تحسن المراعي الخضراء يخفف أعباء المادة العلفية عن مربيّ المواشي
السويداء – طلال الكفيري:
أدت الهطولات المطرية التي عمّت أرجاء محافظة السويداء ما قبل “أربعينية الشتاء” وبعدها، إلى انتعاش المراعي الخضراء المخصصة لرعي المواشي، ولاسيما منطقتي اللجاة والبادية، ما ولّد حالة من الارتياح عند المربين، لكونها ستزيد من إنتاجية مواشيهم، وتشجّعهم على الاستمرار في” كار” التربية، الذي كادوا يودعونه في السنين الماضية، لعدم توافر المراعي اللازمة للثروة الحيوانية.
ويرى المربون، أن الغطاء النباتي بدأ يشهد تحسناً ملحوظاً هذه الأيام، بخلاف السنين الماضية، وهذا مرده إلى الهطولات المطرية الجيدة خلال الفترة الماضية، والأهم هو أن الأيام التي رافقت “أربعينية الشتاء” كانت خالية من الصقيع والجليد، وهذا بالتأكيد كانت له انعكاسات إيجابية على جيوب المربين، لكونه سيخفف من أعباء شراء الأعلاف التي أثقلت كاهلهم خلال فترة الصيف، ولاسيما بعد أن سجلت أسعارها ارتفاعاً كبيراً في الأسواق المحلية وصلت إلى 6 ملايين ليرة للطن الواحد، ما دفع المربين للإحجام عن شرائها، وأدى إلى إصابة المواشي بالهزال لعدم توافر المادة العلفية لها سواء الجافة أو الخضراء.
ويضيف المربون: إن توافر المراعي الخضراء سيؤدي إلى زيادة إنتاجية المواشي من الحليب، علماً أن إنتاجيتها سبق أن تراجعت بنسبة كبيرة، من جراء عدم توافر مراعٍ خضراء، وعجز المربين عن شراء الأعلاف الجافة لها لغلائها.
عدا عما ذكر، فبعد التحسن الملحوظ على الغطاء النباتي، الذي من المتوقع أن يشهد تحسناً أكثر في قادمات الأيام، باتت أسعار الثروة الحيوانية تشهد كذلك ارتفاعاً، غير مسبوق، إذ وصل مبيع الرأس الواحدة من الأغنام إلى 5 ملايين ليرة، والماعز إلى نحو مليوني ليرة، أما الأبقار، فأسعارها قياسية، حيث تجاوز سقف مبيعها الـ 60 مليون ليرة للرأس الواحدة.
وفي هذا السياق، أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ”تشرين” أن الهطولات المطرية أدت إلى تحسن المراعي الخضراء والمحاصيل الحقلية معاً، وهذا كان له وقع إيجابي على المربي والفلاح معاً، فتوافر المراعي للمواشي في مثل هذا الوقت سيحقق وفراً مالياً على المربين، وخاصة أن شراء الأعلاف قد استنزف ميزانيتهم المالية فيما مضى، وسينعكس بشكل إيجابي على المواشي، التي عانت وللأسف من سوء التغذية فيما مضى، وبالتالي سيزيد من إنتاجيتها.