حق الملح العام.. ومسيرة ذرّه على الجراح

تشرين- وصال سلوم:

سلة غذائك اليومية، من أرزٍّ وعدس وزيت ودجاج ولحمة إن توافر ثمنها، أرخص ما فيها سعر كيس الملح..
الملح الذي يعد المنكّه الرئيس لمائدتك، والمطيّب المتوافر في كل بيت.. والأهم من الفلفل الأسود، وكبش القرنفل، حتى إنه من الضرورة أكثر من الزيت، هل فكرتم يوماً بالاستغناء عنه؟!!

عن ملح الحكمة
طبيّاً، لا يجوز.. لأن نقص اليود المتوافر فيه يسبب تضخم الغدة الدرقية، ولأن استهلاكه بالحدود الطبيعية يوفر حياة سليمة، والقلب السليم أيضاً يحتاج الملح بمقادير معتدلة، وتمكين وتكوير وتدوير العضلات يلزمه الملح ذو الثمن الزهيد.
أي إنه، وعلى الرغم من ثمنه البخس، إلا أنه ضروري في حياتنا وعدمه يسبب أمراضاً شتى وكثيرة..
ليس هذا فحسب، فالملح في غابر العصر والأوان، لم يكن حضوره على السفرة مجرد (مبهرة) طعام، بل كان كالمزهرية يستخدمه مالكه للتباهي ودلالة على الثراء..
وإن كانت ثقافة البعض تختصر على كون الملح وعملية نثره طقساً للسحر ونشر الطاقة الإيجابية بدل الحسد والسلبية، فهي ثقافة لا يستهان بها إذا ما قورنت بثقافاتٍ قديمة قائمة على تقديس الملح.. على سبيل المثال يوم كان التحنيط السمة الأساسية للعصر الفرعوني لحفظ المومياوات، وتحقيق فكرة الخلود والبعث والقائم أساساً على استهلاك الملح، ويوم اعتمدته أوروبا في القرون الوسطى كحلٍّ وحيد لحماية الحبوب من مرض (الدابرة)، وهو المرض الفطري الذي يصيب ويسمم البشر والمواشي، ويوم اعتمدته الكنيسة الكاثوليكية حيث قُدم الماء المقدس دائماً مع الملح، وسمي ب«ملح الحكمة».

عن الملح في التاريخ
وفي العصور الرومانية، شكّل الملح حلقات حوارية سياسية عنوانها الأهم حق (الملح العام).. واحتكاره كان أمراً مشيناً خارج القانون، ويشكّل خطورة ، لذلك دعمت السلطات الرومانية سعر الملح.
خطوة تأثرت بها – ربما – فيما بعد الهند يوم قامت بمسيرة الملح كحملة إجرائية بوجه المستعمر البريطاني وإجراءاته الاحتكارية للملح.. مسيرة أثمرت فيما بعد في استقلال الهند.

عن غزوات الملح
الملح الذي كان في القرون الماضية سبباً في اشتعال الحروب والنزاعات، ويُشكّل ورقة ضغط عالمية مؤثرة، اليوم بات مفهومه يقتصر على (رفع الضغط الشرياني).. واختفى مدلوله في قواميسنا العامية، يوم باتت عبارة “الخبز والملح” عبارة إنشائية لا مدلول لها في حياتنا الإنسانية، والأهم أن يستمر الملح بتربع عرش المنتج الأرخص في سلة غذاء اليوم والغد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج