«الهيليوم3» وراء سباق الدول للهبوط على سطح القمر

تشرين:
يستمر العلماء في البحث عن مصادر جديدة للطاقة، وفي هذا الإطار يحضر على طاولات البحث العلمي اسم «الهيليوم 3» كمصدر كبير للطاقة النظيفة والآمنة أكثر من المفاعلات النووية.
إن ما قد يجنح بموضوع «الهيليوم 3» صوب الخيال العلمي أكثر منه إلى ما هو عملي وتطبيقي، هو أنه يجب جلبه من القمر لأنه غير موجود على الأرض، لكن انطلاق الدراسات الرصينة للإقدام على استجلاب هذا الغاز الثمين من الفضاء إلى الأرض مصحوباً ببدء ضخ الاستثمارات الضخمة في هذا المجال، يحملنا على التوقف أمام هذا المصدر الجديد للطاقة.
ويقدّر العلماء كمية «الهيليوم3» الموجودة على القمر بين مليون وخمسة ملايين طن، ويمكن لهذه الكمية أن تطلق طاقة تساوي عشرة أضعاف كل الوقود الأحفوري، النفط والغاز والفحم الحجري، الموجود في القشرة الأرضية والمستخرج منها، ويمكن أن يزود الأرض بأكملها بالطاقة لعدة قرون.
لكن الصعوبات التقنية والمالية هائلة، وقد تجعل من مشروعات استخراج «الهيليوم 3» من سطح القمر أقرب إلى الأحلام، أو المشروعات المؤجلة لعدة عقود من الزمن، وقد لا نراها في هذا القرن، لكن هناك خطوات عملية كثيرة بدأت بالفعل، رغم النتائج المحدودة واستمرار الشكوك في جدواها.
وحسب تقرير لشبكة «CNBC»، قالت ميشيل هانلون، المديرة التنفيذية لمركز قانون الجو والفضاء بجامعة ميسيسيبي: «القمر هو أرض اختبار»، مضيفة: «تحتاج البشرية إلى الوصول إلى القمر لتتعلم كيفية العيش في الفضاء، ولكي تتعلم كيفية الاستفادة من موارد الفضاء، وهذا هو في الواقع نقطة الانطلاق لكل الثروات الهائلة في الكون».
وأوضحت هانلون: لم نكتشف تماماً كيفية القيام بذلك بعد.. هناك الكثير من النظريات حول هذا الموضوع، لكن بمجرد أن نكتشف ذلك فإن «الهيليوم3» الموجود على القمر يمكن أن يزود الأرض بالطاقة، الأرض بأكملها، لعدة قرون.
وقالت هانلون: هناك مورد طبيعي حيوي آخر تسعى إليه البلدان وهو الماء. وبصرف النظر عن كونه حاسماً لبقاء الإنسان على قيد الحياة، يمكن استخدام الماء لصنع وقود الصواريخ، ما يعني أن القمر يمكن أن يصبح يوماً ما محطة للتزود بالوقود للصواريخ ونقطة انطلاق لاستكشاف الفضاء بشكل أعمق.
وتشمل بعض الثروات، التي تسعى هذه البلدان والشركات إلى الحصول عليها، المعادن الأرضية النادرة «الهيليوم-3» وهو نظير «للهيليوم»، الذي رغم ندرته على الأرض، إلا أنه متوفر بكثرة على القمر ويمكن استخدامه نظرياً لتشغيل مفاعلات الاندماج النووي، لكن «ناسا» تقول إن ثمة تقديرات بوجود مليون طن منه على القمر.
من جانبها تقول وكالة الفضاء الأوروبية إنه يمكن لهذا النظير أن يوفر الطاقة النووية في مفاعلات الاندماج النووي من دون ترك نفايات خطرة لأنه غير مشع.
في السياق، خلص بحث لشركة “بوينغ” إلى وجود معادن نادرة موجودة على القمر تستخدم في تصنيع الهواتف الذكية والحواسيب والتقنيات المتقدمة.
هذا، وأصبحت اليابان مؤخراً الدولة الخامسة التي أكملت بنجاح هبوطاً سلساً على سطح القمر، لتنضم بذلك إلى عدد قليل من الدول المختارة – الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند- ومن المتوقع أن تتم أكثر من 100 مهمة قمرية، سواء من الشركات الخاصة أو الحكومات بحلول عام 2030، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار