سجل انقراض 6 أنواع من الأسماك وصنف 130 نوعاً مهدد بالانقراض.. جامعة سورية تشارك جامعات عالمية عريقة في إنجاز بحث علمي عن “جلكيات وأسماك المياه العذبة في الشرق الأوسط”
اللاذقية- صفاء إسماعيل:
شاركت جامعة المنارة السورية، جامعات عريقة ذات تصنيف عالمي متقدم، في إنجاز بحث علمي جديد بعنوان “جلكيات وأسماك المياه العذبة في الشرق الأوسط”، حيث تم فيه، لأول مرة إعداد دراسة شاملة للفونا السمكية العذبة، من ناحية ماضيها وحاضرها، وذلك في 13 دولة مجتمعة في دراسة واحدة، وهي: إيران، تركيا، العراق، سورية، لبنان،الأردن، السعودية، اليمن، سلطنة عمان، الإمارات، البحرين، والكويت.
ووصف مدير البحث العلمي والنشر في جامعة المنارة والباحث والخبير في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الدكتور أديب سعد، المشارك في إنجاز البحث، خلال حديث ل”تشرين”، أن هذا البحث يعد ثمرة علمية جديدة من الوزن الثقيل، ونتيجة حتمية للشغف بالبحث العلمي الذي يحمل دائماً مفاجآت وقيماً علمية مضافة ليس لها حدود، مشيراً إلى مشاركة عشرة باحثين مخضرمين من جامعات عالمية عريقة في إنجازه. إيران “جامعات شيراز وطهران ولورستان”، تركيا “جامعتا نفشهير وتشيكوروفا”، العراق “جامعة بغداد”، سورية “جامعة المنارة”، كندا “المتحف الكندي للعلوم الطبيعية في أوتاوا”، ألمانيا”متحف العلوم الطبيعية في شتوتغارت”.
سعد: دليل على قناعة الباحثين الأجانب بجدارة سورية في البحث العلمي وقدرتها على التعاون وبناء الشراكات العلمية
وأشار سعد إلى أن البحث المؤلف من 428 صفحة، يستعرض بدراسة شاملة وموسّعة، أسماك المياه العذبة المستوطنة والدخيلة في الشرق الأوسط، وقائمة مرجعية لأشباه الأسماك المسمّاة (جلكيات أو لاميري) وأسماك المياه العذبة، وقد أظهرت الدراسة أن المياه العذبة المؤكدة في منطقة الشرق الأوسط تضم 715 نوعاً تنتمي إلى 27 رتبة، 54 عائلة، 162 جنساً، مؤكداً أن هناك 485 نوعاً منها 67.9 % مستوطن في الشرق الاوسط، و51% نوعاً دخيلاً.
وأوضح سعد أنه ضمن 664 نوعاً من الأنواع الموزعة بشكل طبيعي، تم تسجيل انقراض 6 أنواع من الأسماك، فيما تم تصنيف 130 نوعاً بأنها مهددة بالانقراض.
وبيّن سعد أن البحث جاء نتيجة التغيرات الكبيرة التي طرأت على التنوع الحيوي والتوزع الجغرافي “الساونا السمكية” خلال الفترة الزمنية الطويلة وذلك بفعل عدة عوامل رئيسية مثل النشاطات البشرية كالزراعة، الصناعة، التوسع عمراني، بناء السدود على الأنهار، التلوث، التغيرات المناخية والبيئية، مضيفاً: كما أن البحث جاء كحصيلة دراسات ميدانية متتالية في كل بلد بشكل منفرد، ومقارنة نتائج الدراسات الحديثة مع ما هو منشور سابقاً، أي منذ القرن الثامن عشر وخاصة من الباحثين المستشرقين الأوروبيين منذ عهد الاحتلال العثماني، وقبل أن ينقسم الشرق الأوسط والجزيرة العربية إلى دول عدّة.
وحسب سعد، تستقطب هذه الدراسة جميع المهتمين بسلامة البيئة والتنوع الحيوي المائي وتأثير التغيرات المناخية والسكانية والأنشطة البشرية على التنوع الحيوي والأمن الغذائي، كما تشكل قاعدة صلبة ومرجعاً مهماً للأبحاث المستقبلية في هذا المجال في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط، وشاهداً على التغيرات التي حصلت وستحصل لاحقاً على هذا الفاونا بفعل التغيرات البيئية والأنشطة البشرية المختلفة.
وبيّن سعد أن مشاركة جامعة المنارة مع جامعات عريقة وذات تصنيف عالمي متقدم في تنفيذ بحوث علمية مشتركة يساهم بشكل كبير في رفع مستوى تصنيف جامعة المنارة عالمياُ، كما يساهم في وضع النتائج العلمية بخدمة المجتمع وبناء المستقبل.
وأكد سعد أن تنفيذ هذا البحث مع باحثين من جامعات مرموقة ومتقدمة في بلدان حاولت حكوماتها تهميش وعداوة الحكومة السورية وما تزال كتركيا، ألمانيا، كندا، دليل على قناعة هؤلاء الباحثين بحق قضيتنا وبأن المؤسسات السورية تعمل بالبحث العلمي بجدارة وقادرة على التعاون وبناء الشراكات العلمية مع مثيلاتها في دول العالم.