القصائد كالأبناء علينا أن ندللها.. الشاعرة هناء داوود: أنا لا أتمرد بل أكتب الجمال وأجمّل الواقع

حوار: هويدا محمد مصطفى:
هناء داوود شاعرة وكاتبة لها حضورها من خلال خطابها الشعري الخاص، تميزت قصائدها بجرأة البوح وقد جمعت بين لغة الشعر ولغة الفن التشكيلي وخاصة لوحات ورسومات وموتيفات الفنان العالمي عمر حمدي.. صدر لها في الشعر: النجوم تسافر أيضاً، أربعون هزيمة وأنا، رجل واحد لايكفي.. ومجموعة قصصية بعنوان: السقوط في الأحمر، وكذلك دراسة توثيقية فنية عن الفنان عمر حمدي- مالفا.. كما لها العديد من المشاركات الأدبية في المهرجانات والمعارض خارج سورية وداخلها، حاصلة على العديد من الجوائز التقديرية عن كتاباتها في معرض أربيل الدولي للكتاب والقاهرة.. ومن خلال هذا الحوار نتعرف إلى الشاعرة هناء داوود

من دمشق
* ماذا عن إطلالاتك الشعرية الأخيرة ومشاركتك الشعرية في دمشق؟
دمشق.. رغم جراحها تبقى دمشق منبراً إقليمياً ودولياً عريقاً له مكانته في الساحة الفكرية والثقافية، والوقوف والقراءة على منابرها لا تزال له أهمية كبيرة على كافة المستويات ولاسيما فيما يخص الشاعر والمتلقي الذي يتعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك ولا يزال يستطيع أن يقدم نفسه من خلال المادة الشعرية والأديبة ويتذوقها كما كانت قبل الحرب.

تفاعل النخبة مع قصائدي وما أطرحه من قضايا ومواضيع أسلوب مشجع وخلّاق ودافع لتكرار التجربة

هي ليست الإطلالة الأولى لي في دمشق ولكن كانت الأبعد من حيث الوقت بسبب الحرب وظروفها.
سعيدة جداً رغم أني كنت ضيفة في النشاط الأول، ومشاركة في الثاني، و تفاعل النخبة مع قصائدي وما أطرحه من قضايا ومواضيع وأسلوب تفاعل مشجع وخلاق ودافع لتكرار التجربة والتي أعدّها ضرورية بل ملحة لكسر الجغرافيا ولتكون القصيدة والكلمة الراقية الجديدة هي حوارنا.
* كان لكِ كتاب أنيق عن الفنان العالمي الراحل عمر حمدي- مالفا ماذا تحدثينا عن هذا العمل؟
تجربتي في الكتاب التوثيقي عن ساحر اللون الفنان العالمي عمر حمدي كانت منطلقة من عدة أمور يجب أن يحملها كل الكتاب المثقفين على عاتقهم انطلاقاً من مفهوم الوفاء للعمالقة الأوائل الذين حملوا الفن السوري والثقافة السورية ونشروها في أصقاع العالم.. وكنت قد تعرفت إلى عمر حمدي – مالفا وإلى فنه من خلال معرض له في إحدى الدول الشقيقة ومن ثم تعرفت إلى عائلته و شقيقة الفنان الراقي والأنيق عرفان حمدي.. ومن هنا بدأت علاقتي بلوحة عمر وبفنه، وبعد وفاته رأيت أنه من واجبي أن أكتب عن عمر وأن يكون هناك من يتحدث عن تجربته للأجيال القادمة، أي أن فنه وتجربته لابدّ أن تدرّس.. وبما أني وإن كنت مقدرة للوحاته لكني لست مختصة فتركت الأمر لذوي الاختصاص ومن خلال جمع كل ما كتب عنه وما كتبه النقاد عن فنه باللغة العربية في الصحافة العربية المحلية و العالمية وبالتعاون مع شقيقة الفنان عرفان حمدي الذي كان خير من استطاع العمل في كل ما قمنا به و بالتالي ليخرج كتاب (حياة عمر حمدي – مالفا) مادة فنية وأرشيف لكل مهتم بالشأن التشكيلي، إلى جانب تسليط الضوء على تجربته الشعرية وحياته.

