مجموعة «أصدقاء مدارس جرمانا» بالتعاون مع الجهات العامة تبدأ حملة صيانة متعددة الأغراض لـ26 مدرسة

ريف دمشق- أيمن فلحوط:
لا يخفي القائمون على مجموعة “أصدقاء مدارس جرمانا” سعادتهم بإصلاح كل مقعد أو كرسي أو طاولة من قبلهم، وخاصة بعد تعدد المهام التي حرصوا على تنفيذها لصيانة الصرف الصحي ودورات المياه إلى خزانات المياه ومناهل المياه والكهرباء و«الليدات» والبطاريات، وشراء “مواعين” الورق A4 وأقلام السبورة و”خراطيشها”، التي تستنزف مداخيل المعلمين، وصيانة آلات التصوير وأحبارها وبعض مضخات المياه لمدارس جرمانا، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات العامة.
وكان الدور الأكبر في تنفيذ مجمل أشكال هذه الصيانة، كما يشير القائمون على عمل المجموعة، لأصحاب الأيادي البيضاء من المتبرعين، ولمن قام بتقديم التخفيضات من تجار الجملة لكل مادة تم شراؤها، وبعضها شهد التبرع بنصف ثمنها أو أكثر كدعم للمجموعة، وفقاً للمخرج التلفزيوني بسام دويعر.
وعبّر عدد من مديري مدارس جرمانا، التي توجهت إليها المجموعة، في حديثهم لـ”تشرين”، عن تقديرهم لما تم تنفيذه في مدارسهم على صعيد الصيانة في أكثر من جانب، بعد سنوات عديدة من الانتظار، والتي أنجزت حتى الآن في 8 مدارس من بين 26 مدرسة بأيديهم وبما توافر لديهم من معدات منزلية، ومساعدات من أصحاب مهن تتعلق بأعمال الصيانة قبل شراء المعدات اللازمة بدعم من الخيرين.
كما تابعت «تشرين»، خلال زيارتها مدرسة الشهيد نزيه يوسف منذر، المبادرة من أعضاء المجموعة وعدد من المتطوعين، الذين يعملون مستفيدين من أيام العطل في الصيانة بأشكالها المتعددة، ويجمعون قطع الأخشاب الموزعة في أماكن متعددة في المدرسة وعلى سطحها ويعيدون ترميمها لتكون صالحة للاستعمال مجدداً من الطلبة، وما ينطبق على المقاعد ينطبق على الطاولات والكراسي، وكل شي متاح للصيانة.

أصحاب الأيادي البيضاء ركيزة أساسية في المساعدة المادية

كيف بدأت المبادرة؟
المخرج التلفزيوني بسام دويعر تحدث لـ”تشرين” عن بدايات المبادرة، التي كانت من أجل مساعدة الأسر المحتاجة ضمن مدارس جرمانا، بعد وصول مبالغ مادية من أصحاب الأيادي البيضاء، وحين تم التوجه للقاء بعض مديري المدارس كانت وجهة نظرهم ومع عدد من المدرسين بالتوجه لدعم المدارس، بدلاً من الطلاب الذين حصلوا على المساعدة من عدد من الجمعيات الخيرية مع بداية العام الدراسي، ولأن وضع البنية التحتية للمدارس سيىء قمنا بجولة لنفاجأ بالواقع المرير، لكونها مهملة منذ فترة طويلة، ومع الهجرة الكبيرة إلى جرمانا من المحافظات، والكثافة الصفية في مدارسها، أصبح العبء كبيراً عليها، ولم تعد لدى مديرية التربية القدرة على إنجاز عمليات الصيانة بالكامل، فكانت مبادرتنا، والدعم من أصحاب الأيادي البيضاء من المتبرعين الذين حرصوا مع بداية عملنا على تقديم المزيد من التبرعات، وانضمت للمساعدة لجان الأحياء والأصدقاء، بغية إنجاز أعمال الصيانة لدورات المياه والأثاث المدرسي.
وأضاف: نحاول قدر الإمكان ووفقاً للإمكانات المتاحة أن نعمل شيئاً مهماً في هذا الإطار، ونتوجه بالشكر لكل الفعاليات في مدينة جرمانا التي تساعدنا من مجلس المدينة ورئيس قسم الكهرباء.
نشاط خيري تطوعي
بدوره المدرس المتقاعد عدنان العلي، موجه تربوي سابق في مدارس جرمانا وأحد أعضاء المجموعة، بيّن أن نشاط المجموعة خيري تطوعي لدعم مدارس جرمانا، كرديف للتربية وليس بديلاً لعملها، وخاصة أن المدارس التي ندخل إليها منكوبة من حيث الأثاث، المقاعد، الكراسي، الطاولات، والنوافذ.. وعلى سبيل المثال، مدرسة نزيه يوسف منذر، تم فيها حتى الآن إصلاح 128 مقعداً، والعمل مستمر، وقد يصل بعد نفاد البطاريات المستخدمة في الأجهزة لعمليات الصيانة إلى 250 مقعداً.
وأضاف: أعتقد أن هذا العمل يجب أن نتقاسمه مع مديرية التربية في ريف دمشق في الجانب الأول، وفي الجانب الثاني الأبواب والنوافذ لا أعتقد أنها مسؤوليتنا، مع العلم أننا طالبنا مديرية التربية بتزويدنا بالمواد الأولية للإصلاح كواقفات الخشب للأبواب، وحتى الزجاج الذي استبدلناه بالنايلون كعمل إسعافي سريع، وتم تكليف المهندس صياح القاق من مديرية التربية بتقديم دراسة عن احتياجات المدارس من زجاج النوافذ قبل برودة الجو، وكي لا يتعرض طلابنا وطالباتنا للبرد.
وبعد قيام المهندس بمعرفة حاجة المدارس من مادة الزجاج، تقدمنا باقتراح منذ شهر ونصف الشهر لاستبدال الزجاج بأطباق البولي كربون (طول الطبق 5 أمتار و80 سم بعرض مترين) وهو أسهل في التركيب، وأقل خطراً على الطلاب، وسلس بالتعامل، وعملية قصه تكون بالمشرط.
وكان رد التربية بأنها ستدرس المقترح، علماً أن هذا الطبق من حيث الإنارة يقدم ذات الإنارة، والعزل كذلك، وهو متين في التركيب، لأن تثبيته سيكون بـ«براغي» معينة.

وأوضح المهندس المدني الإنشائي صياح القاق من دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية دمشق، أنه تم إنجاز الدراسة في منتصف كانون الأول الماضي، وتحديد الكشف التقديري لاحتياجاتها من أبواب ونوافذ، وتسليمها للمعنيين، ووجّه مدير التربية بالتنسيق مع المحاسبة خلال هذا الأسبوع للتنفيذ.

التأكيد على المصلحة العامة
زياد عزام مدرّس وأمين فرقة حزبية في مدينة جرمانا، ومن فريق العمل في مجموعة أصدقاء مدارس جرمانا، بيّن أهمية المبادرة لكونها أهلية بامتياز، ووجّه الشكر إلى كل فرد وقف مع المبادرة من أصحاب الأيادي البيضاء، مطالباً إدارات المدارس بشكل مباشر، والإرشاد النفسي فيها بشكل خاص، بالتأكيد على المصلحة العامة ضمن هذه المدارس، وحث الطلبة على ذلك، لأنه خلال فترة الحرب الكونية على سورية أصبح لدينا خراب غير طبيعي في المدارس، وهذا يتعبنا كثيراً بصيانته، والذي بدأنا العمل به منذ أربعة أشهر، وبمساعدة كبيرة من أصحاب الأيادي البيضاء، وفي الفصل الأول من العام الدراسي الجاري قمنا بما يمكن القيام به، فوصل عدد المقاعد التي تمت صيانتها إلى 153 مقعداً في إحدى تلك المدارس، و55 نافذة وُضع عليها النايلون لصعوبة تأمين الزجاج.

المتطوعون ينجزون أعمال الصيانة من دون أي مقابل مادي

أرقام عديدة قدمت في هذا الميدان من المجتمع الأهلي، كانت ستكلف مديرية التربية وخزينة الدولة كثيراً، يقوم بتنفيذ أعمالها العديد من شرائح مجتمعنا من مهندسين ومدرسين وصحفيين ومخرجين تلفزيونيين، أعمارهم فوق الخمسين سنة، والغاية ترميم ذاك الخراب الكبير الذي أصاب مدارسنا.

تعاون
رئيس لجنة الحي في “كرم الصمادي” بجرمانا، وجدي صياح الدبس، وخلال متابعة «تشرين» للعمل، كان يقوم مع عدد من أعضاء اللجنة بتقديم المساعدة في إصلاح المقاعد والطاولات والكراسي، وكل ما يلزم في المدرسة، ورأى أن المبادرة لإصلاح الأثاث المدرسي في غاية الأهمية ضمن التعاون القائم بين المجتمع الأهلي والجهات العامة، متمنياً أن يعم هذا العمل العديد من قطاعات المجتمع.
وأضاف المهني عهد أبو حمدان: ما قدمناه أقل من الواجب، فهذه المدارس لأولادنا، ويهمنا ارتقاء الواقع الخدمي أكثر مما كان عليه، وفي بداية العمل قدمت المعدات التي أعمل بها من دون أي مقابل للاستفادة منها بتنفيذ أعمال الصيانة، وبجهود الخيرين أصبح لدينا معدات خاصة للعمل، وكان لدي مقترح بدلاً من استخدام النايلون لإغلاق النوافذ المكسرة، باستعمال «البولي كربون» وهو بلاستيك مقوى، ويأتي بطبقتين ويدخل الضوء، وهو أفضل من النايلون ولا يمكن للطالب أن يقوم بتمزيقه مثل النايلون، ونأمل تركيبه في المدارس المتبقية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار