في عيدهم الرابع والسبعين بقي طلبة سورية أحد أهم سبل المنعة للوطن، ساهموا بشكل فعّال في الدفاع عن بلدهم، وكانوا السبّاقين في كل الملمّات التي أصابتنا خلال سنوات الحرب، وكارثة الزلزال المدمر، تطوعوا وتبرعوا وكانوا أول المشاركين في كل النشاطات بمبادرة منهم، مدفوعين بنخوتهم وانتمائهم منذ الاستقلال.
اليوم نبحث عن تفعيل دور المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في اقتصادنا، واستثمار كل طاقة متاحة لدى رواد الأعمال، الراغبين في الإنتاج الحقيقي والقادرين عليه، ولعل طلبة سورية هم اللبنة الأولى في هذا الإطار، لا ينقصهم العلم، ولا الخبرات ولا التنظيم، فاتحاد طلبة سورية كان وما زال مثالاً للمنظمات الشعبية المنضبطة والمؤطرة في كل ما يزيد من منعة اقتصادنا وتحقيق الأمن الغذائي والانتعاش الاقتصادي.
طلبة سورية ينتمون إلى كل شرائح المجتمع، خبراء في مشكلات بلدهم، ويحيطون بما نحتاجه من أفكار ومشروعات، ينقصهم فقط التوجيه والدعم والتمويل والمساعدة في صرف ريادة أعمالهم على أرض الواقع، وما سبق أغلبه متاح في جامعاتنا وفروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
لذلك يمكن أن نتجه نحو هذه الطاقات وتأسيس حاضنات أعمال في جامعاتنا ومعاهدنا، وتقديم كل ما يحتاجه هذا النوع من المشروعات من رعاية وأدوات وتدريب وتسويق بالتعاون مع الوزارات المعنية وباقي الاتحادات والمجتمع الأهلي والمحلي، يكون من خلالها الاتحاد الوطني لطلبة سورية هو الضامن لشبابنا بتذليل جميع العقبات، بهدف استمرار مشروعاتهم وتطويرها، يكفلهم تجاه مؤسسات التمويل ويساهم في تخفيض نفقات التمويل إلى حدها الأدنى، ويؤمن لهم المقرات اللازمة للإنتاج وتصريف المنتجات، ويؤسس لبنك أفكار يحتاجها اقتصادنا يزود بها الباحثين عن فرص عمل، ويعطي المؤشرات الحالية والمتوقعة مستقبلاً ليساعد رواد الأعمال من الطلبة في التفكير بشكل إستراتيجي، بما يضمن استغلال كل الموارد والطاقات المتاحة وتحقيق أعلى القيم المضافة في شتى المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية والخدمية.
الاتحاد الوطني لطلبة سورية بدأ منذ فترة بعقد الاجتماعات مع الوزارات المعنية للاطلاع على واقع المعاهد التقنية والمهنية وآلية تطويرها وتم عرض نقاط القوة والضعف وكيفية المعالجة، وسبل ربط التعليم العالي باحتياجات سوق العمل، وهذه بداية مهمة يمكن تطويرها بإيجاد البيئة المثالية لإقلاع المشاريع وتحريك عجلة الاقتصاد، والأمر الأكيد بأن من كانوا رواداً في حماية وطنهم سيكونون مثالاً في ريادة الأعمال والعمل المبدع والإنتاج الحقيقي.