في معرضها “عناصر من الطبيعة”.. الفنانة رزان العكة تقدم “فن الغرافيك” عبر دمج تقاناته بتجدد وفرادة
تشرين – رنا بغدان:
حفظت المخطوطات المصورة منذ أقدم العصور “فن الغرافيك” وقدمته لنا على أنه الشكل التقليدي لأي نوع من أنواع الفنون الجميلة الذي يعبّر عنه بصورة مرئية كالرسم والتصوير الفوتوغرافي والطباعة الذي يُطبّق على الأسطح المستوية، كما يمكن تطبيقه بشكل رسومات وخطوط وأنماط أصلية للفنون الزخرفية على الأثاث والمنسوجات والسيراميك والديكورات الداخلية وفي الهندسة المعمارية..
الغرافيك عبر الزمن
وقد تطور هذا الفن وتقاناته وأدواته وتصميماته عبر الزمن ليخدم جوانب متعددة في الحياة العصرية بهدف تسهيل مهمة إيصال المعلومة إلى المتلقي.. من هنا تستضيف صالة “مشوار” للفنون حالياً المعرض الفردي الأول للفنانة الدكتورة رزان العكة الذي حمل عنوان “عناصر من الطبيعة” ويستمر حتى 25 الجاري.
عن هذا المعرض ومضمونه، تقول د. رزان:
يضم المعرض 28 لوحة حفر وطباعة موضوعها “عناصر من الطبيعة” التي تعدّ ملجأً لأي فنان يبحث عن أشكال جديدة لأن عناصر الطبيعة وأشكالها لا تنتهي وهي قريبة من الناس ومن المتلقي، وبالتالي نحن قادرون على أن نأخذ منها مفرداتنا، خاصة أنني ركزت على اللون كتجربة للطباعة الملونة، وأنا حين أحكي أو أشتغل على اللون فبشكل تلقائي سوف أتجه بالموضوع نحو الطبيعة لأنها غنية بالألوان وتعطينا ألواناً لا تنتهي لعوالم ساحرة بهدوئها وحركاتها وعشوائيتها، فهي موضوع مهم ينطلق منه أي فنان.
دمج أكثر من تقانة
أما عن التقانات المستخدمة في المعرض فتقول: اشتغلت على دمج أكثر من تقانة على الطبعة الواحدة، فهذه الأعمال نسميها نحن “أعمال طبعة وحيدة” أنجزتها بعدة تقانات هي الطباعة الخشبية والطباعة المعدنية والطباعة بالشاشة الحريرية وتقانة الكوليجراف، فكان يوجد أكثر من “كليشة” في العمل الواحد تمت طباعتها فوق بعضها حتى حصلت على النتائج التي حصلت عليها لأصل إلى فكرة الخروج عن الإطار التقليدي في تقديم التقانة والذي يقوم على حفر “كليشة” ونسخ منها نسخات متطابقة، وقد ابتعدت في معرضي عن هذه الفكرة وانطلقت نحو الفكر التجريبي في مجال الحفر والطباعة لدمج هذه التقانات للوصول إلى نتائج متجددة وفريدة فكلما كان الأداء التقاني عند الفنان خلاقاً كلما منح العمل المطبوع أبعاداً بصرية تحفز الفنان على العمل في مجال التقانة التي تعطي دوماً شيئاً جديداً فهي بحر واسع قابل دوماً للاستكشاف.
آفاق وعوالم جديدة
وعن الهدف من دمج التقانات تتابع قائلة:
لكل تقانة سحرها و جماليتها، فكيف إذا أخذنا تلك الجمالية وذلك السحر وتم دمجهما في عمل واحد لتتعاظم القيمة الإبداعية لها بالتلاقي، وهذا الدمج يهدف الى الارتقاء بالتجربة الفنية وإغنائها بالقيمة الجمالية من دون حدود أو شروط أو قوانين.
الدمج يفتح آفاقاً وعوالم جديدة تدفع الفنان نحو العمل المستمر من دون توقف، لأنه في مرحلة التجريب يقوم الفنان باستكشاف التقانات ثم ينتقل إلى مرحلة بناء وتنظيم العمل بناء على النتائج التي حصل عليها، وقد اعتمدت في عملي على تطبيق التقانة بشكل تلقائي كي أحصل على تأثيرات ملمسية مفعمة بالعاطفة والحركة، وكي أخلق ملامس جديدة وأثراً غرافيكياً جديداً، ثم لأنتقل إلى تشذيب النتائج التي حصلت عليها وأحافظ على كل نتيجة تخدم العمل وأهمل الباقي الذي لا يخدم التكوين.
أما عن الرسالة التي هدف المعرض إلى إيصالها فقالت:
هدف المعرض إلى خلق مفاهيم جديدة للأشياء من خلال حرية التجريب والتأثيرات والأشكال التي يمكن أن أحصل عليها، المفعمة بالعاطفة والانفعال والتي تؤثر في المتلقي وتثير مشاعره.
عن الفكر الخلاق
ورسالتي هي أنه مطلوب دائماً من الفنان أن يكون لديه فكر خلاق منفتح على جميع التقانات الجديدة التي يمكنها إغناء تجربته الفنية وحتى التقليدية ويمكن أن يستخدمها بطريقة متجددة تناسب أسلوبه، ومن الضروري أن يكون لديه فكر منفتح حتى يمتلك روحاً خلاقة مبدعة ليستطيع الانطلاق للتعبير عن ذاته.
يذكر أن د.رزان راتب العكة من مواليد حلب، تحمل شهادة الدكتوراه في الفنون الجميلة (تخصص غرافيك) وهي مدرسة المواد العملية لتقانات الطباعة المختلفة (معدنية – حجرية – خشبية) في مراسم قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وكانت قد درست إضافة الى اختصاصها مادة الرسم الحر لكل السنوات في مراسم قسم التصوير والتصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين، وقد نشرت مجموعة من الأبحاث العلمية في مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية، وشاركت كعضو لجنة تحكيم في العديد من المناقشات لرسائل الماجستير والدكتوراه، شاركت في عدد من المعارض الجماعية منها معرض الربيع ومعرض الخريف، ومعرض في المركز الثقافي بأبو رمانة، إضافة لمعرض ثنائي في محافظة درعا.