وتيرة تعويض المتضررين من الزلزال «ترتفع» بداية العام في حلب…
حلب – رحاب الإبراهيم:
يبدو أن آلية تعويض المتضررين من الزلزال، الذي لا تزال آثاره حاضرة بقوة في مدينة حلب، رغم مرور قرابة عام على ذكراه القاسية، بدأت تأخذ زخماً أكبر مع بداية العام الجديد، وخاصة بعد إيضاح آليات تقديم المساعدة للمتضررين وتصنيفهم حسب شرائح معينة، تحصل كل منها على مبالغ مالية محددة، كل حسب ضررها.
“تشرين” التقت رئيس مجلس اتحاد الجمعيات الخيرية وعضو مجلس إدارة الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال – محمد هيثم الصباغ، حيث أكد أنه بعد تحديد استراتيجية تدخل الصندوق في تقديم الدعم للمتضررين وآليات الدعم المالي حسب الشرائح المحددة “A ,B,C”، التي اعتمدت وفق أولويات تراعي الأكثر تضرراً وتسهم في إعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمناطق المتضررة، بدىء بصرف التعويضات للمتضررين وفق هذه الشرائح، فقد ركز في المرحلة الأولى على تعويض العائلات التي تهدمت بيوتها كلياً خلال الزلزال ” 6 و20 شباط” والبالغ عددها 56 بناء، فالفئة A تشمل البيوت المهدمة في المناطق النظامية، حيث تقرر منح المتضررين وفق هذه الفئة مبلغ 160 مليون ليرة على دفعتين، الدفعة الأولى تبلغ 80 مليون ليرة، تدفع عند المباشرة بالحصول على الترخيص، بينما تصرف الدفعة الثانية عند إبراز عقد المقاولة لإعادة البناء، أما الشريحة B التي تضم المتضررين الذين تهدّمت بيوتهم في المناطق غير المنظمة والمتضررين المالكين لشقق أو مبانٍ مخالفة تقع في المناطق المنظمة، إذ يحق لهم الاكتتاب لدى المؤسسة العامة للإسكان على مسكن جديد في مشروعي الحيدرية والمعصرانية، حيث دعم المتضرر بمبلغ قدره 40 مليون ليرة، يُدفع للمؤسسة العامة للإسكان نيابة عنه مع إتاحة الفرصة له في الحصول على قرض من أحد المصارف العامة، يعادل المبلغ المتبقي من قيمة الشقة المكتتب عليها مع إعفاءات مهمة تشمل الإعفاء من تسديد الأقساط لمدة 3 سنوات والإعفاء من الفوائد لمدة عشر سنوات.
عضو مجلس إدارة الصندوق الوطني لـ”تشرين”: ندعو المواطنين المتضررين للاستفادة من الدعم المقدم
وأشار صباغ إلى أن الشريحة C تشمل المباني التي صدرت قرارات بهدمها، بناء على تقارير السلامة العامة نتيجة تضرّرها من الزلزال، وعددها تقريباً 565 بناء، هدم مجلس مدينة حلب 365 بناء ، وسيتم هدم الأبنية المتبقية تباعاً، علماً أن لم تحدد آلية دعم العائلات المتضررة في هذه الأبنية بعد.
ودعا عضو مجلس إدارة الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال المواطنين المتضررين، وخاصة من تهدمت منازلهم كلياً، إلى الاستفادة من الخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني وعدم التأخير في الحصول على هذا الدعم المهم، فعلى الرغم من الدعوة المستمرة للمواطنين من أجل تقديم بياناتهم والحصول على مستحقاتهم حسب الضرر الذي طالهم، لكن يلحظ أن نسبة المتضررين الذين تقدموا للحصول على الدعم المالي من الصندوق في حلب لا تزال ضعيفة مقارنة بالمدن المتضررة الأخرى كاللاذقية لأسباب عديدة. مشيراً إلى أن أي متضرر من الزلزال يمكنه تقديم أوراقه الثبوتية المطلوبة إلى مركز خدمة المواطن من أجل الحصول على الدعم اللازم كل حسب ضرره.
وفيما يخصّ دعم الأسر المتضررة عن طريق الجمعيات الخيرية، بعدما خفض برنامج الغذاء العالمي مساعداته لسورية، أكد أن الجمعيات الخيرية تقدم كل ما تستطيع، كل حسب مواردها في دعم المتضررين والمحتاجين للمعونة المادية والعينية، مبيناً أن اتحاد الجمعيات الخيرية بادر منذ وقوع الزلزال إلى تقديم المعونة إلى المتضررين من الزلزال، سواء عبر إبرام عقود إيجار للمتضررين، مع المساهمة في ترميم بيوت لم تتضرر بنسبة كبيرة، إضافة إلى مساعدة الأطفال الذين فقدوا أهاليهم خلال الزلزال، بحيث قدم كل شهر مبلغاً مالياً معيناً مع تقديم سلة غذائية، مشيراً إلى أن العمل مستمر في دعم الأسر المحتاجة، لكن للأسف أصبح عدد المحتاجين أكبر نتيجة الواقع الاقتصادي الصعب.
ومن الجدير ذكره أن عدد المتضررين الذين حصلوا على الدعم، بلغ أكثر من 374 بقيمة إجمالية تتجاوز الـ 18 مليار ليرة سورية للشريحتين A ,B.
ت – صهيب عمراية