الأيام الـ 101 الماضية تشهد أبشع حالة تهجير للشعب الفلسطيني.. جسامة بالموت والدمار والجوع والخسائر
تشرين – يسرى المصري:
بعد مرور مئة يوم ويوم على أعنف قصف جوي شهده العالم منذ قصف الحلفاء لدريسدن وهامبورغ وطوكيو في الحرب العالمية الثانية، احتفظت المقاومة الفلسطينية بقدرتها على القتال وإلحاق الخسائر بالدبابات والجنود الإسرائيليين.
والسؤال المستمر منذ الأيام الأولى للهجوم المتوحش..هل فرضت إسرائيل النزوح من غزة؟
أياً كان القرار الذي ستتخذه محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا بأن إسرائيل مسؤولة عن الإبادة الجماعية، فمن المؤكد أن إسرائيل خلقت كارثة إنسانية في غزة، وقد فعلت ذلك عن عمد.
ما يوثق هذه الجرائم ما خلُص اليه تقرير للأمم المتحدة أُعِدَّ في ديسمبر/كانون الأول، باستخدام أدلة من 17 وكالة مختلفة، إلى أن 80% من جميع المواطنين حول العالم الذين يعانون من حالة جوع كارثية موجودون في غزة الآن. قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”: إن الحرب الإسرائيلية على غزة “تلطخ إنسانيتنا”، مشيرة إلى أن المئة اليوم الماضية كانت بمنزلة 100 عام على سكان القطاع.
جاء ذلك في بيان صادر عن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالتزامن مع 100 يوم على العدوان، قال فيه: “جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ100 الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة”.
منظمات أممية: النازحون يفتقرون لكل شيء ويعيشون ظروفاً غير إنسانية مع الاقتراب بسرعة نحو المجاعة
المنظمة الأممية قالت “في الأيام الـ100 الماضية تسبب القصف المستمر في جميع أنحاء قطاع غزة في نزوح جماعي لمجتمع في حالة تغير مستمر، حيث يتواصل اقتلاعهم وإجبارهم على مغادرة أماكن بين عشية وضحاها، فقط للانتقال إلى أماكن غير آمنة بالقدر نفسه”.
كما اعتبرت أن عملية النزوح داخل القطاع كانت أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، مشيرة إلى أن الحرب أثّرت على مليونَي شخص (أي جميع سكان غزة)، وسيعاني الكثير منهم مدى الحياة.
ملاجئ الأونروا المكتظة وغير الصحية أصبحت “موطناً” لأكثر من 1.4 مليون شخص، وفقاً للمنظمة الأممية التي أشارت إلى أن النازحين يفتقرون إلى كل شيء، ويعيشون ظروفاً غير إنسانية، حيث تنتشر الأمراض مع الاقتراب بسرعة نحو المجاعة.
محنة مأسوية للأطفال في غزة
وتسبَّبت الحرب في محنة مأسوية للأطفال في غزة، حيث تعرَّض الآلاف للقتل والتشويه واليتم، كما حرم مئات الآلاف من التعليم، ومستقبلهم في خطر، مع عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد، وفقاً للبيان.
المنظمة شدَّدت على أن الأزمة في غزة تفاقمت بسبب “اللغة اللاإنسانية”، واستخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب، في إشارة إلى الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفقاً للمنظمة “سرعان ما أصبحت العملية الإنسانية واحدةً من أكثر العمليات تعقيداً وتحدياً في العالم، ويرجع ذلك إلى الإجراءات المرهقة لدخول المساعدات إلى قطاع غزة”.
كما اتهمت الاحتلال الإسرائيلي بـ”ازدراء القانون الإنساني الدولي”، بسبب تعرّض المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات وملاجئ الأونروا، للقصف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين وإصابة الآلاف.
تسببت الحرب الإسرائيلية باستشهاد 146 من موظفي “الأونروا”، جنباً إلى جنب مع الأطباء والصحفيين والأطفال، كما تم هدم أحياء سكنية بأكملها وأماكن عبادة ومبانٍ تاريخية، ما أدى إلى القضاء على قرون من التاريخ والحضارة وذكريات الناس، وفقاً للبيان.
يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أسفر حتى السبت عن استشهاد 23 ألفاً و843 فلسطينياً، وإصابة 60 ألفاً و317 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.