في ثالث أعمالها الروائية.. سمر الكلاس توقّع “جنوب الكهف بقليل”
دمشق- لمى بدران:
ما الذي يدفع كاتبة سورية تسافر بشكلٍ دائم بين بلدان العالم أن تزجَّ بنفسها في دائرة الخطر، وأن يكون الهمُّ العربي وقضايا الشارع العربي رفيقاً لسطورها؟!! لعلّه الخطر الكبير المحدق بنا والخوف على مستقبلنا وربما أكثر من ذلك…
على الخطوط الحمر
اعتاد الكثير من الكتّاب أن يبتعدوا عن الخطوط الحمراء التي قد تؤدي بهم إلى الزوال، إلّا أن الشجاعة والجرأة التي اتسمت بها الكاتبة سمر الكلاس التي كانت من الندرة بمكان، فهي تناولت في روايتها “جنوب الكهف بقليل” والتي وقعّتها في دمشق أمس قضايا الشارع العربي بشكلٍ عام إلّا أن القضية الأساسية الأكثر حساسية فيها هي عن (الماسونية) التي تريد أن تتحكم بالعالم وتغيّر جذورنا وتاريخنا لتضع جذور وتاريخ اليهود والصهاينة وإقامة ما يُسمى هيكل سليمان…
خوف وهدف
عن هذه القضية تقول الكلاس لـ(تشرين): كان لدي خوف.. لكني شعرت بأن لدي هدفاً يجب أن أحكيه لأننا في مرحلة خطر كبير جداً، وهم يتحدثون عنها إذ هناك خطة لتغيير خريطة الشرق الأوسط، وفي الحقيقة كتبت هذه الرواية للأشخاص الذين يؤثرون في هذا الوضع العربي اليوم، ولأحرّك الناس الساكتة التي تستطيع أن تفعل شيئاً ما في هذا الخصوص، وفيما يخص الأساليب الفنية التي ركّزت عليها الكاتبة قالت إنها استخدمت السرد والحوار والغموض والرموز ولجأت إلى المشهدية التي تشبه السينما، كما أنها عمدت إلى ترك بصمتها الخاصة في الرواية من خلال توظيف عدد من الشخصيات فيها بدور “الراوي”.
أجواء غرائبية
وكانت الدكتورة آداب عبد الهادي من الأشخاص الذين قرؤوا الرواية وقدّموا إضاءة نقدية عنها، وبتقديرها أن كلّ مقومات الرواية جيّدة سواء اللغة أو الوصف أو تفاعل الشخصيات أو الهدف….الخ إلّا أنه كان من الأفضل لو وُجِد في هذه الرواية حبكة واضحة أكثر، ولفتت إلى الجو الغرائبي الخيالي اللطيف الذي تضعنا فيه الكاتبة خلال روايتها، بالإضافة إلى نفحات الخوف والقلق والتوتر، وترى أن فكرة الرواية قوية جدّاً لأنه قلّما طرحت في روايات الأدب العربي ألا وهي الغوص في عمق الماسونية، حيث جلبت الكاتبة ضمنها فريقاً بحثياً يتم السيطرة عليه من قبل الماسونية ودفعه إلى إنجاز أبحاث تتلاءم مع مشاريعه، وتعرِض الطريقة التي يصل إليها الأشخاص أن يكونوا أعداءً لأنفسهم من دون أن يدروا… وهذا ما يؤكد النتيجة التي نوافق عليها جميعنا بأن الماسونية هي الوجه الآخر للصهيونية وهي الخطر القادم إلينا وهي وراء كل مشاكلنا ومصائبنا…
صوت روائي
بدوره أرسل الشاعر الجولاني عماد فياض والمقيم في هولندا مشاركة إلكترونية خلال حفل التوقيع، عبّر فيها عن رؤيته بهذه الأديبة فهو وبعد روايتين منها يثق أننا ربحنا صوتاً روائياً جديداً ومختلفاً، وعلى بعد خطوة من تكريس اسمها في عالم الرواية، وعن ما يميّز رواياتها يذكر فياض بأنها تتميز بالاحتفاء بالمكان وبطريقة السرد الدائري الذي يسير بتمهل، يتصاعد، ويتوقف، ثم يتابع.. وربما هذا ناجم عن القراءات الكثيرة عندها أو بسبب إقامة سمر في الطابق الثاني عشر… وبعودة نحو الذكريات يذكر مفارقة من المفارقات التي حصلت معه في بداية معرفته بها عندما كان في سورية، حيث ظنّها عندما كان يراها في المراكز الثقافية خصوصاً في مركز أبو رمانة بأنها موظفة هناك وتقوم بالأنشطة الثقافية..
قُدّمت العديد من الآراء و القراءات الانطباعية خلال حفل التوقيع وأدارت الجلسة الأديبة عبير قتّال ثم دعت ختاماً إلى توقيع الكتاب – الرواية والذي لا نستطيع إلّا أن نقول عنه كتاباً وطنياً جميلاً يحمل الكثير من روح الكاتبة الجريئة سمر الكلاس.