صفقة «إف-16» لتركيا تشفي من أعراض «يا غيرة الدين»
تشرين- راتب شاهين:
رسَّا المزادَ للموقف السياسي للنظام التركي بشأن توسيع حلف شمال الأطلسي «ناتو» على قبول انضمام السويد إلى الحلف، بعد عناد ومعارضة لسنوات بحجج صبت كلُّها على منافع اكتسبها النظام التركي من مماطلته، لتكشف الأيام أن العناد التركي بشأن توسيع «ناتو» كانت لابتزاز دول الحلف للحصول على مكاسب، وليس كما كان يسوِّقه النظام التركي في السنوات السابقة بوقف حملة حرق القرآن في الغرب.
ففي هذا الزمن من التشابك الإقليمي والدولي، حيث يوجد مكان واسع للسماسرة والمنافقين، رأت تركيا أنَّ هناك فرصة لبيع موقفها من انضمام السويد لـ«ناتو» وأن تحصل على مكسب ما، مقابل موافقتها هذه على طائرات «إف-16» الأمريكية، وذهب مطلب تركيا إلى إدراج الصفقة الجديدة والتي ربطت لسنوات موافقتها على وفاء استوكهولم بوعودها بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك وقف حملة حرق القرآن.
الصفقة واضحة فقد صدقت أغلبية أعضاء البرلمان التركي، على مشروع قانون يقضي بالموافقة على بروتوكول انضمام السويد إلى «ناتو».
وذكرت قناة «تي آر تي هابر» التلفزيونية أنه من أصل 346 نائباً، أيد 287 نائباً هذه المبادرة، وعارضها 55، وامتنع 4 آخرون عن التصويت.
وسيدخل قرار البرلمان حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس التركي رجب أردوغان، على المرسوم.
بعد أداء النظام التركي واجباته تجاه «ناتو»، عبَّرت أنقرة عن أملها أن تفي واشنطن بوعدها بشأن طائرات «إف-16» بعد موافقتها على انضمام السويد إلى «ناتو»، بذلك تتناسى أنقرة الراية الدينية التي رفعتها وتاجرت بها.
وسائل إعلام تركية أفادت، بأن تركيا تتوقع من الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يفي بوعده بشأن صفقة الطائرات المقاتلة من طراز «إف-16» بعد موافقة البرلمان التركي على طلب السويد الانضمام إلى «ناتو».
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية في منشور لها أن بعد موافقة البرلمان التركي تأمل أنقرة أن تقوم واشنطن بالإيفاء بوعودها، مضيفة: إنَّ الكرة باتت في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبها وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أنها تدعم صفقة طائرات «إف 16» مع تركيا، لكن بعض أعضاء الكونغرس يربطون الموافقة عليها بتأييد أنقرة لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وكانت تركيا قد طلبت شراء 40 من مقاتلات «إف – 16»، الأمريكية وقرابة 80 مجموعة من قطع غيار لطائرات حربية تمتلكها، منذ تشرين الأول 2021.
هذا وقد تقدمت فنلندا والسويد، في أيار عام 2022، بطلبات للانضمام إلى «ناتو»، وأصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في التحالف في 4 نيسان، فيما توقف طلب السويد على موافقة المجر وتركيا النهائية، وفيما سبق فقد ربطت تركيا موافقتها على وفاء استوكهولم بوعودها بمكافحة الإرهاب، ووقف حملات التعدي على القرآن الكريم، هذا قبل أن تتضح غاية النظام التركي من رفع صوته ضد السويد.
إنه زمن التجار والتجارة بالقضايا.. هنا يمكن فقط أن نعلم من كانت تستهدف تلك الصرخات والتصريحات التركية، أما «يا غيرة الدين» فهي فقط لرفع سعر بضاعة النظام التركي التي يبيعها للغرب من جهة، ومن جهة للمساكين من أهل الدين الذين تاهوا في سراديب التضليل التركي.
أين شرط ومطلب وقف التعدي على القرآن الكريم في السويد؟، ذهب مقابل صفقة مع واشنطن، إن هي وافقت على التسريع بمنح الهدية لتركيا.