أن يقوم شخص بنعيِّ آخر وهو حيّ لخطأ في فهمه لمنشور يعدد مناقبه بعد أن حان تقاعده، وأورد فيما بين سطوره أنه سيغادرنا غداً، أي لانتهاء خدماته، فهذا يؤشر إلى مدى سطحية قراءة بعضنا للمنشورات التي تطالعنا على الفيس، وعدم التأنّي والتعمق فيها والتدقيق في محتواها لمعرفة مغزاها.
وللعلم فإن ما حدث أثار انزعاج كل من عرف بالواقعة، وخاصةً بعدما اضطر المُنعى وابنه نفي الخبر بعد نشره بقليل، كما استدعى الناعي الذي لا تربطه أي صلة قربى بالمقصود بل الرابط النقابة التي تجمعهما، أن يعتذر عن نشره للنعية.
الواقعة الأخرى في السياق نفسه، أن شخصاً عبّر عن شكره وعرفانه لجميل ما صنعه أحد القائمين على إحدى الجهات العامة لجهة تحسين واقع العمل وجودة الإنتاج، ليأتي أحد الردود قائلاً: رحم الله الفقيد بواسع رحمته وعظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم، وعقّب صاحب المنشور يسأل المعلق: من هو الفقيد؟
وعلى ما يبدو، إنّ المعلق إما لم يتمعن المنشور جيداً فأخطأ فهمه، أو كان يريد التعليق على منشور آخر يتضمن تعزية، لكن من دون انتباه سطّره على هذا المنشور، وفي كلتا الحالتين هناك مؤشر على عدم التركيز بما نقرأ من منشورات، علماً أنّ المعلق كما في الحالة الأولى عبّر بعد وقت عن اعتذاره لما حصل من خطأ غير مقصود.
بالقياس، كثيراً ما تصدر قرارات وتعاميم في مجالات مختلفة، ويبدأ البعض بالتعليق والانتقاد وسوق الاتهامات أو المقترحات فور مشاهدة العنوان أو لمجرد قراءة الترويسات ومن دون أن يتحرّى ويتمعن المضمون، وقد يغدو تعليقه قاطرة لجرّ تعليقات على نفس الشاكلة من مقلدين، ما قد يشوه مرمى ومقصد تلك القرارات والتعاميم أو غيرها ويؤدي لسوء فهمها من الآخرين.
بالمحصلة، وأمام ما نطلع عليه من كمٍّ هائل من منشورات على الفيس، فقد تختلط علينا الأمور وتتداخل فيما بينها، لكن لتفادي أي خطأ، علينا جميعاً تحرّي الدقة وفهم المحتوى والفحوى جيداً، وعدم إطلاق التعليقات والردود إلّا بعد التأكد من صوابيتها، لكي نتلافى أي منعكسات سلبية قد تحدثها مداخلاتنا في حال كانت غير صحيحة أو في غير موضعها.