شخصية النملة هل تتغير عندما تكون ضمن مجموعة؟
تشرين- رصد:
تؤثر “شخصية” النمل في المستعمرات الخاصة بغشائيات الأجنحة هذه، وفق ما بينت دراسة تدعم نتائجها الفرضية القائلة إنّ هذه الكائنات الصغيرة لا تنساق إلى أي “مطابقة اجتماعية” حتى داخل المجموعة التي تنتمي إليها.
فمستعمرات النمل لا تضم كما قد توحي مجموعات تشبه في تجانسها الجنود أو العمال، بل تبين أن لدى أعضائها تنوعاً في السلوكيات، ككثير سواها من مجموعات ما يعرف بالحيوانات الاجتماعية.
لكن فهم التفاعل بين “السلوك الفردي والجماعي يظل تحدياً كبيراً في علم الأحياء السلوكي والتطوري”، على ما لاحظت دراسة نشرتها مجلة “بايولوجي ليترز” التي تصدرها “رويال سوسايتي”.
ويعود ذلك إلى عدم توافر “إجابة واضحة عن سؤال ما إذا كان سلوك الفرد يتغير عندما يجد نفسه ضمن مجموعة”، وفق ما أوضحت أستاذة علم السلوك باتريتسيا ديتوريه، المعدة المشاركة للدراسة، بحسب ما ذكرت “وكالات”
وسعى فريق هذه الباحثة في مختبر علم السلوك التجريبي والمقارن إلى الحصول على إجابة من خلال النمل من النوع أفينوجاستر سينيليس. وأخضعت ديتوريه في البداية مئة نملة عاملة لاختبارين يظهران “وجود سمات شخصية”.
وأسهم هذان الاختباران التقليديان في قياس استعداد كل حشرة للخروج من العش، وهو في هذه الحالة أنبوب اختبار، ومن ثم الابتعاد بدرجات متفاوتة ضمن مساحة معينة.
ثم عمد الباحثون إلى تشكيل مجموعات تضم كلٌّ منها نملات متجانسة من حيث شخصيتها الاستكشافية، سعياً إلى “معرفة ما إذا كان سلوكها سيتغير اعتماداً على المجموعة التي تنتمي إليها”.
ثم أخضع الباحثون هذه المجموعات لاختبارات تواجه فيها مهام بقاء كبيرة.
ومن هذه المهام مثلاً التعرف إلى العدو ومهاجمته، وجمع الذباب الميت الصغير لتموين العش، ونقل يرقات النمل إلى عش جديد عندما لا يعود العش القديم متاحاً.
ولم يكن مفاجئاً للفريق أن “المجموعات المكونة من النمل المستكشف تفوقت في كل المهام”، بحسب البروفيسورة ديتورية.
أما في مجموعات النمل الأقل ميلاً إلى المغامرة، فكان الباحثون يتوقعون أن تتحرك بعض النملات وتغير سلوكها، لكن لم يحصل ذلك”.
بمعنى آخر؛ أظهرت التجربة، تماشياً مع فرضية “النوع السلوكي”، أن “شخصية النملة لا تتغير عندما تكون ضمن مجموعة”، على ما أفادت ديتوريه.