شعر وتشكيل
* تميزت مجموعاتك الشعرية بالجمع بين التشكيل والشعر وخاصة لوحات ورسومات الراحل الفنان عمر حمدي..ماذا عن ذلك؟
الفن و الأدب أو بمعنى آخر اللوحة الأدب والقصيدة تحديداً هو كل متكامل لا تستطيع تجزئته أو فصله فهما مكملان لبعضهما البعض في ذات الإطار الثقافي والفني والواحد.. فأنا أختار في كتاباتي لوحات ورسومات لعمر تدور في ذات الإطار الفني لقصيدتي لتكون رافداً لها وداعماً من حيث بنية القصيدة النفسية،

كتاب حياة عمر حمدي- مالفا مادة فنية وأرشيف لكل مهتم بالشأن التشكيلي إلى جانب تسليط الضوء على تجربته الشعرية وحياته.

وكذلك لوحاتي المرتبطة بالمرأة تتسم إلي جانب المعاناة بالقوة والجرأة والتمرد.. الشيء ذاته، ما أحاول أنا طرحه في قصيدتي، وهي رغم تطورها وأنا أقصد هنا المرأة عند عمر حمدي فهي منبثقة من ذات البيئة التي تخرج منها المرأة عند هناء داوود ولم أرَ أقرب من نساء عمر ليكنَّ سارحات مكملات لما أكتبه
والمتابع للوحة عمر وقصيدة هناء سيكتشف ذاك الحوار الخفي المنساب بين نساء عمر وهناء.
* ماذا عن بحوثك والمواضيع التي تتناولينها؟

لوحاتي المرتبطة بالمرأة تتسم إلى جانب المعاناة بالقوة والجرأة وهو ما أحاول طرحه في قصيدتي

أنا أساساً شاعرة ولكن لي اهتمامات وأبحاث ودراسات عدة فيما يخص المرأة، والمرأة السورية تحديداً، وهذه الدراسات تتناول سيكولوجية المرأة وحياتها وأدبها وأحياناً أتطرق في هذه الدراسات للميثولوجيا وتسليط الضوء على عظمة المرأة وقدرتها.
إلى جانب الدراسات الأدبية والفنية التي تتناول مواضيع الفن والأدب والهمَّ الثقافي وجوانبه المتعددة.

تسليط الضوء
* تميزك شعرك وكتاباتك بنزعة التمرد على التقاليد الاجتماعية البالية.. ماذا تقولين عن ذلك؟

لي اهتمامات وأبحاث ودراسات عدة فيما يخص المرأة والمرأة السورية تحديداً تتناول سيكولوجيا المرأة وحياتها وأدبها

من جهتي لا أراه تمرداً.. بل أراه حقيقة نعيشها في كل تفاصيلها وتفاصيلنا.. أنا فقط أسلط الضوء على هذه الحقيقة بطريقة شعرية لم يعتد عليها المتلقي من امرأة، أنا أطرح جمال العلاقات الإنسانية وكذلك تفاصيل هذه العلاقات؛ اختلافاتها وإرهاصاتها وأخص العلاقة بين الرجل والمرأة التي تتحول إلى شعر من خلال القصيدة لأساس تحليلي لهذه العلاقة في مجتمعاتنا ولكن بطريقة جمالية شعرية مغايرة لما يتم طرحه.. من هنا أنا لا أتمرد وإن كانت قصيدتي منفتحة.. قصيدتي تتحدث عن جمال المرأة عن جسدها وما تشعر به من تفاصيل، هي حالات إنسانية لا يستطيع أي إنسان أن يفهمها أو يعبّر عنها كالمراة.، وأنا أستغرب كيف يسمح للرجل إن كان شاعراً أو روائياً أو أديباً و فناناً أن يرسم و يتحدث عن المرأة ولا يسمح لها بذلك، وهي الأعلم بمكنوناتها الإنسانية والنفسية، وأنا كشاعرة وكامرأة أجد أنه من حقي الطبيعي التعبير عن ذاتي وذوات الكثيرات من النساء بطريقتي، إضافة لذلك أرى العكس أن هذا الطرح الشعري أو هذا الأسلوب يرفد الساحة الشعرية ذاتها بقضايا وأساليب جداً مهمة وجديدة .. أنا لا أتمرد بل أكتب الجمال، وأجمّل الواقع، وما يؤكد ذلك هي الدهشة والقبول والرغبة..

أنا لا أتمرد وإن كانت قصيدتي لكنها تتحدث عن جمال المرأة

* ماذا عن طموحاتك المستقبلية وهل من كلمة أخيرة؟
طبعا الكتابة المستمرة.. وهناك مجموعة جديدة تلوح في الأفق ستتم طباعتها إلى جانب محاولاتي القصصية والمشاركات في المهرجانات والمعارض الأدبية التي تقام في أماكن مختلفة.. وكما تعلمين القصائد أبناء يجب علينا أن ندللها وندور بها لتكون أشبه بالرسل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار