رغم قرار الإزالة.. عودة انتشار البسطات في طرطوس.. مدير المهن لـ«تشرين»: ضعف الإمكانات وتدني مستوى المعيشة وراء عودتها
طرطوس ـ وداد محفوض:
عادت البسطات على الأرصفة في مناطق عديدة من مدينة طرطوس بشكل كثيف، وخاصة عند الكراج الجديد والقديم، وكان قد صدر قرار بإزالتها في أيار 2023 من مجلس محافظة طرطوس.
“تشرين” جالت على أسواق الكراج الجديد والقديم و”سوق النسوان” ورصدت الانتشار الواسع والكثيف للبسطات التي عادت كالسابق من دون أي رادع لها، والأغرب أنّ أسعار السلع المعروضة عليها توازي أسعار المحال وأكثر.
أحمد كريم، أحد الباعة، أكد أنه أعاد فتح بسطته لبيع الثياب في الكراج القديم بعد أن ضاقت به السبل لاستئجار محل، لأن أسعار الإيجارات مرتفعة جداً ولا تتناسب مع وضعه المادي، لافتاً إلى أنّ أسعار السلع التي يبيعها باعة البسطات عادة تكون أقل من أسعارها في المحال والمتاجر، لكنه اضطر لرفع الأسعار لتسديد ديون ترتبت عليه خلال فترة قرار الإزالة وتوقف عمله.
فيما بيّن سمير كافي، بائع مواد غذائية، أنه لا يستطيع إلا أن ينشر بضاعته على رصيف الكراج الجديد، شارحاً حالهم كباعة بسطات بأنهم يلعبون “لعبة القط والفأر”مع ضابطة المحافظة، فيجمعون بضاعتهم ويركضون بها عندما يعلمون بقدومها، وبعد التأكد من مرور الدوريات يعودون إلى مكانهم ويتابعون عملهم.
(أم أحمد)، ستينية تفترش الرصيف في منتصف “سوق النسوان” لتصريف منتجات ريفية من “حليب وجبنة ولبنة وقريشة”، إضافة إلى خضار تجلبها من خيرات أرضها، تؤكد أنه لو أن هناك أسواقاً خاصة لتصريف المنتجات الريفية لما اضطرت للنزول كل يوم إلى طرطوس كغيرها من ساكني القرى وتكبّد العناء لتصريف منتجاتها، مبينة أنها اضطرت لإعادة افتتاح بسطتها من جديد لأن أسرتها تعيش مما تبيعه، وطالبت بأن ينظر إليهم بعين الرأفة واللين من أصحاب القرار، لأن الأوضاع الاقتصادية باتت ضيقة وصعبة على الفقراء أمثالهم، على حدّ تعبيرها.
بينما نوّه بعض السكان القاطنين بجوار أماكن وجود البسطات إلى أن عودتها تزعج عين الناظر ” تلوث بصري”، وأنها ظاهرة غير حضارية، موضحين أن الازدحام والضجة وأسلوب السؤال والرد “البائع مع الزبائن” يزيد من الوضع سوءاً، وتساءلوا: كيف عادت هذه البسطات? ومن سمح لأصحابها بذلك؟
من جانبه، أكد مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس المهندس إياد ملحم لـ”تشرين”، أن هناك حملات دائمة ومستمرة لإزالة هذه الإشغالات، لكن عودتها كانت بسبب ضعف الإمكانات لمتابعة هذه الإشغالات، وبيّن أن السبب الرئيسي في انتشارها هو حاجة الناس للعمل وتدنّي مستوى المعيشة.