100 طن إنتاج واستهلاك دمشق وريفها من مادة الفروج يومياً.. والأسعار قد تنخفض بعد شهر رمضان
تشرين – حسام قره باش:
يرى المعنيون في قطاع الدواجن أن العرض والطلب فرضا إيقاعهما على الأسعار ارتفاعاً مستمراً لا يهدأ، بسبب زيادة حجم الاستهلاك لمادة الفروج خلال شهر رمضان إلى أكثر من الضعف عن بقية الأيام لخصوصية هذا الشهر الذي لا تخلو مائدة فيه من اللحم الأبيض(الفروج) على رأي البعض، فترتفع أسعار هذه المادة مثلها كمثل أي سلعة في السوق، وكأن أصابع الاتهام تتوجه نحو المواطن كسبب مباشر في رفع الأسعار.
قطاع الدواجن يؤمن فرص عمل بنسبة 20% بشكل مباشر وغير مباشر
في هذا السياق يرى نائب رئيس جمعية اللحامين الحرفية المختص بقطاع الدواجن والبيض معتز العيسى في تصريحه لـ”تشرين”: أن الطاقة الإنتاجية اليوم بشكل عام متوسطة وليست كما يجب، بسبب ارتفاع التكاليف كزيادة أسعار الأعلاف ولوازم الإنتاج رغم مناشدة وزارة الزراعة للمساعدة في موضوع التكاليف، وأنها نتائج لأخطاء ماضية وعدم ترتيب الأمور بشكل أفضل، لافتاً إلى عدم وجود أي دعم حكومي للمربين لتقابل هذه المادة بخفض الأسعار، فالمادة مكلفة وكيلو لحم الفروج يباع اليوم بريشه بـ35 ألف ليرة في المدجنة بعد إضافة نسبة 10٪ على تكلفة تربيته كربح، فيما يقابله سعر كيلو لحم الضأن 200 ألف ليرة، ولهذا يعد الفروج مادة رخيصة أمام اللحوم الأخرى كونه أرخص من لحم السمك ولحم الغنم والعجل، وهذا المعيار الذي يسير عليه السوق اليوم، كما قال العيسى يرى أن هناك طلباً كبيراً واضطرارياً على المادة من قبل المواطن، لذلك يرتفع سعرها لوجود إقبال كبير عليها خاصة في هذا الشهر عدا عن تكلفتها المرتفعة، مضيفاً أنه من الطبيعي في شهر رمضان أن ينخفض سعر صحن البيض بينما يرتفع سعر لحم الفروج كلما زاد استهلاكه ولهذا يتحسن سعره على حد وصفه، معتبراً في الوقت ذاته أن ارتفاع الأسعار للفروج وأجزائه اليوم لا يعتبر ارتفاعاً كبيراً، لوجود نقطة مهمة في موضوع إنتاج الدواجن لا يدركها البعض، وهي وجود نفوق في أفواج الدجاج بما يعادل 5 ٪ من كل عشرة آلاف طير تقريباً، إضافة للتكلفة العالية خصوصاً في فصل الشتاء والبرد الذي يؤثر في نسبة الإنتاج، مشيراً إلى وجود مربٍ يربح ربحاً خيالياً إذا كانت أفواج تربيته ناجحة، فيما يوجد مربٍ خاسر قياساً لتكلفة الفروج فيما لو أصاب المرض مثلاً نصف أعداد الدجاج ونفق، فحتماً هنا سيتعرض لخسارة كبيرة.
وفي رده على سؤال إن كانت أسعار مادة الفروج اليوم منطقية، أجاب نائب رئيس جمعية اللحامين الحرفية بأن الأسعار اليوم مرتفعة قليلاً ليس بسبب احتكار السوق للمادة، بل لما تتعرض له أفواج التربية من مشكلة صحية تؤثر في تسويق وتصريف الإنتاج في السوق وكذلك التكاليف العالية حيث تكلف تربية الفروج الواحد في المدجنة من 26 إلى 28 ألف ليرة، فيما يكلف تربيته عند البعض من 30 إلى 35 ألف ليرة إذا ما كانت لدى المربي مشكلات في التربية.
ومع تركيز المواطن على شراء أجزاء من الفروج بالقطعة أكثر من اعتماده على شراء الفروج الكامل المذبوح والمنظف الذي يباع الكيلو منه بـ48 ألف ليرة والفروح الحي في المحلات بـ36 ألف ليرة ومع اتجاهه لاستخدام الشرحات التي سعر الكيلو منها اليوم تقريباً بـ68 ألف ليرة لتحل محل اللحوم الحمراء في طهو طعامه، توقع العيسى انخفاض الأسعار بعد انتهاء شهر رمضان ولما بعد العيد حيث يقل الطلب على المادة، مؤكداً أن السعر يتعلق بالإنتاج؛ فإذا ما قلَّ الإنتاج ارتفع السعر، وإذا زاد تنخفض الأسعار، مبيناً أن تسويق الفروج يتعلق بالعرض والطلب وليس لعدم التحكم فيه كمادة يمكن تخزينها بالمستودعات كالحبوب مثلاً ليعيد المربي طرحها متى يشاء بسعر مرتفع.
و أشار إلى أن مدينة دمشق وريفها يوزع فيها يومياً نحو 100 طن كإنتاج واستهلاك يومي، حيث لا يقل إنتاج كل مسلخ عن 10 أطنان يومياً مع وجود نحو عشرة مسالخ، منوهاً بأهمية قطاع الدواجن الحيوي الذي يعمل فيه ما يقارب 20٪ من شرائح المجتمع شاملاً عمال المداجن ومحلات البيع والمطاعم والمسالخ والموزعين، مشكّلاً أهمية كبيرة في بلدنا الذي يعد بلداً زراعياً بامتياز.