انخفاض أسعار الدواجن ومنتجاتها ” يكذّب” نبوءات السوق.. إعلان جديد لفك الارتباط الوثيق ما بين السعر والتكلفة
دمشق– ماجد مخيبر:
مفاجأة تلو الأخرى حول ارتفاع أسعار منتجات قطاع الدواجن، لدرجة أصبح المواطن يجول بفكره، كم ثمن البيضة الواحدة ولماذا؟، أما الفروج فقد غادر مائدة السوريين منذ فترة طويلة، علماً أن أسعار الفروج والبيض شهدت استقراراً في الأسواق خلال الفترة الماضية، ما جعلها تأخذ منحى الانخفاض، حتى عند المقارنة مع أسعار النشرة التموينية نجدها أقل بمقدار ألف ليرة تقريباً عن النشرات السابقة، التي كانت تسجل زيادة عليها في الأسواق، فما السبب وفق تصورات المختصين؟ .
المحلل الاقتصادي فاخر قربي بين أن المواطن يعيش في دوامة طمأنة الحكومة من جهة، وشكوى أصحاب المنشآت من جهة أخرى، حيث إن رفع سعر المحروقات بات شماعة لتعليق كافة مبررات رفع أسعار منتجات قطاع الدواجن، بالإضافة لسعر المقنن العلفي، في وقت تؤكد فيه الوقائع أن رفع سعر المحروقات، لم يؤثر كثيراً على الأسعار، وأن ما نشهده في الأسواق هي حالة تعطش لإنتاج هذا القطاع نتيجة قلة العرض، وارتفاع الطلب نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وبحث المواطن عن مصادر البروتينات الأرخص.
القربي: الوقائع تؤكد أن رفع سعر المحروقات لم يؤثر كثيراً على الأسعار وأن ما نشهده في الأسواق هي حالة تعطش لإنتاج هذا القطاع
فك الارتباط الوثيق
ومما لاشك فيه -وفقاً لقربي- فإن ارتفاع الأسعار يضيف إلى فاتورة الإنتاج نوعاً من ارتفاع التكاليف، ولكن ليس بالدرجة التي يتحدث عنها المنتجون، في وقت يتناسون فيه إعفاءهم من الرسوم والضرائب وتأمين العلف والمازوت حتى للدواجن غير المرخصة، وهذا يجعل اللجنة المركزية في وزارة الزراعة تبحث عن آلية تسعير المنتجات وتفعيل عمل منشآت وزارة الزراعة وتذليل كافة العقبات أمام هذا القطاع وتأمين زراعة المواد العلفية.
وجعل المنتجين أمام مسؤولية واقعية في أرقام أرباحهم الفلكية في مراحل ما قبل الأسبوع الحالي الذي شهد انخفاض الأسعار نتيجة زيادة الإنتاج وقلة الطلب، وهذا إعلان حقيقي لفك الارتباط الوثيق ما بين أسعار المنتجات وأسعار المواد الأولية كما يعتقد المنتجون.
استقرار الأسعار الحالي
الخبير الاقتصادي وأمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، أوضح لـ”تشرين” أن أسعار الفروج تشهد حالة من الانخفاض في أسعارها، وهو انخفاض بسيط عن الفترة السابقة ويعد أمراً طبيعياً، نتيجة طفرة من الارتفاعات أعقبت تراجعاً في الإنتاج لدى قطاع الدواجن على خلفية ارتفاع مستلزمات الإنتاج، وخروج العديد من المداجن عن العمل، إضافة إلى انتهاء فوج من الإنتاج بانتظار فوج جديد يحتاج ٤٥ يوماً للعودة إلى الإنتاج الفعلي.
كما قال حبزة: إن أسعار الفروج عادت إلى المستوى الطبيعي، لكنها مازالت خارج القدرة الشرائية للمواطن، مشيراً إلى أن السبب يعود في استقرار السعر حالياً إلى بداية فوج جديد من الإنتاج، ودخول عدداً من المداجن غير المرخصة إلى عملية الإنتاج بعد قرار السماح لها بالعودة للعمل لرفد السوق بالكميات المناسبة، إضافة لوصول كميات من الدعم الحكومي إلى المربين، على صعيد بعض المستلزمات للعملية الإنتاجية.
أمين سر جمعية حماية المستهلك تساءل عن أسباب تزامن ارتفاع سعر ليتر المازوت للمربين، مع قرارات وإجراءات لتحريك عملية الإنتاج وعودة المداجن المرخصة للعمل، والتي قدمتها الحكومة للمربين، مشيراً إلى أن عدم انسجام تلك القرارات سيؤدي إلى عدم قدرة هؤلاء في الاستمرار بالإنتاج من دون رفع الأسعار، وبالتالي الاصطدام بالقدرة الشرائية الضعيفة للمستهلك، داعياً إلى ضرورة أن تكون الإجراءات متكاملة.
حبزة: الأسعار عادت إلى المستوى الطبيعي لكنها مازالت خارج القدرة الشرائية للمواطن
كما توقع عودة الأسعار إلى الارتفاع خلال الفترة القادمة، خاصة مع زيادة الحاجة إلى حوامل الطاقة واشتداد موجات البرد والثلج، التي حلت على البلاد ما سيدفع بالمربين إلى تحمل تكاليف إضافية غير متوقعة ناجمة عن رفع أسعار المازوت الخاص بالدواجن بمقدار ٤ أضعاف، وهذا سيحتم عليهم تكاليف إضافية، وتراجع في كميات الإنتاج وبالتالي انخفاض العرض من جديد، مقابل ارتفاع الطلب وعليه العودة إلى حالة من الارتفاع الجديد على الأسعار.
هذا وقد سجلت أسعار الفروج في النشرة الرسمية الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق انخفاضاً عن نشرة سابقة بمقدار ٢٠٠٠ ليرة، وحددت النشرة سعر كيلو الفروج الحي ب ٣٢ ألف ليرة، بينما سعره في الأسواق أقل من ٣١ ألف ليرة، وسعر صحن البيض تراجع لأول مرة منذ أشهر إلى ٥٨ ألف ليرة، وشرحات الدجاج سجلت ٦٨ ألف ليرة والفروج المشوي ٩٤ ألف ليرة والبروستد والمسحب ٩٧ ألف ليرة وكيلو الشاورما ١١٠ آلاف ليرة، بعد أن وصل إلى ١٥٠ ألف ليرة.