من إعلام العدو: مسؤولون عسكريون وسياسيون سابقون يطالبون بعزل نتنياهو وإسقاط حكومته
تشرين – غسان محمد:
مع دخول العدوان الاسرائيلي على غزة، شهره الرابع، وفشل جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز عسكري وتكبده المزيد من الخسائر، وقّع 26 من كبار قادة المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي السابقين، و17 من كبار المسؤولين السياسيين، على عريضة تطالب بعزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، واعتباره غير مؤهل لقيادة “إسرائيل”، كما اعتبروا أن يديه ملطّختان بدماء الإسرائيليين، وطالبوا بإسقاط الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي نشرت نص العريضة، قالت: إن العريضة ستُنشر نهاية الأسبوع الحالي في الولايات المتحدة أيضاً.
وأضافت الصحيفة: من بين الموقّعين وزراء ورؤساء هيئة أركان سابقون في الجيش الإسرائيلي، ورؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، أمثال موشيه يعالون، ودان حالوتس، وتامير باردو، ونداف أرغمان، واساف حيفتس، ويعقوف بيري، وجميعهم ترأسوا الأذرع الأمنية الإسرائيلية أو تولوا مناصب رفيعة فيها، وكانت لهم مواقف واضحة وصريحة تجاه نتنياهو، حتى قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، وقد عبّروا عن مواقفهم في خطابات ألقاها بعضهم أثناء مشاركتهم في التظاهرات المعارضة للانقلاب القضائي ومحاولة نتنياهو تقويض القضاء.
واعتبر كبير المعلقين السياسيين في الصحيفة، ناحوم برنيع، أن أهمية العريضة لا تتمثل فقط بالأسماء التي وقّعت عليها، وإنما بالتوقيت، موضحاً أن منظمي الاحتجاجات التي توقفت مؤقتاً بعد السابع من تشرين الأول، يستعدون لاستئناف تحركاتهم والعودة إلى مركز الخطاب العام، لتأكيد أن هدفهم لم يتغير، وأن المطلوب والملح هو إسقاط حكومة اليمين المتطرف.
وتابع برنيع: إن الموقعين على العريضة يتهمون نتنياهو بأنه المسؤول عن إخفاق السابع من تشرين الأول، وأن يديه ملطّختان بدماء القتلى الإسرائيليين، وانه غير مؤهل سياسياً وأخلاقياً لقيادة “إسرائيل” في هذه الحرب، والأخطر من ذلك أنه يشكّل تهديداً مباشراً ووجودياً على “إسرائيل”.
واعتبر برنيع، أن نشر مضمون العريضة في الولايات المتحدة، سيترك تداعيات بالغة الخطورة، كونه يأتي أثناء الحرب على غزة، ويتزامن مع حملة وجدال في الكونغرس وفي أوساط الرأي العام الأميركي، حول تقديم مساعدات عسكرية طارئة لـ”إسرائيل”، خصوصاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد منح “إسرائيل” 14 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم، تحتاجه “إسرائيل” اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكن أعضاء الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، يحاولون إعاقة هذه المساعدة، لأن القنابل الأميركية الصنع تقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين في غزة. أضف إلى ذلك، أن الناخبين الشباب في الحزب الديمقراطي، يهددون بالامتناع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة، احتجاجاً على دعم بايدن المطلق لـ”إسرائيل”.
وقال برنيع: يبدو ان الرئيس بايدن يخشى أن يكلّفه دعمه لـ”إسرائيل” ثمناً باهظاً في صناديق الاقتراع، علماً أن العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين كانوا حذرين من الدخول في مواجهة مع حكومات إسرائيلية، في عام الانتخابات، خشية خسارة تبرعات وأصوات الناخبين اليهود في ولايات أمريكية رئيسية، أما اليوم، فإن “إسرائيل” التي كانت محل إجماع في الولايات المتحدة، لم تعد كذلك، أضف إلى ذلك، أن نتنياهو، وما يرمز إليه، يوجد في صلب السجالات الأميركية، والعداء له في الخطاب الأميركي الداخلي يتجاوز الحديث عن الحرب، لدرجة ان كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه لم يعد من الممكن العمل معه، ومن الأفضل البحث عن طريقة للتحدث مع السياسيين والرأي العام في “إسرائيل” وتجاوز نتنياهو.