مدينة البسطات
تتزايد البسطات تباعاً في مدينة درعا مفترشةً قارعة معظم الشوارع والأرصفة الرئيسة، حيث يلاحظ في كل يوم تواجد لبسطات جديدة، وهي تبيع كل شيء، من خضار وفواكه ومنظفات وبسكويت وموالح وعصرونية وألبسة ومعلبات وبهارات وشرابات وأجبان وألبان وأدوات مستعملة وإكسسوارات وغيرها.
لا شك أن ازياد البسطات مؤشر على ضعف فرص العمل الأخرى، حيث يجد الكثيرون في البسطات فرصة سهلة وفي متناول اليد، إذ لا تحتاج سوى وضع طاولة على قارعة أي من الطرق أو أرصفتها وفرش مواد معينة عليها والبدء ببيعها للمارة، وهذه البسطات تلاقي إقبالاً جيداً لكونها تعرض مواد شعبية بأسعار أرخص من المحال التجارية، وخاصةً أنها لا تتحمل رسوماً أو نفقات إيجار وكهرباء وماء كما المحال.
بالطبع لا أحد ضد أن تتاح مصادر رزق للناس لتستر معيشتها ضمن الظروف المادية الصعبة التي نمر بها، لكن المأمول تنظيمها في أماكن محددة لتحييد عشوائية توضعها والإزعاجات الحاصلة بسببها، من قبيل التوضع على قارعة الطرق والأرصفة بشكل يعرقل الحركة المرورية للآليات والمشاة في آن معاً، والضجيج المنبعث باتجاه الجوار من جراء الصراخ والمناداة بأعلى صوت الباعة على البضاعة المعروضة، وكذلك المخلفات التي تتركها البسطات في مواقع إشغالاتها بعد انتهاء عملها ومغادرتها.
للعلم فإن بعض أصحاب المحال التجارية عبروا عن انزعاجهم من ظاهرة تفشي البسطات وتوضعها أمام محالهم مباشرةً، لافتين إلى أنها بدأت تضر بعملهم كثيراً وبعضهم لم يعد يحصل التكاليف المترتبة عليه لقاء إيجارات المحال والضرائب والنفقات الأخرى، وهم أيضاً ليسوا مع قطع أرزاق الناس من البسطات، لكن مع تنظيم عملها ضمن أماكن محددة من المدينة، وإن لم يتم ذلك وبقيت العشوائية الحاصلة، فإن تفكيرهم قد يتجه للحاق بالركب ووضع بسطات كما الآخرين وتشغيل عمال لصالحهم عليها.