منجم ثمين ..الحجر البازلتي الجولاني ثروة وطنية تنتظر من يستثمرها
القنيطرة- محمد الحُسين:
أرض محافظة القنيطرة منجم ثمين للأحجار البازلتيّة، وكنز نفيس للبازلت الأسود والغامق الداكن المائل للزرقة الذي يعدّ علميّاً وعمليّاً من أجود أنواع البازلت.
وبعد عمليات استصلاح الأراضي التي بدأت منذ عشرين عاماً في المحافظة، أصبحت القنيطرة تضم مئات الآلاف من أطنان الحجر البازلتي التي تنتظر من يستثمرها.
صفات الحجر البازلتي
يمتاز الحجر البازلتي الجولاني بصلابته الشديدة، ومقاومته العالية، حيث يتمتع بمواصفات فريدة كعزله للحرارة والرطوبة، ومقاومته للصقيع، كما أنه حجر كتيم تماماً بالنسبة إلى السوائل، فقابلية امتصاصه معدومة عملياً، وهو حجر مقاوم للعوامل الميكانيكية كالحتّ والتآكل وذلك بسبب قساوته العالية.
وكان الحجر البازلتي على مرّ العصور اللبنة الأولى في بناء البيوت والقلاع والقصور الفخمة والأوابد التاريخية الرائعة والمدرّجات، التي مازلت بقاياها وهياكلها شاهدة على روعة الحجر البازلتي وجماله وعظمته.
استخداماته
نقيب مهندسي القنيطرة المهندس يونس عويد العلي أوجز استخدامات الحجر البازلتي بأنه يستخدم بشكل واسع في أعمال الإكساء الخارجي للأبنية المختلفة وأعمال رصف الطرقات وبلاط الأرضيات للأماكن والساحات الكبرى وبعض الإكساءات الداخلية، كما يستخدم في أعمال الحفر اليدوي والمنحوتات.
وفي التفاصيل، يمكن استخدام الحجر البازلتي الذي لا يفنى أبداً بأطاريف الأرصفة، وبلاط الأرصفة الذي يتعرض حالياً للاهتلاك والخراب بفعل المطر والعوامل الجوية، وبناء المسارح والمدرجات والأبنية والإكساء الخارجي به، بدلاً من الحجر الكلسي القابل للنفوذ والاهتلاك والتأثر بالعوامل الطبيعية، إضافة لصناعة الصوف الصخري الذي يستخدم بمجالات صناعية وطبية متعددة، كما يستفاد من الحجر البازلتي المطحون كسماد للأرض لاحتوائه على المنغنيز والحديد ومعادن أخرى، وإنتاج الحصويات كالرمل والبحص أيضاً.
الاستثمار المأمول
وبيّن المهندس الاستشاري أكرم أحمد الحسن أنّ استثمار هذه الثروة الهائلة الهامة من الحجر البازلتي، ليس مكلفاً ولا عسير التنفيذ. فمنشرة حديثة متطورة لقص الحجر البازلتي مع مهندسين مهنيين وعمال مهرة، هو المطلوب فقط، لأنّ المادة الأولية حاضرة قريبة ومجانية أيضاً، وتحتاج للنقل والحمل إلى أرض المنشرة التي يجب أن تستثمرها جهة حكومية، تُحدَث في محافظة القنيطرة بقرار من وزير الإدارة المحلية، الذي يلزم كل المحافظات ومجالس المدن والبلدات والبلديات باعتماد المواصفات الفنية اللازمة لأطاريف الأرصفة وبلاط الساحات والأرصفة والمدرجات والقاعات الكبرى، والإكساء الخارجي للأبنية الحكومية وأسوارها، لتقوم إدارة المنشرة بقصها وتجهيزها وتوضيبها وتوريدها للجهات الحكومية التي يجب أن تعتمد الحجر البازلتي بالأرصفة والساحات والإكساء الخارجي لكل المشاريع التي ينفذها القطاع الخاص وشركات القطاع العام أيضاً.
وسوف تؤمن هذه المنشرة كل الاحتياجات المطلوبة من الحجر البازلتي بكل استخداماته بمادة لا تفنى، فلا غش فيها ولا تدليس ولا صنف أول وثانٍ وثالث، ولا تجاوزات أو هدر للمال العام.
وإذا قدّمت هذه المنشرة إنتاجها لمحافظات القنيطرة ودرعا ودمشق والسويداء وريف دمشق، فستكون قد ارتقت خدمة وإنتاجاً وإبداعاً للوطن والمواطن.