اكتشاف طفرة جينية قد تقود لعلاج داء باركنسون
تشرين:
داء باركنسون كما يُعرف باسم الشلل الارتعاشي، هو اضطراب عصبي يحدث بشكل تدريجي نتيجة تنكس أو تدهور الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يُسمى المادة السوداء، والتي تتحكم في الحركة، وهو من أكثر الاضطرابات العصبية انتشاراً، اذ يعاني ما يقرب من 10 ملايين شخص على مستوى العالم من هذا المرض.
يؤثر داء باركنسون أساساً على الجهاز الحركي في الجسم، وعلى كيفية تحكم الأشخاص في أجسادهم، وتشمل أعراضه بطء الحركة والرعشة والتصلب وصعوبة المشي.
أبحاث كثيرة قام بها الأطباء والباحثون، لمعالجة هذا المرض وكان أحدثها اكتشاف طفرة جينية في بروتين صغير، ما قد ينتج علاجات جديدة لاضطراب الدماغ التنكسي، حسبما أكدت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية.
وقال باحثون في مرض باركنسون: إنهم تمكنوا من العثور على المتغير«SHLP2» النادر نسبيًا في المقام الأول في الأشخاص من أصل أوروبي، حيث إن أولئك الذين لديهم هذا المتغير هم أقل عرضة للإصابة بالمرض بمقدار النصف.
وأوضح سو جيونغ كيم، مؤلف الدراسة الرئيس، وهو أستاذ مساعد وباحث مساعد في علم الشيخوخة بجامعة كاليفورنيا: تسلط بياناتنا الضوء على التأثيرات البيولوجية لمتغير جيني معين والآليات الجزيئية المحتملة التي قد تقلل بها هذه الطفرة من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
وأضاف كيم: قد توجه النتائج التي توصلنا إليها تطوير العلاجات وتوفر خارطة طريق لفهم الطفرات الأخرى الموجودة في البروتينات الدقيقة للمتقدرة.
وفي أثناء دراسة الاضطراب التقدمي، اكتشف الباحثون أن SHLP2، وهو الببتيد المشتق من المتقدرة (MDP).
وتنتج المتقدرة «أو الميتوكوندريا، عضية خلوية مزدوجة الغشاء تتواجد لدى معظم الكائنات حقيقية النوى» الطاقة اللازمة لتشغيل خلايا الجسم، وترتبط الشيخوخة بتراجع وظيفة هذه العضية.
وقد ثبت أن الببتيدات المشتقة من المتقدرة تلعب دوراً في الحفاظ على نشاط المتقدرة تحت الضغط.
ولاحظ العلماء أن مستويات SHLP2، على وجه التحديد، ترتفع مع بداية مرض باركنسون. ولكن مع تقدم المرض، لا يستطيع معظم المرضى إنتاج المزيد من SHLP2.
وفي أثناء فحص الآلاف من الأشخاص، حدد الباحثون متغير SHLP2 عالي الحماية الموجود في 1% من الأوروبيين والذي يقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون إلى النصف، لافتين إلى أن متغير SHLP2 يوفر حماية أفضل ضد خلل المتقدرة.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يؤكد أهمية استكشاف البروتينات الدقيقة المشتقة من المتقدرة كنهج جديد للوقاية من أمراض الشيخوخة وعلاجها.