غرق اثنين في الخابور وروافده بعد جريان المياه فيهما في الحسكة

الحسكة – خليل اقطيني:
ما إن عادت المياه إلى الجريان من جديد هذه الأيام في سرير نهر الخابور وروافده في محافظة الحسكة، حتى بدأت الأخبار تتوالى عن ابتلاعهما عدداً من الضحايا، فقد ذكرت مصادر أهلية أن شابة تبلغ من العمر 15 عاماً لقيت حتفها أمس غرقاً في نهر زركان شمال الحسكة.
وتحدثت المصادر أيضاً عن وفاة شاب وإنقاذ اثنين آخرين بعد غرقهم في نهر الخابور، بالقرب من قرية تل مجدل جنوب غرب مدينة الحسكة، مؤكدة أن حوادث الغرق في نهر الخابور وروافده تكثر كلما ارتفع منسوب المياه في مجاريها، من جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها محافظة الحسكة، وذلك إما نتيجة الاقتراب أكثر من اللازم من ضفاف أي من تلك الأنهار، أو السباحة في مياهها.
مدير الموارد المائية المهندس عبد العزيز أمين، ذكر أنّ جريان المياه في سرير الخابور وروافده في محافظة الحسكة ليس الأول خلال الشتاء الحالي، وما كان له أن يكون لولا الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، وخاصة في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، حيث الينابيع والعيون التي تغذي نهر الخابور ومجاري الأنهار والوديان الأخرى، الأمر الذي أدى إلى وصول مياه نهر الخابور إلى منطقة الحسكة، ومن ثم إلى المناطق الأخرى التي يمر فيها، وصولاً إلى مصبه في نهر الفرات عند منطقة البصيرة في محافظة دير الزور جنوباً، مبيناً أن تدفق نهر الخابور بلغ اليوم عند بلدة تل تمر غرب الحسكة 50 م٣/ثا، وعند مدينة الحسكة 10م3/ثا وتدفق نهر زركان 5 م٣/ثا، أما نهر الجرجب فبلغ تدفقه 45 م٣/ ثا، وهو رقم قياسي لم يحصل مثيل له إلا في الرابع والعشرين من شباط 2020 عند بلدة السفح في ريف منطقة رأس العين المحتلة، حيث وصل التدفق إلى 45 م3/ثا، وذلك نتيجة جريان المياه في واديي “علوك ومريكيس” المغذيين له، من جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق الشمالية للمحافظة حينذاك.
ولفت أمين إلى أن استمرار هطل الأمطار وجريان المياه في الأنهار الموسمية والدائمة والوديان والمسيلات، من شأنهما زيادة مخازين السدود الكبيرة والسطحية في مختلف مناطق المحافظة.
وأردف قائلاً: إنّ نهر الخابور يلتقي في قطاعه الأعلى بمياه نهر الجرجب الذي ينبع من الأراضي التركية، ويصب في الخابور عند قرية السفح، ويقسم نهر الجرجب إلى قسمين: الجرجب الأحمر الصغير الذي يلتقي مع الجرجب الكبير (جومر) عند قرية حليوة، قبل أن يصب في نهر الخابور بعد بلدة السفح جنوب رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة.
وأضاف: إن نهر الخابور يلتقي أيضاً في قطاعه الأعلى بنهر زركان أو نهر صور الذي ينبع أيضاً من الأراضي التركية، ويصب في الخابور عند الطرف الجنوبي من بلدة تل تمر بعد أن يقطع مسافة 95 كم، موضحاً أن الجرجب وزركان نهران موسميان تجري المياه فيهما شتاءً ويجفان كلياً في فصل الصيف.
وتابع: إن نهر الخابور يلتقي في قطاعه الأوسط عند الطرف الشرقي لمدينة الحسكة بمياه أهم روافده وهو نهر الجغجغ أو جغجغ أو جقجق، الذي كان يُعرَف تاريخياً عند العرب والسريان واليونان باسم “الهرماس”، وعند الرومان باسم “ميكدينيوس”، قاطعاً مسافة (124) كم من منبعيه في هضبة طور عابدين التركية حتى مصبه في الخابور، منها 100 كم في الأراضي السورية، مؤكداً أنّ الخابور من أنهار الجزيرة السورية، فهو النهر الرئيسي في الشمال الشرقي من البلاد، ويعد من أهم روافد نهر الفرات، فهو أحد الرافدين اليساريين له إلى جانب البليخ في محافظة الرقة، حيث يعد الخابور نهراً سورياً – من المنبع حتى المصب، ويبلغ إجمالي طوله 442 كم.
وأشار إلى أن المياه كانت قد عادت إلى الجريان في نهر الخابور وروافده لأول مرة هذا الموسم أواخر كانون الثاني الماضي، من جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة آنذاك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار