إقبال ضعيف وأسعار كاوية للألبسة والأحذية في أسواق طرطوس قبيل عيد الفطر المبارك
طرطوس ـ وداد محفوض:
اعتادت أسواق الألبسة في طرطوس أن تنشط في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان قبيل عيد الفطر المبارك، كما اعتادت الأسر شراء ألبستها للعيد، لكن الواقع هذا العام مختلف وصادم، إذ سجلت الأسعار ارتفاعاً غير مسبوق لكل الملبوسات والأحذية.
“تشرين” جالت على الأسواق ورصدت حركة المتسوقين من الناس الذين تظهر عليهم علامات “الصدمة” من ارتفاع الأسعار، لأن قدرتهم الشرائية لا تتناسب مع مدخولهم، والجميع يقول :عيد بأي حال عدت يا عيد؟
أم ريبال والدة لثلاثة أطفال أكدت لـ”تشرين” أنها ذهبت إلى السوق لتشتري ملابس العيد لأطفالها لتتفاجأ بارتفاع أثمانها كثيراً هذا العام قياساً بالعام الماضي، ونوهت بأن سعر بنطال طفل بعمر 9 سنوات ما بين 100_ 150 ألف ليرة، وكذلك القميص و الكنزة الولادية، وسعر “بدل” لابنتها بعمر السنة حوالي 400 ألف ليرة.
ولفتت إلى أنه بحسبة بسيطة تكلفها كسوة العيد لأولادها أكثر من مليون ليرة، وإذا اشترت بدلاً واحداً (بنطالاً وقميصاً) يكلفها ما يقارب 350 ألف ليرة، وهذه أرقام يعجز عن الشراء بها ميسورو الحال، فما بالك بمحدودي الدخل؟
أحمد موظف اعتاد شراء بدل له في آخر أيام رمضان، أشار إلى أنه “صعق” عند وقوفه أمام واجهات محال الملابس الرجالية من هول الأسعار المكتوبة، فسعر البنطال الرجالي في الأسواق الشعبية ما بين 150_ 200 ألف ليرة وفي الوكالات تجاوز 500 ألف، وكذلك الكنزة الرجالية تراوحت بين 150 _ 200 ألف ليرة.
أما الأحذية فحالها أسوأ من الملابس، فالحذاء النسائي ما بين 70 _ 150 ألف ليرة، وأحذية الأطفال ما بين 75 _ 125 ألفاً، أما الرجالية، فبلغ سعر الحذاء وسطياً 250 ألف ليرة، حسب الجودة والنوع والماركة.
بدورهم، أكد أصحاب المحال أنهم غير فرحين بهذه الحال التي وصلت إليها حركة البيع “لكن ليس باليد حيلة”، منوهين بأن أجور الشحن رفعت أسعار الملابس والأحذية ضعفاً كاملاً هذا العام بسبب ارتفاع أسعار المازوت الحر، فأصبحت سيارات النقل تعمل بشروط صعبة وبدفعات مسبقة، وإلا فلن يستطيعوا اللحاق بموسم الأعياد، إضافة إلى الرفع المستمر لتكلفة الأمبيرات مع بداية كل موسم بحجة صعوبة تأمين المازوت ورفع أسعاره، وأصبح التجار يدفعون الملايين كل شهر للكهرباء فقط، عدا عن الرفع المستمر لإيجارات المحال بحجة أن قيمة شرائها مايقارب المليار ليرة، وقد تصل لعدة مليارات في شارع الوكالات مثلاً، ومن غير المعقول أن يكون إيجارها أقل من ثلاثة ملايين ليرة في الشهر، غير الضرائب التي ارتفعت أربعة أضعاف هذا العام، فهي تشكل إرهاقاً إضافياً لهم، ما يكبدهم خسائر كبيرة، وخاصة أصحاب المحال الصغيرة.
وعن الإقبال على المحال الشعبية، أشار بعض التجار إلى أنه ضعيف جداً هذا العام، وهو يتناقص بطبيعة الحال كل سنة، على الرغم من أن بضاعتهم أقل سعراً بخمسين بالمئة من أسواق الوكالات، لافتين إلى أن الأم التي كانت تشتري بدلاً كاملاً، أختصرت الشراء إلى بلوزة أو قميص لبنطال قديم أو العكس، أو بلوزة لتنورة قديمة.
من جهته، أكد مدير التجارة الداخلية في طرطوس نديم علوش في تصريح لـ«تشرين»، أن دوريات التموين تعمل بكامل طاقتها وهي موجودة بشكل كامل ومكثف في أسواق الألبسة و الأحذية بطرطوس لضبط أي مخالفة مع تعميم أرقام كل رئيس دورية على صفحات التواصل الاجتماعي للمديرية والمحافظة، وفي حال أي شكوى يمكن للمواطن الاتصال برئيس الوردية ليحضر مباشرة إلى المحل الموجود فيه.
و أوضح علوش أن التاجر يحاسب وفق فواتير البضاعة ونسبة الربح المسموح بها وفق القانون، إضافة إلى الإعلان عن السعر، ويتم الكشف عن الفواتير لباعة الجملة والفواتير المحررة لتجار المفرق، وفي حال المخالفة تتم كتابة الضبط وإغلاق المحل لمدة ثلاثة أيام، منوهاً بأن الدوريات في حال استنفار كامل من الآن حتى نهاية اليوم الثاني من عطلة عيد الفطر المبارك.