رمضان على مدار العام
تتسابق الفعاليات الاقتصادية والتجارية لافتتاح أسواقها الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، من أجل تقديم السلع من المنتج إلى المستهلك، وكذلك الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية لتقديم وجبات إفطار زكية على الموائد الرمضانية.
ثلاثون يوماً من العمل المستمر وصولاً للأسر الأشد احتياجاً، والتي لا تستطيع الحصول على متطلباتها في هذا الشهر الفضيل.
وضع اقتصادي صعب يخيم على الكثير من الأسر، وتلبية متطلبات شهر الخير هذا العام تختلف عن سابقاتها، فالأسعار تضاعفت وضعف القوة الشرائية هو المسيطر، وغياب الرحمة من قلوب التجار الذين لا يهمهم سوى الربح حتى في الشهر الفضيل، كل هذا زاد من الأعباء.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل تلبية احتياجات الأسر الفقيرة من الطعام خلال شهر رمضان و لأيام معدودات تكفي؟
وهل إقامة الأسواق (الخيرية) بأسعارها الرائجة والقريبة من الأسواق تلبي حاجة المواطن وتحقق الغاية المرجوة منها؟
وهل باستطاعة المواطن الذي يشكو ضيق الحال شراء أدنى متطلباته اليومية، ولم نقل الأسبوعية أو الشهرية؟
وهل دوريات حماية المستهلك بتنظيمها آلاف الضبوط التموينية استطاعت وتستطيع أن تحمي المستهلك فعلاً من جشع التجار، وخاصة في شهر رمضان؟
وهل صدقت التصريحات التي أدلى بها بعض الخبراء حول انخفاض أسعار اللحوم البيضاء خلال شهر رمضان وما هي إلا تنبؤات كتنبؤات المنجمين؟
وكذلك التصريح حول تحسن واقع الكهرباء خلال الشهر الفضيل والذي سرّ له الفقير، ولكن للأسف زاد التقنين الكهربائي.
وهنا لا نقلل من كل عمل يقدم الخير، وإنما نؤكد بأننا اليوم بحاجة إلى التعاضد والتضامن والرحمة والمحبة، وتقديم العون للمحتاج على مدار العام، وليس في شهر رمضان المبارك فقط وأكثر من أي وقت مضى، والكثير من الأسر تحتاج لَمن يعطيها الصنارة ويعلمها الصيد لا أن يقدم لها السمكة، وليكن شهر رمضان بتجلياته حاضراً طيلة العام.