الأيام العلمية مع الجامعات الإيطالية تؤسس لتعاون مشترك مع جامعة دمشق والاستفادة من خبراتها
دمشق – أيمن فلحوط:
يوم علمي مميز، حافل بالنشاط والتواصل العلمي، في رحاب المعهد العالي للتخطيط الإقليمي، ضمن برنامج التبادل العلمي والثقافي الدولي (ايراسموس)، كسر فيه القائمون على المعهد حاجز العقوبات المفروضة نتيجة الحرب على سورية، من خلال فتح نافذة جديدة بعد زمن طويل من الحرب والعقوبات، بعد زيارات عديدة قامت بها مديرة المعهد الدكتورة غادة بلال، وتكللت بالنجاح في توقيع اتفاقيات بين رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة جبان، وأربع جامعات إيطالية، هي “بيسكارا وسابيينزا و كامبانيا وباليرمو”. فهل يؤسس هذا التعاون العلمي والثقافي لرؤيا مفيدة ضمن المشروع الوطني لنهر بردى؟
لقاء علمي
هذه الفعاليات التي بدأها المعهد يوم الأربعاء الماضي في مقره، وفقاً للدكتورة بلال في حديثها لـ”تشرين”، تمثل بلقاء علمي مع أساتذة في الجامعات الإيطالية التي تم توقيع اتفاقيات التبادل معها، وبهذه الحالة نمنح طلبتنا وأساتذتنا فرصة الاستفادة من التبادل الثقافي والعلمي، بعد القيام بورشات العمل، والمؤتمرات لتبادل الأبحاث والزيارات العلمية، والتي تتيح في كل فصل دراسي لمجموعة من الطلبة والأساتذة وحتى الإداريين، حضور ورشات عمل بتلك الجامعات، وأول دفعة ستتوجه إلى جامعة بيسكار وأخرى لجامعة كامبانيا عبر المنسقين العلميين.
بلال: نكسر حاجز العقوبات المفروضة على التعليم العالي في جامعاتنا ونفتح نافذة جديدة بعد زمن طويل من الحرب والعقوبات
وأضافت: كوني منسقة لجامعة دمشق، أحرص على متابعة ذلك، وهذا النوع من التبادل ليس لمنح شهادات الماجستير أو الدكتوراه، إنه تبادل علمي ثقافي، لنكسر بذلك حاجز العقوبات المفروضة على التعليم العالي في جامعاتنا، ونفتح نافذة جديدة بعد زمن طويل من الحرب والعقوبات.
وأوضحت مديرة المعهد: قبل البدء في أول رحلة لطلابنا بدأنا بورشات عمل افتراضية عبر “الزوم”، ضمن برنامج علمي وضعناه كل أسبوع لتكون معنا جامعة معينة، بدأناها بجامعة بيسكارا مع الأستاذ لوتشو زازارا، الذي يحمل منصباً مهماً في إيطاليا، بصفته رئيساً للحديقة الوطنية –لاماليا- وهو بروفيسور في جامعة بيسكارا، وأول من قدم اتفاقية علمية، ما بين هذه الحديقة، التي تحتوي على مخابر بحثية مهمة جداً، مع جامعة دمشق ضمن المشروع الوطني لمشروع بردى، كما قدم اتفاقية مع محافظة دمشق لمصلحة مشروع بردى، لتقديم خبراتهم العلمية والبحثية، التي هي من ضمن عملهم المهني والبحثي في هذه الحديقة الوطنية، وهي عبارة عن محمية طبيعية.
العلاقة بين المدينة والمسطحات الخضراء..
محاضرة البروفيسور لوتشو زازارا، ركزت على العلاقة ما بين المدينة والمسطحات الخضراء، وسياسات الحماية الطبيعية التي تحكم تلك العلاقة وتقاطعها مع سياسات التخطيط الحضري، مبيناً الحالة الدراسية لإيطاليا، وتحديداً عن المحمية الطبيعية لحديقة لاماليا، وكيف تم الربط ما بين المناطق الحضرية السكنية، والمسطحات الخضراء، كما قدم أمثلة أخرى عن مدينة برشلونة، وكيفية تحويلها إلى مدينة مخططة، لم تتجاوز المساحات الخضراء، وأعطت جمالية للمنطقة والمدينة واستدامتها.
في حين تحدث البروفيسور في جامعة بيسكارا، رئيس قسم التخطيط والعمارة في هذه الجامعة، والمنسق العلمي لاتفاقية (ايراسموس) ما سيمو انجريللي في محاضرته عن الشبكات الخضراء، وآلية تصميم هذه الشبكات، ضمن المدن والممرات، وعرض أمثلة مهمة عن مدينة برشلونة، ومواقع محددة في إيطاليا، كيف تسير الممرات الخضراء إلى جانب ممرات الدراجات الهوائية والسيارات.
تفاعل وشغف للطلبة
المحاضرات شدت الطلبة من خلال تفاعلهم مع المحاضرين، وحفزتهم لإلقاء أسئلتهم باللغة الإنكليزية وبكل جرأة، لتحقيق الاستفادة، التي وصفتها عميد المعهد الدكتورة بلال، بأنها كانت مفيدة جداً، لأنهم كسروا حاجز البعد ما بين الطلاب والأساتذة الأجانب الدوليين، ليتعرفوا على الجامعات البعيدة عنهم في ظل صعوبة السفر والوصول إلى تلك المواقع في ظل الحرب والغلاء المعيشي، ويحصلون بذلك على مخزون علمي جديد، يضاف إلى معلوماتهم التي يحصلون عليها في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي، وتالياً يتولد لديهم أمل وشغف في التواصل بشكل أسهل وأوسع مع هكذا أساتذة وجامعات.