المحتل التركي يستهدف جميع محطات الكهرباء شمال الحسكة ويحرم السكان من خدماتها

الحسكة- خليل اقطيني:
استهدف صباح اليوم المحتل التركي بالطيران المسيّر محطة تحويل كهرباء القامشلي الشمالية للمرة الثانية. وذلك بعد أن استهدفها بالطيران المسير مساء أمس، وأخرجها عن الخدمة.
رئيس دائرة التشغيل الكهربائي في الحسكة المسؤولة عن محطات التحويل في المحافظة  المهندس دارا خالد حسين أكد أن هذه الأفعال الخسيسة تبين بما لا يدع أي مجال للشك مدى الحقد الأعمى الذي يكنه هذا المحتل للشعب السوري. بدليل أنه عاد إلى استهداف محطة سبق أن استهدفها ليلة أمس وأخرجها عن الخدمة، وليس ثمة مجال لإصلاحها خلال هذا الوقت القصير من الليل حتى الصباح. لكنه الحقد الذي يصر المحتل التركي على التعبير عنه ليس إلا باستهداف محطة تحويل كهرباء مدمرة وخارج الخدمة للمرة الثانية خلال ساعات فقط. لأن المحتل التركي يريد من خلال ذلك توجيه رسالة للشعب السوري فحواها: انظروا كم أنا اكرهكم وحاقد عليكم. وكم أنا عاشق للقتل والتدمير.
وأوضح حسين أن المحتل التركي استهدف جميع محطات التحويل الكهربائية في شمال وشمال شرق الحسكة، وهي محطات أنشِئَت مطلع التسعينات من قبل شركة إيرانية، وتضم كل منها محولتي 20/66 ك ف استطاعة 30 ميغا واط. وتغذي هذه المحطات سكان عشرات المدن والبلدات وآلاف القرى في شمال وشمال شرق محافظة الحسكة.
مبيناً أن كل محطة من هذه المحطات تغذي سكان المنطقة الموجودة فيها، وسكان القرى والأرياف المحيطة بها. إضافة إلى تغذية العديد من المؤسسات الخدمية الموجودة في المنطقة بالتيار الكهربائي. وبخروج محطات التحويل الكهربائية من الخدمة خرجت باقي المؤسسات الخدمية التي تتغذى منها من الخدمة أيضاً. فمحطة تحويل عامودا مثلاً، هي صلة وصل بين محطة تحويل القامشلي الجنوبية الرئيسة ومحطة تحويل الدرباسية، التي تغذي محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة بالتيار الكهربائي اللازم لتشغيل آبار المحطة، التي أدى توقفها عن العمل والضخ إلى حرمان السكان المستفيدين منها من مياه الشرب. والذين يزيد عددهم عن مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحبها وبلدة تل تمر وقراها. كما توقفت آبار المياه المغذية لسكان مدينة عامودا شمالي الحسكة عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء عنها بعد خروج محطة تحويل كهرباء المدينة عن الخدمة بعد استهدافها بطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي مساء أمس.
أما محطة تحويل القامشلي الشمالية فأدى خروجها من الخدمة إلى خروج كافة المؤسسات التي تغذيها من الخدمة أيضاً، وأبرزها محطتي مياه الجغجغ والعويجة وصوامع الحبوب ومركز الاتصالات ومطحنة الجزيرة وإحدى المستشفيات وغيرها.
ولفت حسين إلى نقطة في غاية الأهمية. وهي أن بعض هذه المحطات كان قد تعرض في السنوات السابقة إلى التدمير من قبل طيران المحتل الأميركي. كمحطة تحويل تل أحمد التي دمرتها القوات الأميركية في عام 2015 بغارة جوية. الأمر الذي يبين بما لا يدع أي مجال للشك أن المحتلين الأميركي والتركي هما وجهان لعملة واحدة، وأن المحتل يبقى محتلاً، أياً كانت جنسيته.
مشيراً إلى أن الخسائر الناجمة عن تدمير محطات تحويل وتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة الحسكة من جراء العدوان التركي الأخير تقدر بملايين الدولارات.
وشدد حسين على أن الهدف من هذه الاعتداءات الممنهجة هو تخريب البنية التحتية للمنطقة، وحرمان سكانها من الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة من جهة، وتكبيد المؤسسات الرسمية السورية المسؤولة عمّا تحتويه البنية التحتية من شبكات مياه واتصالات وكهرباء خسائر مالية كبيرة، من جراء قيام هذه المؤسسات بإصلاح الشبكات العائدة لكل منها من جهة ثانية، وذلك في سياق المخططات المرسومة من قبل المحتلين الأميركي والتركي ومن لف لفيفهما لنهب وتدمير ثروات ومقدّرات الدولة السورية.
يشار إلى أن قصف الطائرات المسيرة التابعة للاحتلال التركي أدى إلى  إصابة عدد من السكان المدنيين منهم طفلين وامرأة من جراء قصف منزل في قرية كربطلي في ريف الدرباسية شمالي الحسكة.
ودمرت المسيّرات التركية إضافة إلى محطات تحويل الكهرباء منشآت للنفط والغاز ومعمل غاز السويدية ومنشآت تجارية خاصة في مدن المالكية والقحطانية والرميلان والقامشلي وعامودا والدرباسية بريف الحسكة وعين عيسى في ريف الرقة وعين العرب في ريف حلب.
وأدى العدوان التركي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدن المالكية والدرباسية وعامودا وبلدات القحطانية والجوادية والمعبدة واليعربية وتل حميس وأجزاء واسعة من مدينة القامشلي وكذلك القرى والأرياف التابعة لهذه المدن والبلدات، كما انقطعت الكهرباء عن بلدة عين عيسى وقراها شمال الرقة نتيجة قصف محطة تحويل كهرباء البلدة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار