من إعلام العدو أصداء قرار محكمة لاهاي تتفاعل في كيان الاحتلال.. محللون ومعلقون صهاينة: القرار بطاقة تحذير صفراء
تشرين – غسان محمد:
أصداء قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتفاعل داخل كيان الاحتلال على نطاق واسع، وتثير موجة من القلق في أوساط المراقبين والمعلقين السياسيين، الذين حذّروا من تداعيات القرار، ورأوا أنه يشكل بطاقة تحذير صفراء، وينطوي على دلالات خطرة من الناحية الدبلوماسية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «هآرتس»، تحت عنوان «بطاقة صفراء» إنّ على «إسرائيل» أن تمتنع عن المساس بالمدنيين الفلسطينيين، وأن تلتزم بالمعايير الأخلاقية والإنسانية، وليس على معايير الربح والخسارة.
من جانبه، قال الخبير في القضاء العسكري والجنائي، البروفيسور مردخاي كريمنتسر: حتى لو افترضنا أنّ قرار المحكمة يحقق مكسبا معقولا لـ«إسرائيل»، إلّا إنّه يشكّل في الواقع إشارة تحذير للمستقبل.
وأضاف: صحيح أنّ المحكمة امتنعت عن إصدار قرار بوقف القتال في قطاع غزة، لكنها أمرت بالسماح بإدخال المساعدة الإنسانية، ومعالجة خطاب الكراهية والتحريض الخطير والمريض داخل «إسرائيل»، كما حذّرت من أن محاولة «إسرائيل» نزع الشرعية عن سكان غزة يعدّ من الناحية القانونية جريمة إنسانية ضدهم.
وتابع كريمنتسر: رغم أنّ قرار المحكمة لم يتهم «إسرائيل» صراحة بارتكاب جرائم إبادة شعب، إلا إنّ تداعياته وأبعاده ستلازم «إسرائيل» حتى بعد صدوره، خصوصاً وأن القرار يستند إلى معطيات وتقارير أممية توصف حجم ومستوى المساس بالمدنيين الفلسطينيين نتيجة الحرب، وعلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار.
بدوره، قال المحلل ألوف بن: إنّ مجرد عرض «إسرائيل» كمشتبهة بإبادة شعب، هو انتصار لحركة المقاطعة الدولية ضدها، والمسؤول عن ذلك هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي المتطرف، مع التأكيد على أن نتنياهو الذي وعد الإسرائيليين بتعزيز صورة «إسرائيل»، دفعها عمليا لتكون دولة إجرامية، بعدما عرضها القضاة كدولة مشتبهة بقتل شعب، وبالتالي، يجب ألا نستبعد أن يكون امتناع المحكمة عن المطالبة بوقف الحرب، مصيدة لـ«إسرائيل».
أيضا، قال المحلل في الصحيفة، جدعون ليفي، إنّ الهوامش السياسية غريبة الأطوار في «إسرائيل»، مثل الوزير بن غفير والجنرالين في الاحتياط غيورا آيلاند ويائير غولان، الذين دعوا لتجويع وحصار سكان غزة، هم الذين جرّوا «إسرائيل» إلى كرسي الاتهام في لاهاي.