«الأيام السوداء» استنزفت المدخرات البيضاء.. ركود في سوق الذهب و بعض الصاغة يهجرون المهنة

اللاذقية – باسمة إسماعيل:
تشهد محال الذهب في اللاذقية ركوداً نسبياً بحركة الشراء والمبيع منذ بداية العام وحتى تاريخه، رغم حلول عيد الفطر، حسب ما ذكر بعض الصاغة لـ “تشرين”، وأكد ذلك بعض المواطنين مدللين بأن عادة المخزون المصاغي المنزلي شبه معدومة بسبب الوضع المعيشي الصعب، وارتفاع أسعاره إلى حد يعجز أمامه أغلب المقبلين على الزواج عن شرائه، وأيضاً ارتفاع سعر الصياغة زاد الأمر سوءاً، وبعضهم الآخر نوه إلى أن مقدراتهم لمجاراة الأوضاع المعيشية الصعبة  استنزفت، فكيف لهم بادخار الذهب؟ وما بقي لديهم يحافظون عليه لأمور طارئة أصعب مما هم حالياً به.
“تشرين” التقت بعض الصاغة والقائمين على الأمر للوقوف على أسباب ارتفاع سعر الصياغة وارتفاع سعر الذهب الذي قارب المليون ليرة سورية.

في أدنى مستوياتهما
يؤكد رئيس الاتحاد العربي لصناعة وتجارة الذهب والألماس في محافظة اللاذقية، وعضو في جمعية الصاغة باللاذقية، مروان دالاتي لـ “تشرين” أن أسواق الذهب في المحافظة شهدت ركوداً نسبياً ومازالت تشهد ركوداً بحركة البيع والشراء، خلافاً لما كان يجري في السنوات الماضية، فقد كانت حركة الشراء تكثر في الأعياد، وأصبحت لاحقاً مقتصرة على  المبيع في العيد لمجاراة الأوضاع المعيشية، أما هذه السنة فأصبح الشراء والمبيع في أدنى مستوياتهما، وأن عادة شراء مخزون المصاغ الذهبي المنزلي شبه معدومة.

عادة المخزون من المصاغ المنزلي باتت شبه معدومة واستنزاف ما تبقّى

وبيّن أن حركة المبيع من المواطنين رغم قلته أكثر من الشراء بعدة أضعاف لتسيير الأمور المعيشية، واقتصرت المبيعات على مصاغ صغير للأعراس مثل (المحابس – السلاسل)، وهذه الحركة الضعيفة أثرت في أصحاب محال الذهب لارتفاع أسعاره إلى أعلى مستوى يتوقعه المجتمع المحلي، وبالتالي أثّر في أرباح الصاغة.
وأضاف: من أجل استمرار التداول والعمل، فقد قام أغلب أصحاب محال الذهب بالبيع بأقل سعر صياغة، علماً أن عملهم منذ عدة شهور في حدوده الدنيا كمبيع وشراء.

عزوف عن المهنة
ولفت دالاتي إلى أن هذا الارتفاع كان بسبب ارتفاع سعر الأونصة العالمية إلى حدود 2500 دولار، لكن المشكلة الكبرى تكمن في ارتفاع الضرائب على صياغة الذهب، وعلى مَن يمارس هذه المهنة، ما أثّر بشكل كبير في عزوف بعض الصاغة عن هذه المهنة، إضافة إلى الضرائب الجائرة على الصائغ والمواطن، فكلاهما أصبحا في كفة واحدة في عدم قدرتهم على مجاراة ارتفاع أسعار الذهب والضرائب.
وأوضح دالاتي أن  المشكلة الأساسية في ركود السوق بالبيع بسبب الضرائب، فقد بات يعاني منها الصائغ ويقوم بتحميل جزء كبير منها على الشاري، وكل ذلك لا يصب في مصلحة الصائغ ولا الشاري.

أغلب المقبلين على الزواج يعجزون عن شراء مصاغ ذهبي واحد

ورداً على سؤال بعض المواطنين بأن الصياغة مرتفعة جداً، بيّن دالاتي أن ارتفاع أجور الصياغة بسبب الضرائب العالية على الصائغ.

المخزون استنزف
من جهته لفت رئيس جمعية الصاغة في اللاذقية مروان دباح إلى أن الضرائب أنهكت الصاغة، وهي أحد أسباب ركود السوق، وأيضاً الوضع الاقتصادي سبب آخر في ركود حركة الشراء، وبالنسبة لأغلبية المواطنين فالمخزون من المصاغ المنزلي استنزف في السنوات الماضية، ولا يمكنهم في هذه الأوضاع المعيشية الصعبة اقتناؤه كما السابق كمخزون لهم.

أدنى مستوى
أغلب آراء الصاغة  اجتمعت على تدنّي حركة المبيع والشراء إلى أدنى مستوى لهما، إذ أشار الصائغ محمد بلبل، صاحب محل ذهب في مدينة جبلة، إلى أن حركة المبيع في أدنى مستوياتها مقارنة بالأعوام الماضية، فقد استنزف الناس أغلب مواردهم منذ الزلزال إلى الآن لمجاراة الوضع المعيشي، والشراء ليس في أحسن حالاته بسبب ارتفاع أسعار الذهب والضرائب.
بينما أكد الصائغ جورج ديب، صاحب محل ذهب في اللاذقية، أن ارتفاع سعر الذهب إلى هذا المستوى أدى إلى جمود في حركة الشراء، وأيضاً في حركة مبيع المواطنين مقارنة بالسنة الماضية، منوهاً إلى أن مرد ذلك إلى خسارة أغلبهم المخزون المنزلي من الذهب بعد الزلزال والغلاء المعيشي.
وأشار ديب إلى أن المبيعات اقتصرت بعد ارتفاع سعر الذهب منذ أربعة أعوام على شراء ما يخص الأعراس ( المحابس والسلاسل) وفي هذا العام حتى إنه أصبح هذان النوعان في حدودهما الدنيا.
وذكر أنه كانت توجد عادة منذ عدة أعوام هي شراء الذهب للمخزون المنزلي لكنه أضحى في أدنى مستوياته ومحصوراً بفئة معينة لا تتجاوز 8% من سكان المحافظة.

شراء الذهب مقتصر على فئة لا تتجاوز 8% من المواطنين

وأضاف ديب: المشكلة الأخرى أن تكلفة صناعة الذهب أصبحت مكلفة على الصائغ والورشة، وهذا يشكل عبئاً على الشاري، فمثلاً كانت تكلفة صياغة غرام الـعيار (21) هي 30 ألف ليرة، وغرام الـ(18) 50 ألفاً، وفي هذا العام تكلفة صياغة الـ(21) بين 90-100 ألف، والـ(18) بين 140-145 ألفاً، هذا تكلفته على الصائغ، وهو سيضع نسبة ربح والأغلبية تكتفي بربح ضيئل لكي تستمر بالبيع، وأيضاً موضوع الضرائب أصبح عبئاً كبيراً على الصائغ على الرغم من إضافة جزء كبير منها على المواطن الشاري، فهذا يؤثر في حركة البيع بعزوف الشاري عن الشراء، فكل هذه الأمور مجتمعة أدت إلى ركود السوق، إضافة  إلى الوضع الاقتصادي الصعب لأغلب المواطنين.
ونوه ديب  إلى أنه يوجد فرق كبير بالمبيع والشراء، فمثلاً العام الحالي مقارنة بالعام الماضي للفترة نفسها انخفضت نسبة المبيع لدي ولدى أغلب المحال 70%.
بدوره، بيّن الصائغ عمار كرياني أن المبيع والشراء في أدنى مستوياتهما، وكأن المخزون من المصاغ المنزلي في حالة انعدام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا