على خلفية التقليم الجائر… محافظة دمشق توقف قطع الأشجار وتقليمها نهائياً
دمشق – بشرى سمير:
حسم محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي الجدل الذي أثير مؤخراً وخلال جلسات مجلس محافظة حول القطع الجائر للأشجار بإصداره قراراً أوقف بموجبه كل أعمال التقليم بشكل نهائي.
وكان قطع الأشجار بشكل جائر خلال الشهر الماضي بحجة تقليمها قد أثار حفيظة العديد من المواطنين، وخاصة في منطقة المزة، وعلى الرغم من حاجة الأشجار إلى التهذيب والتجميل إلا أن عدداً كبيراً من الشكاوى وردت من سكان منطقة المزة يشكون من التقليم الجائر للأشجار، واصفين إياه بقطع كامل للأشجار ويتم بطرق غير فنية ولم يقم به متخصصون.
عمار شعبان أحد الأهالى في منطقة الشيخ سعد، ذكر أن الأشجار هي الأداة الطبيعية لتنقية الهواء، وخاصة أن الحيّ محروم من الحدائق الخضراء لتكون بدائل لتلك الأشجار التي لا غنى عنها، مشيراً إلى أن الاعتراض ليس على تهذيب الأشجار ولكن على الطريقة التي يتم بها، إذ كانت جائرة وتم قطع الأشجار أمام أحد الأبنية ولم يترك أي جزء منها، ما جعل الشارع قبيحاً وليس العكس، على الرغم من أهمية تهذيبها ولكن لابد أن تتم مرعاه الشكل الجمالى لها.
نائب المحافظ علي المبيض، أوضح أنه تم عقد اجتماع بحضور عدد من الخبراء، بناءً على ورود ملاحظات على أعمال التقليم الحاصلة خلال الفترة الأخيرة، وعُرضت خلال الاجتماع صور في عدد من المناطق تم تعريفها بأنها عبارة عن قطع وليس تقليماً، وما بين التقليم والقطع هناك نحو 3 أطنان من الأخشاب.
مدير الحدائق سومر فرفور، أوضح خلال جلسة لمجلس محافظة دمشق أن هناك خطة لتقليم الأشجار في دمشق، وأن أي موقع فيه تقليم جائر تتم محاسبة المقصر واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يوجد 70 ألف شجرة في دمشق، تقليمها كلها أمر مستحيل، وتم العمل بشكل تدريجي.
وبيّن فرفور أن تقليم الأشجار كان متوقفاً منذ عام 2006 وكلفت المديرية هذا العام إجراء تقليم للأشجار في المدينة، وباشرت المديرية عملها بأوتستراد المزة وفقاً لخطة موضوعة في المديرية بعد أن قامت بإخضاع العاملين بتقليم الأشجار لدورات خاصة، كما اتخذت عدداً من الإجراءات العقابية ضد العاملين المخالفين، مبيناً أن بقايا تقليم الأشجار ترحل إلى مشتل العدوي ويجري مزاد علني لبيعها.
المهندس الزراعي منصور عتمة، أشار إلى أن لأشجار الكينا فوائد عديدة، إضافة إلى جمالها وما تضفيه من بهجة وجمال على الحدائق والمُنصفات هناك فوائد من النواحي الطبية، إذ تم اكتشاف أن لأشجار الكينا قدرة على قتل الجراثيم، وهي تعمل كمضاد لمواجهة أي نوع من الجراثيم، إضافة إلى أن الزيت المستخلص من شجرة الكينا يعمل كمضاد بالأخص لقتل جراثيم الجهاز العلوي وهو التنفسي، حيث يخلص الجسم من أي جراثيم ويكون لها مضاد مستخلص من الطبيعة، كما أنه يدخل في صناعة تلك الأدوية لعلاج هذا النوع من الجراثيم.
ولفت عتمة إلى أنه بالمقابل فإن نموها السريع وكبر حجم جذورها يسببان إضراراً في البنى التحتية كالصرف الصحي وشبكات الكهرباء والهاتف وتشويه الأرصفة والمُنصفات، وفي الغالب يمكن أن تصل الجذور إلى نظام الصرف الصحي من خلال الوصلات المعيبة أو الأنابيب المتشققة، وبمجرد دخولها فإنها تزدهر بسرعة وتؤدي أحياناً إلى انسداد كامل للصرف، ومع ذلك لا يمكن أن تُصدِع جذور الأشجار الأنابيب المثبتة بشكل صحيح وتتم صيانتها جيداً.
كما يمكن للأشجار إتلاف الممتلكات من الأسفل وما فوق، وكذلك تتلف أغصان الأشجار أسطح المباني والشرفات وقد تتسبب بتخريب الممتلكات نتيجة سقوطها على السيارات والمارة بسبب الرياح خلال فصل الشتاء وهطل الأمطار.
تجدر الإشارة إلى أن التقليم الجائر وتجارة الأخشاب شملا في السنوات الماضية القليلة مختلف المحافظات، حيث انتشرت ظاهرة قطع الأشجار والتجارة بها لأغراض التدفئة.