بدء إحصاء الثروة الحيوانية.. هل هو “بروفه” لاستيراد حلقات ترقيمها ؟
حماة – محمد فرحة:
بدأت وزارة الزراعة عبر مديرياتها في المحافظات ووحداتها الإرشادية الزراعية بعملية عدّ وإحصاء الثروة الحيوانية، بهدف الوصول إلى رقم نهائي، يوقف عملية تراشق الأرقام الإحصائية، والذي أقل ما يقال عن المبالغة فيه بأنه “كذب أبيض”.
فغالباً ما يشوبها الشك، وخاصة حين يلجأ المعنيون بعملية العد إلى زيادة أعدادها لهذا المربي أو ذلك، بهدف الحصول على قدر كافٍ من المادة العلفية، وتهون القضية إن كانت تتعلق بالمربين، لكن في كثير من الأحيان تتعلق بالتجار، أي باللجوء لزيادة عدد قطعانهم لهذه الغاية.
فالمربون أنفسهم يشككون بأعداد القطعان لجهة صحتها، وسنتحدث هنا عندما ذكرت لنا المهندسة ليلى عزوز رئيس دائرة إحصاء زراعة حماة أن عدد الجواميس في مجال زراعة حماة ٥٦٠ جاموساً، وقد أكدها البعض وشكك بها آخرون. ويعلل المشككون أن هذا العدد غير موجود إلّا في منطقة سهل الغاب، حيث المسطحات المائية والمستنقعات وأقنية الري ، فكيف هو في قمحانة وصوران شمال مدينة حماة ؟
في حين يوجد في منطقة الغاب في مجال هيئة تطوير الغاب، ووفقاً لحديث رئيس دائرة الثروة الحيوانية الدكتور مصطفى عليوي ٦٠٢ من الجواميس لدى المربين، عدا جواميس المحطة البحثية لتربية الجواميس، التابعة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية .
غير أن مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، أكد أن عملية عدّ وإحصاء الثروة الحيوانية تجري الآن في مجال المحافظة وأضاف: طالبنا وأكدنا على اللجان العمل بكل دقة وصدق، وهذا يتوقف على عنصرين رئيسين؛ الأول دقة عمل اللجان، ومصداقية المربين في التصريح عن قطعانهم .
وزاد على ذلك بأن عملية الإحصاء هذه مستمرة لنهاية هذا الشهر فقط، مشدداً على أن العدّ يجب أن يكون ملموساً وبالكشف الحسي، بهدف الوصول إلى رقم إحصائي دقيق .
من جانبه، بيّن مدير الأعلاف في حماة المهندس تمام النظامي، أن أعداد الثروة الغنمية في مجال المحافظة هي ٣ ملايين رأس، وفقاً للإحصاء الذي تم منتصف العام الماضي .
مؤكداً أن أي عملية إحصاء ملزمة بها مؤسسة الأعلاف، وبموجبها سيتم توزيع المقنن العلفي أصولاً، ونحن غير معنيين بعملية العدّ والإحصاء، وأن مخصصات الجاموس من المادة العلفية تكون شهرياً، في حين بقية القطيع كل شهرين
بالمختصر المفيد؛ إذا كنا سنشهد عملية إحصاء ثانية تمهيداً لوضع الحلقات في آذان القطعان بهدف تشكيل قاعدة بيانات أكثر دقة، فلماذا هذا الإحصاء اليوم؟
ثم ألا يكفي اليوم هذا الإحصاء غير المكلف كثيراً كما إحصاء استيراد الحلقات البلاستيكية أو التي هي بمثابة شرائح معدنية توضع تحت جلد الدابّة ؟ أسئلة كثيرة تطرح كلما كان الحديث ينصبُّ في هذا الاتجاه.