراً على المدخنين وعلى الأشخاص القريبين منهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار