تحذيرات من ظواهر مناخية متطرفة جديدة عام 2024
تشرين:
مع انتهاء عام الدفء العالمي المفاجئ والذي شهد بالفعل ارتفاع متوسط درجة الحرارة السنوية إلى مستوى قياسي في عام 2023، يتوقع العلماء حالياً أن يكون عام 2024 أكثر سخونة، حسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أن المحيطات في الكرة الأرضية كانت دافئة بشكل قياسي خلال معظم عام 2023 لدرجة أنها ستحتاج عدة أشهر حتى تتخلص من هذه الحرارة وتعود إلى طبيعتها.
وهذا الارتفاع في درجات حرارة الكوكب أرجعته الصحيفة إلى ما يعرف باسم ظاهرة «النينو» المناخية، موضحة أنه ليس من المتوقع أن تشهد الأرض تراجعاً أو انخفاضاً في الاحترار العالمي الذي بدأ منذ عقود بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري.
وتحدثت الصحيفة عن توقعات وصفتها بـ«المخيفة» متمثلة في ارتفاع متوسط درجات حرارة الكوكب لأكثر من 1.5 درجة مئوية «2.7 درجة فهرنهايت» فوق مستويات ما قبل الصناعة في القرن التاسع عشر، وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن الكوكب اقترب أكثر من أي وقت مضى من تلك العتبة المخيفة في الأشهر الأخيرة، ما يشير إلى توقع حدوث ظواهر مناخية متطرفة جديدة.
لكن مثل هذه الاتجاهات المناخية قد يكون من الصعب التنبؤ بها بدقة، حسب الصحيفة التي أوضحت أنه في بداية عام 2023 توقع العلماء أن العام سينتهي كواحد من أحرّ الأعوام المسجلة على كوكب الأرض، ورغم ذلك لم يتوقعوا أن يسجل العام هذا العدد الكبير من السوابق الجديدة وبشكل قياسي.
ونقلت الصحيفة عن كارلو بونتيمبو، مدير خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، قوله: «في الواقع نحن حالياً في منطقة مجهولة، ولا نعرف ما سيحدث بعد ذلك».
كما حذّر علماء من اقتراب العديد من أخطر التهديدات التي تواجه البشرية، حيث يؤدي التلوث الكربوني إلى ارتفاع حرارة كوكب الأرض إلى مستويات أكثر خطورة من أي وقت مضى.
في السياق، قال تقرير «نقاط التحول العالمية»: ربما تشهد ثلاثينيات القرن الحالي تحولات جذرية إذا ارتفعت حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة.
هذه التحولات الكوكبية لن تتسبب بخروج درجات الحرارة عن نطاق السيطرة في القرون القادمة فقط، لكنها ستطلق العنان لأضرار خطرة وكاسحة للناس والطبيعة «لا يمكن التراجع عنها».
وتشمل المخاطر المحتملة انهيار الصفائح الجليدية الكبيرة في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية، وفناء الشعاب المرجانية في المياه الدافئة، والاضطراب في حركة تيارات المياه الرئيسية في شمال المحيط الأطلسي.
ووجد التقرير أن هناك مناطق أخرى معرضة للخطر، ومنها أشجار «المانغروف» ومروج الأعشاب البحرية، التي من المتوقع أن تُفنى في بعض المناطق إذا ارتفعت درجات الحرارة بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين، وكذلك بعض الغابات، مشيراً إلى أنه «عندما ينقلب النظام المناخي، قد تتغير الطريقة التي يعمل بها الكوكب بشكل دائم ».