محاولات لإعادة إحياء حيوانات منقرضة

تشرين:
يسعى العلماء إلى إحياء المزيد من الحيوانات المنقرضة عن طريق إدخال الحمض النووي المعدل من نوع منقرض إلى نواة خلية متكاثرة، ويستخدمون هذه التقنية لإحياء المزيد من الأنواع، بما في ذلك تلك التي لم يتم حفظ بقاياها بشكل جيد.
في السياق، كشفت شركة مختصة في مكافحة الانقراض أنها بصدد العمل على «إعادة إحياء» حيوان الماموث الصوفي، الذي انقرض منذ آلاف السنين.
وتعمل شركة «كولوسال بيوساينس» على إعادة جنين من ماموث صوفي، من خلال تطوير الجينات والحمض النووي، حيث تم تعديل جينات الفيل الآسيوي لمنحه الشعر الكثيف وطبقة الدهن التي سمحت للماموث بالعيش في بيئات ذات حرارة منخفضة جداً، وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
ويتطابق الحمض النووي للماموث الصوفي بنسبة 99.6 % مع الفيل الآسيوي، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنهم في الطريق نحو تحقيق هدفهم.
وتقول الشركة: في أذهان الكثيرين انقرض هذا المخلوق إلى الأبد، لكن ليس في أذهان علمائنا ولا في مختبراتنا، مضيفة: نحن بالفعل في طور القضاء على انقراض الماموث الصوفي، حيث جمعنا عينات من الحمض النووي قابلة للحياة ونقوم بتحرير الجينات التي ستسمح لهذه الحيوانات الضخمة الرائعة بالعودة مرة أخرى والعيش في القطب الشمالي.
وتعمل عملية إعادة إحياء الأنواع الحيوانية المنقرضة، أو «إزالة الانقراض» (De-Extinction) عن طريق إنشاء نسخ جديدة من الأنواع المفقودة سابقاً.
ويعد الاستنساخ وتحرير الجينوم من أبرز الطرق لاستعادة الأنواع التي انقرضت منذ فترات زمنية متفاوتة، والهدف هو إعادة إنشاء العمليات الديناميكية التي تنتج أنظمة بيئية صحية وتستعيد التنوع البيولوجي.
وتقول الشركة: يمكن التخلص من الانقراض بسبب تقنيات الهندسة الحيوية التي يمكنها التعامل مع الحمض النووي والجينوم أو المادة الوراثية في الكائن الحي، مضيفة: إن الحمض النووي المستعاد، سواء كان من العصر الجليدي أم من القرن العشرين، يجعل من القضاء على الانقراض حقيقة واقعة.
وتشير شركة كولوسال إلى أن جهود الحفاظ التقليدية، رغم أهميتها، بدأت تفقد قوتها ببطء، بينما يمثل القضاء على انقراض الأنواع والحفاظ عليها من خلال تكنولوجيا تحرير الجينات حركة جديدة مثيرة وملموسة في العلوم والحفاظ على البيئة، موضحة أن تقنية تحرير الجينوم تعمل على إنشاء هجينة بين الكائنات الحية والمنقرضة.
ويمزج تحرير الجينوم بين السمات المرغوبة التي جعلت الأنواع فريدة من نوعها مع جينات من الأنواع المانحة، ولهذا السبب فإن الكائن الناتج ليس مطابقاً تماماً للأنواع المنقرضة لكنه هجين.
ويقوم العلماء بإدخال الحمض النووي المعدل من نوع منقرض إلى نواة خلية متكاثرة، ويستخدمون هذه التقنية لإحياء المزيد من الأنواع، بما في ذلك تلك التي لم يتم حفظ بقاياها بشكل جيد.
وتقول الشركة: نأمل أن يلفت هذا المشروع انتباه الجمهور ويفتح الأبواب أمام جيل جديد من عمليات الحفظ المستوحاة من الجزيئات القادرة على تحقيق تقدم وتعويض خسارة بعض الأنواع.
يشار إلى أنه في عام 2016 قام الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) ) بصياغة المبادئ التوجيهية بشأن إنشاء أنواع بديلة للأنواع المنقرضة لمصلحة الحفاظ على التنوع البيئي.
وتوضح المبادئ التوجيهية، وفق تقرير للشركة، أن مصطلح «إزالة الانقراض» مضلل إلى حد ما، لأنه يعني أنه من الممكن إحياء الأنواع المنقرضة في مجملها الجيني والسلوكي والفسيولوجي، لكن ذلك غير ممكن عبر الاستنساخ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار