مهرجان خطابي في ذكرى الإضراب البطولي.. الجولان عربي سوري بأرضه ومائه وهوائه وإصرار على تحرير كامل ترابه من المحتل
القنيطرة – محمد الحُسَين:
جدّد أبناء الجولان السوري المحتل رفضهم القاطع للاحتلال الإسرائيلي وكل مخططاته الرامية إلى طمس هويتهم العربية السورية وسلخهم عن الوطن، مشدّدين على أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً بأرضه ومائه وهوائه.
وقال أهالي الجولان في بيان صدر اليوم، تلقّت «تشرين» نسخة منه بمناسبة الذكرى الـثانية والأربعين للإضراب الشامل: إننا في الجولان العربي السوري المحتل نجدّد التأكيد على رفضنا القاطع لكل مشاريع الاحتلال الهادفة إلى طمس هويتنا العربية السورية وسلخنا عن الوطن سورية، ونجدّد التأكيد على أن الجولان بأرضه وشعبه وترابه وهوائه ومائه عربي سوري.. كان وسيبقى إلى أبد الآبدين، وأن ليل الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، والجولان عائد حتماً إلى حضن الوطن سورية.
وأضاف أهلنا في بيانهم: إننا نعيش عصر الشعوب المنتفضة ضد الظلم والاحتلال والاستعمار، عصر المقاومة الباسلة وها هو المحتل تتهاوى قلاعه، وتنكشف حقيقته المجرمة بعد أن سقطت عنه كل الأقنعة.. وإننا في هذه الذكرى البطولية نجدد العهد والوفاء بأن نبقى محافظين على هويتنا وانتمائنا إلى الوطن، ونتوجه بالتحية إلى قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري والجيش العربي السوري البطل، مؤكدين أن اللقاء على أرض الجولان محرّراً بات أقرب من أي وقت مضى.
وتمجيداً للذكرى الثانية والأربعين للإضراب البطولي أقامت محافظة القنيطرة اليوم مهرجاناً خطابياً في مديرية الثقافة بالمحافظة، تحدث فيه محافظ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران محيياً الأهل الأباة المناضلين في مجدل شمس ومسعدة وعين قنية والغجر وبقعاثا، الذين أضافوا صفحات ناصعة إلى تاريخ وطنهم بنضالهم المشرف ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتقديمهم الشهداء والشهيدات والأسرى من أجل تحرير الجولان، منوهاً إلى رفضهم كل ما صدر عن الاحتلال الاسرائيلي من قرارات تعسفية عدوانية وإجراءات احتلالية ظالمة، مضيفاً: إن قضية الجولان العربي السوري المحتل تأتي في أولويات سياسة سورية، واهتمامات قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وأكد جمران أن كل ما أصدره العدو الإسرائيلي من قرارات وإجراءات هو مخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان، مُستذكراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم /٤٩٧/ الذي صدر بناء على اقتراح تقدّمت به سورية والمجموعة العربية في ١٧ / ١٢ / ١٩٨١م والذي يعتبر القرار الاسرائيلي بضم الجولان لاغياً وباطلاً ولا قيمة قانونية له. كما دعا القرار إسرائيل أيضاً إلى إلغاء قرار ضم الجولان، لأنه يتعارض مع القوانين الدولية خاصة اتفاقيتي جنيف المتعلقتين بالأراضي المحتلة والسكان الرازحين تحت الاحتلال، مضيفاً: إنه عندما لم يرتدع العدو الإسرائيلي، ولم يُذعن لقرار مجلس الأمن بإلغاء قراره العدواني، كان القول الفصل والرد الحازم الجازم من أبناء الجولان السوري المحتل الذين نفّذوا الإضراب البطولي العام الكبير الذي استمرّ ستة أشهر، وأصدروا خلاله الوثيقة الوطنية التي أعلنوا فيها الانتماء الأصيل إلى الوطن الأم سورية، والتّمسك بالهوية العربية السورية، ورفض كل الإجراءات العدوانية والقرارات الاحتلالية الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين ثقتهم المطلقة بزوال الاحتلال وتحرير كل ذرة من تراب الجولان .
وخاطب محافظ القنيطرة أبناء الجولان قائلاً: أيها المناضلون إن وطنكم وجيشكم وشعبكم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قد انتصروا على الإرهاب وقوى الشر والعدوان، ويتابع بواسل جيشنا تطهير كل أراضي الوطن من أي معتد محتل أثيم، وهذه الأسلاك الشائكة ستزول حتماً، وسيرفع السيد الرئيس علم الوطن فوق كل ذرة من تراب الجولان.
وفي كلمة الجبهة الوطنية التقدمية التي ألقاها فلاح أسعد أمين فرع الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي قال: في الذكرى الثانية والأربعين للإضراب الوطني الشامل يجدّد أبناء محافظة القنيطرة تمسكهم بهويتهم وأرضهم وحقوقهم، مؤكدين أن هذه الذكرى تشحذ فيهم الإرادة والعزيمة على مواصلة الصمود والمقاومة حتى إفشال المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في الجولان المحتل وتحرير كامل ترابه.
أما رئيس اتحاد عمال محافظة القنيطرة أحمد السعدية فأشار في كلمة المنظمات الشعبية إلى أن السياسات الإسرائيلية التعسفية في الجولان المحتل منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم والأطماع الصهيونية بالجولان والمشروع الإسرائيلي التهويدي، لن تحول بين الجولان المحتل والوطن، لافتاً إلى أن أبناء الجولان في قراهم المحتلة واجهوا منذ الأيام الأولى الاحتلال وحافظوا على هويتهم العربية السورية.
وأكد السعدية أن الجولان عربي سوري، وأن ما يُسمّى قرار الضم لا قيمة له على الواقع ولا يغير حقيقة وتاريخ الجولان، وهو غير قانوني ومخالف للقوانين الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال.
وخلال كلمة مسجّلة أكّد حسن فخر الدين من أبناء بلدة مجدل شمس السورية المحتلة رفض الأهل للاحتلال الإسرائيلي، وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة وإجراءات عدوانية باطلة، معلنين ثقتهم المطلقة بزوال الاحتلال، وتحرير كامل تراب الجولان الحبيب، وعودة الجولان عربياً سورياً إلى وطنه وأهله وشعبه.
وقال: إن الرابع عشر من شهر شباط يوم أغر خالد بذاكرتنا الوطنية الجولانية، لأنه سِفْر مجيد من البطولة والمجد والتضحيات والكفاح الوطني، مستذكراً يوم الرابع عشر من شباط عام ١٩٨٢م حين أعلن الأهل الأباة المناضلون في الجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الإضراب البطولي المفتوح الذي استمرّ ستة أشهر بالجولان السوري المحتل رفضاً لما يُسمّى قرار ضمّ الجولان السوري للكيان الصهيوني الصادر عن الكنيست الصهيوني في ١٤/١٢ /١٩٨١م.
وأضاف فخر الدين: إن أبناء الجولان السوري المحتل رفضوا القرار العدواني الاحتلالي الصهيوني، وأعلنوا الانتماء الأصيل إلى الوطن الأم سورية، والتّمسك بهويتهم العربية السورية رمز كرامتهم وشرفهم ووطنيتهم، وتصدوا ببسالة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول بقوة السلاح فرض الهويات الصهيونية التي جمعها المناضلون، وأحرقوها متحدّين بطش الاحتلال وحشوده وجبروت .
حضر المهرجان أمين فرع القنيطرة للحزب الدكتور خالد أباظة ومحافظ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران وأعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب، وقائد شرطة القنيطرة العميد مقبل الحمصي، وفعاليات حزبية وإدارية وجبهوية وشعبية وحشد كبير من أبناء محافظة القنيطرة.