للخير أهله..
مبادرات أهل الخير لا تتوقف وخاصة في الشهر الكريم، فالكثير من أبناء الوطن المقتدرين يسعون لتقديم سلات غذائية للأسر المحتاجة، ولكن ما ينقصنا فعلاً غياب البيانات الواضحة للعائلات الفقيرة، فبعض الأسر ينالها الدعم أكثر من مرة، وبعضها الآخر يغيب عنها، وهذا يتطلب فعلاً توحيد الجهود وحصرها ضمن بيانات واضحة ليصل الدعم لمستحقيه وليس وفق عشوائية وتوزيع غير عادل!!
بين الشهر الكريم العام الفائت والشهر الحالي قفزت الأسعار بشكل خيالي، لذلك وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ينتظر كل محتاج المبادرات لسد القليل من احتياجاته، أو حتى الحصول فقط على لقمة عيش تسد رمقه، فالتضخم في أسعار السلع الغذائية وتراجع القوة الشرائية للمواطن في تزايد مستمر، وواقع الأسواق لا يتناسب مطلقاً مع مستوى الدخل الذي يكاد لا يكفي ثمن وجبات إفطار لثلاثة أيام فقط!!
لسنا بخير.. هو شعور بدأ منذ سنوات الحرب على سورية، بدأ مع كل تاجر ومستغل وفاسد حاولوا محاصرة أحلام الناس في تأمين احتياجاتهم، فتحكموا في الأسواق ورفعوا الأسعار واحتكروا المواد لفرض ما يشاؤون في الوقت الذي يريدون، ويوماً بعد يوم تكرست التصنيفات في المجتمع بين غني وفقير وقادر وعاجز، ونسوا أن ذلك الفقير هو إنسان لا يريد الثراء ولكن يريد الاكتفاء وتأمين احتياجات يومه!!
لا شك أن مبادرات الخير لا تنتهي، والأمر لا يقف عند سلة غذائية فقط، وكلنا يعلم أيضاً ما يعانيه الناس جراء أزمة المواصلات وصعوبة الانتظار وارتفاع أسعار النقل، لذلك يبادر بعض من يمتلك وسيلة نقل لمد يد العون لكل من يحتاج توصيلة وتلك ظاهرة بدأت بالانتشار، أيضاً هناك ظاهرة قديمة قدم مجتمعنا وهي تقديم المساعدات العينية والمادية ضمن الحارة الواحدة لمن يستطيع أو حتى تبادل أطباق الطعام للتخفيف من حاجة الناس وتلك مبادرات فردية لا تسعى لحب الظهور، وكم سمعنا عن توزيع مادة الخبز مثلاً وغيرها من المواد الغذائية.
المرحلة صعبة والرهان الأكبر على كل من يمتلك الإمكانات المادية لتقديم المساعدة لقلوب وأرواح أتعبتها الحرمان والحاجة.