أتمتة امتحانات الشهادة الثانوية بكل فروعها تنشط الدروس الخصوصية للتعامل معها!
طرطوس – وداد محفوض:
أثار قرار أتمتة أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية بكل فروعها لهذا العام ضجة كبيرة، وكانت وزارة التربية قد أصدرت هذا القرار الجديد قبل البدء بامتحان الفصل الأول، فأتى مفاجئاً وصاعقاً ومثيراً للقلق والخوف والتساؤلات لدى الطلاب والأهالي على حد سواء، وأيضاً لدى المدرسين والموجهين كل باختصاصه، ولاسيما المخضرمين منهم.
فنسف القرار الجديد نمط الأسئلة المعتاد على مدى سنوات طويلة وحوّل الأسئلة من النمط التحريري إلى نمط الأتمتة، ما وضع الجميع في إرباك كبير وتساؤلات كثيرة ومحقة من قبل الطلاب وذويهم، لأن نتائج الشهادة الثانوية تقرر مصيرهم وترسم مستقبلهم.
علاج لمشكلات امتحانية
وفي استطلاع لـ”تشرين” حول نمط الأسئلة الجديد وتوقيته، تفاوتت الآراء بين مؤيدين لنظام الأتمتة الذين أبدوا ارتياحهم له، وبين رافضين عبروا عن استيائهم من القرار وتوقيت صدوره الخاطىء على حد تعبيرهم.
موجهون مختصون: الأتمتة علاج لمشكلات امتحانية طفت خلال السنوات الماضية
الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة العربية سوسن شمسيني أكدت لـ”تشرين” أن نظام الأتمتة تجربة جيدة وعلاج لمشكلات امتحانية عانى منها الطلاب على مدى سنوات وسيلمس الطلاب الخير فيها بعد تجاوز الحملة المشوشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أثرت في دراسة الطلاب، مضيفة أن الطالب سيعود إلى كتابه كما كنا في فترات سابقة وسيرى الفرق والإنصاف أخيراً.
الطلاب متخوفون
أبدى بعض الطلاب قلقهم من هذه الخطوة لعدم درايتهم وتدريبهم على هذا النوع من الامتحانات، والتي كان من المفترض أن تكون متدرجة أي أن يتم البدء بأتمتة الامتحانات من الأول الثانوي وصولاً للثالث الثانوي، حينها يكون المدرس والطالب قد تدربا ليحصدا النتائج المرجوة.
الطالب مازن يوسف، طالب ثانوي فرع أدبي، شرح أن أتمتة أسئلة الامتحان شيء مهم لهم كطلاب لكن توقيته خاطئ، ولو كان منذ بداية العام الدراسي لما أصابهم الخوف منه وكان مر بسلاسة وسهولة.
فيما تساءلت دعد ملحم، طالبة ثانوية ستتقدم للامتحان النهائي “بشكل حر”، كيف ستتمكن من معرفة اختيار الإجابة الصحيحة من بين الأسئلة كونها لن تخضع للاختبار التجريبي على نظام الأتمتة في الفصل الأول “كالطلاب النظاميين”، وبالتالي هي عرضة للكثير من الإشكاليات كغيرها من “الطلاب الأحرار”؟.
زينة السقا أم طالب ثالث ثانوي علمي نوهت بأن التحول لنظام الأتمتة يحتاج للتدرج والبدء من الصف الأول الثانوي، فطالب الشهادة الثانوية يعاني منذ بداية العام من الضغط النفسي الكبير لخوفه من المنهاج الكثيف ولا ينقصه قلق الامتحان واختصار زمنه.. وباعتبار امتحان الشهادة الثانوية هو الحاسم لتحديد مستقبل الطالب فمن الضروري تخفيف الضغط عنه كونها مرحلة مصيرية، لا أن يزيدوا هم الطالب هماً إضافياً لذلك كان قرار نظام الأتمتة صدمة للطلاب، فبعد هذا القرار نشطت حركة الدروس الخصوصية وهذه المرة للتدرب على الأتمتة بشكل سريع من جديد، ما سيكبدهم أعباء مالية إضافية مرهقة لهم.
وقت إضافي
مدرس الرياضيات محمد حمدان أكد أن نوعية الأسئلة المؤتمتة تحتاج إلى الوقت حتى تحقق الهدف، لأن الطالب وخاصة في الفرع العلمي ولاسيما مادة الرياضيات كان قد تعوّد على حل السؤال للوصول إلى النتيجة النهائية ويقارن النتيجة التي وصل إليها مع الخيارات المطروحة ويختار الصحيح منها، لذلك يحتاج الطالب إلى زيادة التركيز والفهم لاختصار الوقت واختيار الجواب الصحيح مباشرة.
فيما بينت مدرسة اللغة الفرنسية فايدة حسين أنهم، كمدرسين حالياً، لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل أو وضع أسئلة مؤتمتة لم يتدربوا عليها، وكان يجب أن تكون هذه الخطوة بالتدريج من الأول الثانوي وصولاً إلى الثالث الثانوي لتحقق الهدف منها.
نظام جديد لطلاب الشهادة الثانوية هذا العام وقد تكون علاجاً للكثير من التجاوزات والفوضى وإظهار المتميز الجدير حقاً بهذا التميز، رغم تخوف الأهالي والطلاب نتمنى أن يثمر هذا التوجه خيراً على الجميع.