«قراءة استراتيجية في معركة طوفان الأقصى».. مصطفى: المعركة منعت إسقاط المشروع التحرري الفلسطيني
دمشق – راتب شاهين:
أقامت مؤسسة القدس الدولية «سورية»، واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق، ندوة يوم القدس الثقافي، تحت عنوان «قراءة استراتيجية في معركة طوفان الأقصى»، في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، بدمشق.
وخلال الندوة قال السيد رامز مصطفى، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة: إن معركة «طوفان الأقصى» التي حدثت في 7 تشرين الأول قد منعت إسقاط المشروع التحرري الفلسطيني.
وأردف مصطفى: في قراءة لمعركة طوفان الأقصى، يجب التركيز على عناوين محددة، على اعتبار أن هذه المعركة استراتيجية وعلى كثير من الصعد الفلسطينية وتأثيرها على العدو والواقع الدولي وبالتالي على المقاومة، مضيفاً، لقد كنا ومازلنا نتمنى أن نكون جزءاً مباشراً في المعركة، ولكن سايكس – بيكو نجح في منعنا من المشاركة، لكن الشعب الفلسطيني الذي يملك إرادة أسطورية نفذ بإبداع ملحمة غير مسبوقة، لهذا من حقه علينا أن نشارك في جزء يسير لتسليط الضوء على ما يجري، وهذا يدفعنا إلى أن نكون منخرطين في الحدث وهذه مسؤولية تاريخية وأخلاقية.
وتابع مصطفى: إن لمعركة الطوفان ملامح استراتيجية متعددة، أولها: تثبيت شرعية المقاومة بعد محاولات تهميشها ووصفها بـ«الإرهاب» ومحاولات أمريكية – صهيونية للإجهاز على المقاومة وثقافتها، والملمح الآخر أن هذه المعركة ونتيجة للتفاعل معها، أعادت القضية الفلسطينية لتكون البوصلة على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، فالكثيرون انخرطوا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأما الملمح الثالث، فإن هذه المعركة قد كشفت عجز وضعف السلطة الفلسطينية بأركانها وأجهزتها، مؤكداً، أن أمريكا والكيان الإسرائيلي لا يريدان أي إقرار للسلطة في إدارة غزة، بالمقابل تريد واشنطن من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الاستمرار في القتل والتدمير.
ولفت مصطفى إلى أن المقاومة عندما نفذت ملحمة طوفان الأقصى، جاءت في توقيت مباغت على اعتبار أن الكيان كان يحتفل فيما يسمى «العرش اليهودي»، مشيراً إلى أن الكيان أقام مراكز أمنية وعسكرية على طول غلاف غزة لمنع أي خرق، رغم ذلك، فإن المقاومة باغتت العدو ودخلت أراضي عام 48، كما جاءت في لحظة يعيش الكيان الصهيوني في مرحلة صراع بين مكوناته، فالاستقطاب الحاد لا يزال فصوله تتابع، حيث إن الطوفان قد تسبب في إحداث صدع كبير في حكومة نتنياهو.
وأضاف مصطفى: في الدلالات الاستراتيجية للطوفان هي، أولاً: سقوط نظرية الأمن الصهيوني، التي اعتمدت على الردع والحسم والحروب الخاطفة، مؤكداً أن كل الأكاديميات والدراسات الاستراتيجية ستتوقف عند معركة الطوفان.
وأكد مصطفى أن الكيان قد فشل على مدى 75 عاماً في أن يشكل واقعاً على الشعب الفلسطيني، الذي يواجه باستمرار بشكل يومي، فالمعركة أسقطت بشكل نهائي أي إمكانية لإغلاق ملف القضية الفلسطينية، لأنه لا يمكن دمج الكيان بواقع المنطقة العربية.
وتابع مصطفى: إن لمعركة طوفان الأقصى تأثيرات استراتيجية على المقاومة، فالمقاومة اليوم تحظى بشعبية واسعة، وأصبح لها وزن سياسي، وستندفع دول العالم للانفتاح على المقاومة، التي استطاعت إسقاط الكيان أخلاقياً وعسكرياً وأمنياً، فالكيان فقد عنصر الأمان، ولم يحقق أي إنجاز سوى القتل وتدمير البنى التحتية، فالعمر الافتراضي الاستراتيجي لهذا الكيان قد بات في العد التنازلي منذ معركة سيف القدس.
وأكد مصطفى أن معركة الطوفان قد كشفت العدو على حقيقته، بأنه الواحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فهذه المعركة فضحته أمام العالم، فالكيان سقط أمام امتحان أنه شرطي المنطقة كما تريده واشنطن، مشيراً إلى أن محور المقاومة يراكم انتصاراته بالنقاط، فالمحور منخرط جدياً بالمعركة، والطوفان أكد على وحدة الساحات بالدم، فالمحور أصبح مؤثراً في المنطقة بقاعدته المادية وعاموده سورية، ولهذا تتعرض لاعتداءات إسرائيلية متكررة، مؤكداً أن المعركة قد كشفت ترهل المشروع الأمريكي في المنطقة والعالم، لأنه قد ضرب في صميمه بضرب الكيان الإسرائيلي، كما كشف عن بؤس ما تطرحه واشنطن من شعارات الحرية وحقوق الإنسان، فالمجتمع الدولي لا يحترم إلا الأقوياء.
بدوره قال مدير الندوة الدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس الدولية «سورية»: هناك من يقرأ الحدث بطريقة سطحية، من دون قراءة جوهر ما يجري، ولاسيما إن كان في جغرافية معينة، لكن هناك قوى مختلفة في المنطقة فإن هذا حدث معركة طوفان الأقصى سينعكس على المشهد الدولي، مضيفاً: إن المطلوب اليوم هو تشكيل الوعي، لأن هناك من يوهن العزيمة من أجل تحويل الانتصار العسكري إلى هزيمة سياسية.
حضر الندوة عدد من المثقفين وحشد من الجمهور وعدد من ضباط الجيش العربي السوري وقيادات فلسطينية.
ت: طارق الحسنية