من إعلام العدو: كيف نخرج من الحفرة التي وقعنا فيها؟.. ربما حان الوقت للاعتراف بالفشل
تشرين – غسان محمد:
تحت عنوان «كيف نخرج من الحفرة التي وقعنا فيها» كتب المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع: لماذا تتواصل أخبار الموت بعد ثلاثة أشهر من الحرب، وتتساقط على رؤوسنا كل يوم…؟ ولماذا يَعدوننا بالمزيد من الحرب…؟
يوم الإثنين الماضي، كان يوماً صعباً بالنسبة للجيش الإسرائيلي في غزة، وكان الثمن باهظاً جداً، والسؤال هو: إلى أين نحن ذاهبون…؟ في 7 تشرين الأول الماضي، سقطت “إسرائيل” في حفرة عميقة، ولا يمكن تقدير معدل الخسارة أو الضرر أو الثمن الذي سندفعه يوماً ما، على المدى القصير ولا على المدى الطويل، منذ ذلك اليوم ونحن نقف في قاع الحفرة ونسأل الكثير من الأسئلة: إلى أي مدى سقطنا؟ لماذا سقطنا؟ أين العدو الذي أسقطنا وكيف سندمره…؟ هذه أسئلة مهمة، لكنها تجعلنا نطرح جانباً السؤال الأهم وهو: كيف نخرج من الحفرة…؟
الخروج من الحفرة يعني إعادة الأسرى، واستعادة المستوطنات المدمرة والأمن والإحساس بالأمان لمستوطني الجنوب والشمال، وتسريح قوات الاحتياط، ومحاولة إنهاء الحرب، هذا ليس تحدياً بسيطاً، فهو يتطلب الديناميكية والتفكير من خارج الصندوق، وقبل كل شيء الشجاعة، وهي صفات غير موجودة في الحكومة الحالية.
دينيس هيلي، وزير الدفاع البريطاني في الستينيات، قدّم للعالم نصيحة قصيرة وفعّالة لإدارة الأزمات عندما قال: «عندما تكون في حفرة، توقف عن الحفر»، من المؤسف أن المسؤولين عن الحرب في «إسرائيل» لا يستمعون إلى دينيس هيلي.
منذ ثلاثة أشهر ونحن نسمع أخباراً عن تدمير فصائل المقاومة الفلسطينية وهزيمتها والقضاء عليها، لكن هذه الأخبار، لسوء الحظ، لا تعكس الواقع، فرغم استخدام القوة، هناك مسافة كبيرة بينها وبين القضاء على المقاومة، لقد روّج بنيامين نتنياهو، لتوقعات لا توجد طريقة لتحقيقها، وبالتالي حكم علينا بحرب لا نهاية لها.
وإذا كان اكتشاف نفق وتفجيره في قطاع غزة يعد خبراً جيداً، إلا أن تفجير النفق لا يدمر كل القدرات العسكرية للمقاومة.
في الأسابيع الثلاثة الماضية، لم تغيّر الحرب الواقع، بل كانت التكلفة كبيرة في حياة الجنود، كما يزيد من خطر وقوع كارثة إنسانية في غزة، ستكون «إسرائيل» مسؤولة عنها، وهذا سيضر بـ«إسرائيل» في العالم، ولا يقربنا من النصر غير الموجود، وحتى لو تم القضاء على قادة المقاومة، فإن نتائج الحرب لن تتغير.
عواقب ضربة السابع من تشرين الأول، تتطلب إعادة التفكير ليس فقط فيما يتعلق بالمقاومة في غزة وحزب الله والسلطة الفلسطينية، وإنما إعادة التفكير أيضاً فيما يتعلق بإيران، وهنا يبدأ الفشل الكبير، حيث أصبحت إيران عدواً متعدد الجوانب وتهديداً وجودياً، وإذا كانت «إسرائيل» تعرف كيف تلدغ الإيرانيين بعمليات سرية، فهذه التصرفات لا تبطئ تقدم طهران نحو القنبلة النووية، ولا تمنعها من ضربنا من البحر الأحمر ومن المطلة، لذلك، ربما حان الوقت للاعتراف بالفشل وتجربة سياسة مختلفة.